برلين - جورج كرم
حذرت ألمانيا تركيا من قتل فرصتها في الإنضمام للاتحاد الأوروبي إذا تم إعادة عقوبة الإعدام عقب الانقلاب العسكري الفاشل، حيث ألقي القبض على أكثر من 6 آلاف شخصا معظمهم من العسكريين والعاملين في وزارة الداخلية منذ أرسل مدبرو الانقلاب الطائرات الحربية لإطلاق النارعلى المنشآت الحكومية الرئيسية والدبابات التي نزلت في المدن الكبري ليلة الجمعة، إلا أن التمرد لم يتم بدعم من كبار ضباط الجيش وأحبطته القوات الحكومية وجموع المدنيين الذين خرجوا إلى الشوارع، وقُتل على الأقل 294 شخصا وأصيب أكثر من 1400 شخصا، وتعهدت الحكومة التركية بعد أن استعادت سيطرتها على البلاد بمعاقبة المسؤولين عن التمرد بشدة، وأوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بمطالبة أنصارة بفرض عقوبة الأعدام على المتآمرين الأحد أنه لا يمكن تجاهل هذه المطالب، وأفادت المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل ستيفين زايبرت في برلين اليوم أن محاولة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ستنتهي إذا استعادت أنقرة عقوبة الإعدام، وأخبر زايبرت الصحفيين أن " الاتحاد الأوروبي هو مجتمع للقيم وبالتالي فإن عقوبة الإعدام تعني أن هذه الدولة لن تكون من أعضاء الاتحاد".
وأوضح زايبرت أن ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي تراقب النقاش التركي الداخلي حول ما إذا كانت ستعيد عقوبة الإعدام إلا أن موقف الاتحاد الأوروبي واضح تماما، مضيفا " في الساعات الأولى بعد فشل الانقلاب شهدنا مشاهد مقززة من الانتقام ضد الجنود في الشوارع وهو أمر لا يمكن قبوله، ونحن نرفض رفضا قاطعا عقوبة الإعدام واستعادة عقوبة الاعدام تعني إنهاء محاولة تركيا للانضمام للاتحاد"، وتلت تصريحات زايبرت تصريحات رئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني والتي أوضحت أنه سيتم منع تركيا من الانضمام إلى الاتحاد إذا أعادت عقوبة الإعدام، وتابعت موغريني بشأن محادثات الانضمام للاتحاد المتعثرة مع أنقرة منذ فترة طويلة " دعوني أكون واضحة لا يمكن لأي بلد أن يصبح من دول الاتحاد الأوروبي إذا أدخلت عقوبة الاعدام".
ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا إلى دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان مع الضباط العسكريين وغيرهم من المشتركين في المؤامرة، مضيفا " يجب على تركيا الالتزام بأعلي المعايير للمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون"، وفي حين اعترف كيري بالحاجة إلى إلقاء القبض على مدبري الانقلاب لكنه أضاف " نحذر من الذهاب إلى أبعد من ذلك"، وجدد كل من كيري وموغريني الدعم الأطلسي لحكومة الرئيس التركي أردوغان المنتخبة ديمقراطيا، ويحتاج كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى استقرار تركيا وتعمل واشنطن مع الدولة الشريكة في حلف الناتو لقتال داعش في العراق وسورية، وأشار كيري إلى إعادة فتح تركيا قاعدة جوية رئيسية في جنوب البلاد في إطار اعتماد بروكسل على تركيا لوقف وصول اللاجئين إلى القارة، فيما طالب أردوغان واشنطن بتسليم رجل الدين المنفي الذي يلقى اللوم عليه في تدبير الانقلاب، وأوضح كيري أنه لم يصل حتى الآن أي طلب لتسليم رجل الدين المقيم في ولاية بنسلفانيا فتح الله غولن، إلا أنه شدد على حاجة الولايات المتحدة لرؤية أدلة وليس مزاعم عن مسؤولية غولن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر