بيت لحم- فادي العصا
بعيدًا عن رأي المختصين في الاقتصاد والسياحة والسياسة، كيف ينظر الشارع الفلسطيني إلى الاعتراف بفلسطين كدولة وأثره على السياحة في فلسطين وخصوصًا في بيت لحم، سؤال توجه به مراسل"المغرب اليوم" في بيت لحم إلى المواطنين الذين كانت لهم أراء مختلفة حول جدوى الدخول في الأمم المتحدة والحصول على مسمى "الدولة".
المعابر والحدود وإلغاء التطبيع
يقول ماهر قنواتي صاحب شركة سياحية في بيت لحم، "إنَّ وجود فلسطين كدولة تعني بالنسبة لي، كجزء من القطاع السياحي، وجود مداخل مستقلة لهذه الدولة، وبالتالي يجب دخول أي زائر إليها مباشرة، وليس عن طريق "إسرائيل" فقط، وهذا ما يطلبه كثير من السياح، الذين ينقلون رغبة آخرين من دولهم المختلفة الوصول إلى فلسطين، ولكنهم يخشون التطبيع مع "إسرائيل".
ويكمل قنواتي، "إن المداخل المستقلة لهذه الدولة، ستنعكس أيضًا على حرية الحركة الداخلية فيها، فيصبح الزائر إليها ينتقل من مدينة إلى أخرى بحرية أكبر، ويمكث في المكان الذي يريده هو، أو الذي يريده المستضيف الفلسطيني، وليس "الإسرائيلي" كما يحدث اليوم".
وسيلة ضغط على الاحتلال
أما المواطنة هنادي من مدينة بيت لحم فتتحدث لمراسل "المغرب اليوم" عن حلم الدولة، وتؤكد "ما دام هناك وجود فلسطيني في الأمم المتحدة، سيأخذ بعين الاعتبار ما يطلبه الفلسطينيون، وإن لم يتم الحصول على أي من المطالب اليوم فإننا سنحصل عليها غدًا، وكما قال المثل" العيار اللي ما بصيب بدوش".
أما المواطن جريس فيعقب بالقول"إنَّ إعلان الدولة الفلسطينية سيجلب المزيد من التقدم للقطاع السياحي محليًا ودوليًا، لأن مجرد عضويتها سابقا في "اليونسكو" أدخل بعض المواقع فيها على لائحة التراث العالمي، فكنيسة المهد وشارع النجمة دخلت على لائحة التراث العالمي لمجرد الإعلان في الأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية، وهذا الأمر من شأنه أن يساعد المسؤولين الفلسطينيين في الحفاظ على الإرث الثقافي عمومًا، والمواقع التراثية والأثرية خصوصًا، ومن شأنه أن يسلط المزيد من الأضواء على مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية ومواجهتها من خلال المنظمات الأممية والدولية".
مواطن آخر يوضح "إنَّ الإعلانات السياحية لفلسطين في الخارج ستصبح تحت اسم "دولة فلسطين" وهذا أمر مهم، فالزائر والسائح إلى فلسطين، لا يأتي إلى السلطة الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني، هو يأتي إلى دولة بكيانها وحدوها ووضعها القوي على الأرض".
آراء أخرى
ويرى آخرون لم يرغبوا بالحديث مطولًا، خلافًا لآراء المواطنين أعلاه، فمنهم من قال "إنَّ فلسطين محتلة بكل مسمياتها والحرب الأخيرة على غزة أثرت سلبًا على القطاع السياحي في فلسطين، ولا يمكن لنا أن نحلم بإقامة دولة ونحن نبحث لليوم عن الأسمنت والحديد للبناء، ولا يُسمح لنا بأخذه".
ويتساءل آخر "الآلة الدعائية والإعلامية الإسرائيلية أقوى بكثير من الفلسطينية أو حتى العربية مجتمعة، فكيف يمكن أن نصل إلى دولة مستقلة وأن تكون السياحة بقوتها والاحتلال مستمر على الأرض؟".
ويرى ثالث "إنَّ التحرر من الاحتلال، سيجلب التطور في كل المجالات وليس فقط في السياحة، واليوم الاختلاف كبير على كيفية التحرر، فبعض المسؤولين يرونه بالسلام وآخرين بالسلاح، ولكن هذا احتلال أخذ الأرض بالقوة ويجب أن يردها بالقوة، وبعدها سنعيش نحن بسلام وأمن ويمكن لنا أن نستقبل السياح ونكرمهم؛ لأننا اليوم لا نستطيع أن نذهب مع السائح إلى القدس، فكف لنا أن نتحدث عن السياحة في ظل الاحتلال ؟".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر