بغداد - نهال قباني
اختتمت القوات العراقية العمليات العسكرية في مدينة الفلوجة وأعلنت خلو المنطقة من عناصر تنظيم "داعش" بعد عملية استمرت شهرا، وأوضحت الحكومة أن الدمار الناجم عن القتال محدود وتعهدت ببذل قصارى جهدها للسماح لعشرات الآلاف من المدنيين النازحين بالعودة إلى ديارهم.
وقالت أم عصام (42 عاما) الأم لتسعة أطفال إنها لا يمكن أن تكون سعيدة مجددا في الفلوجة مضيفة " طلب مني ابني أن أقتله بسبب الجوع الذي لم يستطع تحمله وكان عمره 5 سنوات"، وأجهضت أم عصام حملها في مستشفى الفلوجة قبل أشهر عدة عندما ضربت غارة جوية مبني بالقرب منها ما سبب حالة من الذعر. مضيفة " كنت خائفة جدا وأجهضت وكنت حاملا في توأم وفقدته، وذهبت إلى المستشفى لأنه لم يكن هناك طعام"، بينما كان المجلس النرويجي للاجئين يوزع السلع الأساسية للوافدين الجدد في مخيمات النازحين في الفلوجة، وتتكون حزمة السلع الأساسية لعائلة تسكن في خيمة واحدة من 6 مراتب وحقيبة للطبخ ومصباح للتخييم وقطعة من القماش المشمع ووعاء فارغ من الماء وشريط بني.
وتابعت " الجو حار وبه غبار هنا وليس هناك ما يكفي من الماء أو الطعام، ولكن يمكننا أن نبقى على قيد الحياة، لا أريد العودة لقد مرت المدينة بالأميركان و"القاعدة" و"داعش" ومجاعات، ولا أعرف ما هو القادم، لقد تحطمت المدينة"، واعتُقل زوج أم عصام للفحص منذ وصولهم إلى مخيم اللاجئين في 16 حزيزان/ يونيو، ورغم انتهاء العمليات العسكرية في المنطقة كلها فإن الأزمة الإنسانية بلغت ذروتها ويستمر عدد النازحين في النمو، وتصل درجات الحرارة إلى 45مْ فضلا عن نقص السلع الأساسية ومأوى لبعض العائلات النازحة؛ ما دفع منظمات الإغاثة إلى التحذير من كارثة وشيكة.
وأوضحت كيفي صالح من منطقة الصقلاوية شمال غرب الفلوجة، التي تمكث في نفس المخيم منذ 10 أيام مع عائلتها، أنه لا توجد خيمة للنوم تحتها، و" زوجي يعمل في المخيم للمساعدة في إقامة الخيام لكن ليس لدينا خيمة، هل يمكنك تخيل ذلك؟"، وتتقاسم هي وأطفالها في المخيم أرضية المسجد حيث ينامون بالخارج على بطانية سوداء قذرة وظهورهم مسنودة إلى الجدار. مضيفة " المنطقة ليست آمنة ولا أظن أنها ستتحسن". مؤكدة "اختفى كثير من الرجال وذُبح بعض جيراننا بواسطة "الحشد الشيعيي"، في إشارة إلى مظلة شبه عسكرية تسيطر عليها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران التي اتُهمت أنها مدفوعة بالرغبة في الانتقام ضد سكان الفلوجة السنيين، و" لست متأكدة مما حدث لمنزلنا، لكن على أي حال الأمر يشبه العيش في منطقة عسكرية أنا خائفة مما يمكن أن يحدث، وباسم الله لن أعود إلى هناك وسأبحث عن مكان آخر آمن ربما أربيل أو السليمانية في كردستان".
وأبلغ شهود عيان ومسؤولون محليون وجماعات حقوقية عن مضايقات طائفية بواسطة مجموعة "الحشد الشيعي" وهي المسؤولة عن تطهير المناطق النائية من الفلوجة في المراحل الأولى من العملية. في ما بيّن رئيس الوزراء حيدر العبادي في خطاب انتصاره من وسط الفلوجة الأحد الماضي أن هناك حاجة إلى جهد كبير قبل عودة المدنيين، مضيفا " إن شاء الله سنعيدهم إلى مناطقهم بعد أن نضمن أن المنازل آمنة وليست مفخخة"، في ما تعد ديناميكيات الطائفة عقبة أمام عودة النازحين الذين يملؤون المخيمات حول الفلوجة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر