أولان باتور - نادر الأسعد
قضى المصور البلجيكي باسكال مانيرتس، أيامًا في ركوب الخيل عبر غابات الصنوبر ليلتقي قبيلة "تساتان" البدوية التي تعيش في قلب الجبال المنغولية لاكتشاف وتوثيق نمط حياتهم، حيث تعتمد هذه القبيلة المكونة من مجموعة من الرعاة الرحل على حيوان "الرنة" لآلاف السنين باعتباره جزءا حيويا من الحياة.
وتعيش القبيلة في المناطق النائية شمال Khövsgöl Aimag في منغوليا وتنتقل خلال العام وفقا للمواسم، ويرتبط وجود القبيلة بوجود حيوان الرنة حيث يعتمد عليه في الحصول على الحليب والجبن وكوسيلة للنقل أيضا، وتستخدم قبيلة "تساتان" شعر الحيوان في خياطة الملابس كما يستخدم روث الحيوان كوقود لطهي الطعام على المواقد.
وأوضح مانيرتس أن " القبيلة تعيش في خيام بسيطة جدا ليست كبيرة، وتقيم كل عائلة في خيمة، وتعتمد القبيلة على الأثاث الأساسي فلم يكن هناك سوى أثنين من الأسرة للعائلة بالكامل وخزانة ملابس صغيرة وموقد فقط".
وأعرب عن دهشته من ضيافة القبيلة ومقدار الموارد التي عرضوها عليه رغم بساطة معيشتهم، مضيفا " تعتمد القبيلة على فكرة العودة إلى الجوهر وهو ما يعتبر تحديا كبيرا مقارنة بالمعايير التي لدينا في ثقافتنا، اندهشت حقا لرؤية مقدار سعادتهم، وعندما سألت الأم (بلورما) عما يجعلها سعيدة ذكرت دون تردد: أطفالي ورعايتهم".
وقضى مانيرتس عشرة أيام مع القبيلة المكونة من 40 عائلة وأدرك كيف يتعرض بقائهم على قيد الحياة للخطر بسبب تناقص أعداد حيوان الرنة، وبرغم إغراء الحياة الحضرية التي تختلف عن الحياة الجبلية إلا أن "بلورما" أشارت إلى أنها لن تنتقل إلى العاصمة.
ويذكر أن مانيرتس قضى الأعوام العشرة الماضية في السفر إلى جميع أنحاء العالم بهدف استكشاف الثقافة في كل منطقة أو بلد جديد يذهب إليها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر