مراكش - ثورية أيشرم
تحولت من جديد شوارع مدينة مراكش وأزقتها وأسواقها وبيوتها وحتى مختلف الفضاءات بما فيها مكان العمل إلى فضاءات للحديث عن خروف العيد ومستلزمات الأضحية والأجواء التقليدية التي تعم كل البيوت المراكشية والأسواق الشعبية.
وعلى الرغم من تغير الفصل الذي نستقبل فيه عيد الأضحى من عام إلى آخر إلا أنَّ الأجواء تبقى كما هي تتميز بذلك الطعم الخاص الذي لا يمكن أن تجده إلا في المغرب عمومًا ومراكش خصوصًا.
ويعتبر عيد الأضحى من أهم الأعياد وأكبرها لدى المراكشيين الذين تجد أجواء استعدادهم لاستقبال عيد الأضحى تسبق العيد بأيام عديدة وهي أجواء يغمرها الحماس والحيوية والنشاط، حيث تجد النساء يقمن بتنظيم مختلف فضاءات المنزل وغسل الأواني وتجديدها، فضلا عن إعداد مختلف أطباق الحلويات واقتناء مجموعة من الأغراض الجديدة من الأواني والملابس والأغطية والأفرشة وكل مستلزمات العيد من " الشواية " والقطبان " والمجمر " وغيرها.
وتسعى المغربيات إلى اقتناء كميات كبيرة من الخضر والفواكه والمواد الغذائية كون عيد الأضحى مناسبة يستغلها العديد من التجار لأخذ إجازتهم السنوية ما يؤدي إلى إغلاق المتاجر والأسواق مدة 7 أيام متواصلة، وهذا سبب يدفع سكان مراكش إلى التسوق بشكل كبير أياما قبل العيد لتوفير كل ما قد يلزمهم.
ويُعد سوق الأضحية من الفضاءات الشعبية المحببة التي تجد المغاربة يتهافتون على الذهاب إليها وذلك للتعرف على الأسعار واختلافها من تاجر إلى آخر ، حيث تجد أمامك عروضا مختلفة من الأغنام والماعز والأبقار التي يمكن اللجوء إليها واقتناء ما ترغب فيه حسب موازنة جيبك وعدد أفراد الأسرة إضافة إلى وزن الأضحية وسلالتها والتي قد تتراوح بين 2000 و 3000 إلى 3500 درهم للخروف وبين 7000 إلى 10000 درهم للعجل.
وعادة ما لا يقتني الزبون الأضحية منذ الزيارة الأولى للسوق إذ يخصصها فقط للتعرف على السلع المعروضة والأثمان الخاصة التي ترتفع وتنخفض .
وتختلف أسعار الأضحية التي تعتبرها مجموعة من الأسر المعوزة أمرا يثقل كاهلهم والتي لا يمكن للكل أن يقتنيها لاسيما إذا كانت أسعار السوق باهظة، كونها تبقى بعيدة كل البعد عن متناولهم حيث تجدهم في صراع كبير لتوفير أضحية العيد والتي تصل بهم أحيانا إلى بيع مجموعة من أغراضهم المنزلية كالأجهزة الالكترونية أو بعض الممتلكات كالدراجة النارية أو العادية أو اقتراض المال من مختلف الجهات من أجل توفير خروف العيد الذي يصبح معضلة كبرى بالنسبة إلى الفئات الفقيرة التي تجدها تفكر في هذا اليوم ليس انتظار وتشوقا إليه وإنما خوفا وقلقا من عدم القدرة على الاستمتاع به وشراء أضحيته البسيطة التي قد لا يتجاوز ثمنها 1000 درهم أو اقل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر