كشفت تقارير هذا الأسبوع عن مقتل زعيم حركة طالبان في مشهد درامي داخلي بعد فشل اجتماع لقادة الحركة المنقسمة حاليًا.
وتعاني الحركة من اضطرابات داخلية كبيرة حيث انشقت إحدى الخلايا وأعلنت ولائها لداعش ما أدى إلى قتال دموي عبر أراضى طالبان في أفغانستان، ويعتقد بأن الخلية المنشقة بقيادة داعش ربما تكون مسؤولة عن الوفاة غير المؤكدة لزعيم طالبان المنتخب الملا أختار منصور.
ويثير مقتل منصور إذا تأكدت وفاته الفتنة بين صفوف حركة طالبان التي تتداعى قوتها أمام قوة داعش المتنامية في أفغانستان، ويملك داعش أسباب وجيهة للتخلص من زعيم طالبان في ظل توسعه في أفغانستان.
ويسيطر داعش على ولاية خراسان في الجبال الواقعة شرق أفغانستان، وشن حملة عنيفة ضد الأفغان المحليين لسحق أية معارضة، وهزم مقاتلوه حركة طالبان المحلية وبدؤوا في تجنيد أعضاء جدد في 25 إقليمًا من بين 34 إقليمًا في أفغانستان.
وظهرت صور مثيرة للصدمة من داخل معسكر تدريب داعش المخبأ في عمق الغابات في المنطقة الجبلية، حيث كان المقاتلون يرتدون أقنعة صفراء ويمسكون ببنادق "AK-47" أمام أعلام داعش، في حين أوضحت صور أخرى المقاتلين وهم يتعلمون كيفية استخدام الأسلحة، ورغم إنكار المسؤولين في البداية للتهديد الذي يمثله داعش على البلاد إلا أنهم حاليًا مجبرون على الانتباه في ظل توسع داعش ونمو ثرواته في البلاد.
وذكر دبلوماسي كبير في كابول لصحيفة "التايمز"، حول الموضوع: "يمثل علم داعش حركة طالبان الباكستانية الساخطة ومجموعة من الشيشان والمقاتلين الأوزبك، إنهم لا يمثلون تهديدًا فوريًا مثلما يهددون الشرق الأوسط لكنهم يشكلون تهديدًا خلال 3 إلى 5 أعوام، ونظرًا لاختلاف فكرم عن حركة طالبان فيمكنهم التحول إلى شيء أكثر خطورة، ويحظى داعش هنا بالمال أكثر من حركة طالبان لأسباب لا نفهمها تمامًا".
وأفاد السكان المحليون بقصص مروعة عن فظائع داعش من قطع الرؤوس والتعذيب بهدف غرس الخوف في قلوب الأفغان، وأظهر الفيديو الدعائي الصادر عن ولاية خراسان 10 من الرجال المحليين من قبيلة شينواري في حي كوت وهم معصوبو العينين ويركعون على سلسلة من المتفجرات قبل أن يتمزقوا إلى أشلاء، وأظهر الفيديو الذي تم تصويره من أكثر من زاوية بقايا الأشلاء بعد التفجير.
وبدأ غزو داعش إلى أفغانستان في الخريف الماضي، واستغرق الأمر أسابيع من السكان المحليين لمعرفة هوية الأجانب الذين يستقرون بينهم، وقبل أواخر تموز / يوليو أجبر داعش حركة طالبان على الخروج من المنطقة وهجموا على الشرطة ووحدات الجيش، وفي البداية كان ينظر لولاية خراسان باعتبارها مجموعة منشقة عن طالبان أكثر من كونها فصيلًا بقيادة داعش، إلا أن تقرير الأمم المتحدة الصادر في أيلول / سبتمبر كشف عن شبكة تجنيد واسعة لداعش في أفغانستان بواسطة السكان المحليين، فيما زعم البعض مجيء 70 مقاتلًا من النخبة لدى داعش من العراق وسورية لإنشاء فرع للتنظيم المتطرف في البلاد.
ويقدر عدد مقاتلي داعش في المقاطعات الأربع من جلال آباد بـ 1200 إلى 1600 مقاتل، واعترف مسؤولو الولايات المتحدة بالتهديد الذي يمثله داعش، وقال قائد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان الجنرال جون كامبل في تموز / يوليو: "اعتدنا تسميتها بالتنظيم الوليد، ولكن حاليًا ربما نقول هذا من الناحية العملية".
ويعتبر نبأ وفاة زعيم طالبان مسمارًا في نعش الحركة في ظل تحرك داعش لتدمير طالبان من أعلى إلى أسفل، ويأتي إطلاق النار المزعوم بعد أربعة أشهر فقط من انتخاب منصور كزعيم للحركة ما أثار انقسامات مباشرة داخل الحركة، فيما رفض بعض كبار القادة مبايعته، موضحين أن عملية اختياره كانت متحيزة، وتم تشكيل فصيل منشق عن الحركة بقيادة الملا محمد رسول الشهر الماضي في أول انشقاق رسمي في الحركة التي كانت موحدة من قبل، وحدثت اضطرابات داخلية في الحركة بسبب اختلاف من يدعمون استئناف محادثات السلام مع كابول في الصراع المستمر منذ 36 عامًا والجماعات المتحالفة لقتال داعش.
وقتل نائب رسول وهو الملا "دادا لله" الشهر الماضي في معركة بالأسلحة النارية مع أنصار منصور حسبما أفاد مسؤولين أفغان، ويبدو أن فريق رسول قرر الانتقام، في حين أن طالبان التي أخفت وفاة زعيمها السابق الملا عمر لمدة عامين تصر على أن زعيمها منصور على قيد الحياة وبخير.
وأضاف مسؤول غربي في كابول: "يشير الحجم الهائل من الشائعات إلى أن شيئًا ما حدث لمنصور وهو ما يضغط على طالبان لتقديم دليل على أنه حي، لأن نشر نفي لوفاته لا يتمتع بمصداقية كافية، وخصوصًا بعد إخفاء وفاة عمر الملا لأعوام".
وأوضح المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان مجاهد زابيهولا السبت، أنه تلقى تسجيلًا صوتيًا من الملا منصور وأنه سيطبق قريبًا.
ويأتي البيان على "تويتر" بعد أيام من عدم اليقين بشأن وفاة الملا منصور في تبادل إطلاق النار بين طالبان والخلية المنشقة الموالية لداعش، وأضاف مجاهد: "وصلت إلينا رسالة جديدة من الزعيم الملا منصور وسوف نطلقها قريبًا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر