ندد كبار الزعماء الجمهوريين الاثنين برفض الرئيس الأميركي باراك أوباما ذكر التطرف الديني خلال خطابه في المكتب البيضاوي مساء الأحد، وانتقده لما وصفوه بخطاب حزبي عشية ذكرى بيرل هاربر.
ووعد أوباما خلال خطابه بأن البلاد ستتخلص من خطر التطرف ما من شأنه أن يدمر "البلطجية" والقتلة وأية منظمة أخرى تحاول إلحاق الأذى بالولايات المتحدة، إلا أن رفضه الاعتراف بالتطرف الديني جعل الجمهوريين ينتقدوه.
وأفاد الحاكم السابق لولاية أركنساس مايك هوكابي: "هل يمكنك تخيل فرانكلين روزقلت وهو يقف في الكونغرس ويقول تعرضنا لهجوم في بيرل هاربر، في الحقيقة لا أريد أن أتحدث عن من فعل هذا ولكن أريد أن أقول إنهم أشخاص بشعة وبلطجية"، في إشارة إلى ما حدث عندما طلب من الرئيس روزفلت تسمية الجناة في جمان في 8 كانون الأول / ديسمبر 1941، وقال روزفلت حينها: "لا أريد أن أخوض في التفاصيل لأني لا أريد أن تشعروا بمشاعر سيئة تجاه اليابانيين".
وأشار تيد كروز أيضًا إلى بيرل اربر في رد على خطاب أوباما معلنًا أن روزفلت حينها لم يقدم خطابًا حزبيًا لكنه دعا الأميركيين إلى التوحد حتى تحقيق النصر المطلق.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس: "إذا كنت رئيسًا منتخبًا سوف آمر وزارة الدفاع بتدمير داعش وسأغلق نظام الجرة الذي سمح للمتطرفين بدخول بلادنا، ولم يقل الرئيس أوباما حلًا مساعدًا في الحالتين".
وغرّد المرشح الرئاسي دونالد ترامب بعد 13 دقيقة من انتهاء حديث أوباما: "هل هذا كل شيء؟ نحن بحاجة إلى رئيس جديد سريعًا"، وقال ترامب لاحقًا: "رفض أوباما أن يقول إننا في حالة حرب مع المتطرفين الإسلاميين الراديكاليين".
وطالب أوباما الأميركيين في تصريحاته بمعاملة المسلمين باحترام قائلًا: "إذا أردنا النجاح في دحر التطرف علينا حشد المجتمعات الإسلامية باعتبارهم من أقوى حلفائنا بدلًا من دفعهم بعيدًا عن طريق الشك والكراهية، أثق بأننا سننجح في هذه المهمة لأننا على الجانب الصحيح من التاريخ، وفي هذا الموسم السياسي ونحن نناقش الخطوات التي يجب اتخاذها أنا والرؤساء المستقبليين للحفاظ على سلامة بلادنا دعونا لا ننسى ما يجعلنا استثنائيين، وأن الحرية أقوى من الخوف وأننا دائمًا ما نواجه تحديات مثل الحرب أو الاكتئاب أو الكوارث الطبيعية أو الهجمات المتطرفة، من خلال التمسك بالمثل العليا معًا كأمة واحدة، أعتقد بدون شك أن الغلبة ستكون لأميركا".
ولم تقل المرشحة الرئاسية ووزير الخارجية السابق هيلاري كلينتون شيئًا بعد خطاب الرئيس، إلا أنها توقفت معه في وقت سابق عند استخدام مصطلح الإسلام الراديكالي، مشيرة إلى أنه يبدو كأنهم يعلنون الحرب ضد الدين، فيما أوضحت أن وجود بعض الراديكاليين لا يكفى لوصف هؤلاء الناس الذين يعتقدون في التطرف وهم في كل الأديان في العالم.
وذكر المرشح الرئاسي بيرني ساندرز في بيان على موقعه: "الرئيس أوباما على حق، يتم تدمير داعش من خلال تحالف دولب يتم بمقتضاه دعم القوات الإسلامية على أرض الواقع من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والقوى الرئيسية الأخرى، وعلاوة على ذلك أثناء تدمير داعش من الضروري أن لا نسمح للخوف أو الانقسام أن يقوضوا حقوقنا الدستورية التي تجعلنا شعبًا حرًا".
وظهر سيناتور فلوريدا ماركو روبيو على "فوكس نيوز" بعد خطاب أوباما، موضحًا أن الرئيس زاد من الاضطرابات الحالية بسبب تصريحاته، مضيفًا: "الناس خائفون حقًا، التقيت الليلة الماضية بزوجين اعتادوا على السفر إلى الخارج أو أي مكان في البلاد لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية لكنهم للمرة الأولى منذ أكثر من عقد لن يذهبوا إلى أي مكان لأنهم خائفون جدًا، والتقيت أشخاص آخرين أصبحوا يتجنبون الذهاب إلى الملاعب ومراكز التسوق خلال العطل لأنهم خائفون، والناس خائفون ليس فقط بسبب الهجمات ولكن لأن لدينا رئيس مرتبك".
وصرّح حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي عقب مذبحة سان برناردينو: "عار على أوباما أن يتحدث عن السيطرة على السلاح في الوقت الذي نواجه فيه أسوء هجوم على أرضنا منذ هجمات 11 سبتمبر، وليس هناك إستراتيجية جديدة، الرئيس يقول بالأساس أنا لا أفعل شيئًا، وإستراتيجية إدارتب لا تفعل الأشياء الغبية، ويعتقد بأنه بهذه الطريقة سوف يهزم داعش وهذا لن يحدث".
وأشار كريستي إلى تصريحات كلينتون قائلًا "الآن من الفصيل الذي نقاتله، لأنه ليس الكاثوليكية المتطرفة ولا البروتستانتية المتطرفة لكننا نقاتل الجهادية الإسلامية الراديكالية، ربما لم ترد كلينتون أو أوباما أن يقولان ذلك ولكن هذا الذي نقاتله، ليس لدينا كاثوليك أو يهود يجعلون العالم متطرفًا ويقتلون الناس".
واعترف أوباما الأحد أن التهديد المتطرف تطور إلى مرحلة جديدة خلال فترة رئاسته، مضيفًا: "بالبغم من أننا أصبحنا أفضل في منع الهجمات المعقدة ومتعددة الأوجه مثل 11 سبتمبر، إلا أن المتطرفين تحولوا إلى أعمال أقل تعقيدًا مثل إطلاق النار الشمال وشاع هذا في مجتمعنا، ومع انتشار الانترنت نرى جهودًا متزايدة من قبل الكتطرفين لتسميم عقول الناس مثل تفجيرات ماراثون بوستن وقتلة سان برناردينو، أريدكم أن تعلموا أن تهديد التطرفي حقيقي لكننا سنتغلب عليه، ونجاحنا لا يعتمد على الكلام الحاد أو التخلي عن قيمنا أو الخوف لأن هذا ما تريده الجماعات مثل داعش، وسوف ننتصر لكوننا أقوياء وأذكياء وصامدين بدون تهاون وبالاعتماد على كل جوانب القوة الأميركية".
وتابع أوباما: " لا ينبغي أن نخوض حرب برية طويلة ومكلفة في العراق أو سورية، وهذا ما تريد جماعات مثل داعش، إنهم يعرفون أنهم لا يستطيعون هزيمتنا في ميدان المعركة، إنهم يعرفون أنه إذا قمنا باحتلال أراض أجنبية سيحافظون على حركات التمرد لأعوام ويقتلون آلاف من جنودنا ويستنزفون مواردنا ويستغلون وجودنا لتجنيد جنود جدد".
ورفض حاكم ولاية أوهايو جون كاسيش نهج أوباما قائلًا "لن نهزم داعش بدون نقل المعركة إلى الأرض، يجب أن نتوقف عن التأجيل ونفعلها، لقد تأخرنا في مساعدة المتمردين السوريين، وعندما قررنا العمل كان الوقت فات، وعندما يهددنا المتطرفون لا يمكن أن تكون استجابتنا في استهداف الحقوق الدستورية الخاصة، حقوقنا ليست هي المشكلة ولكن المشكلة هي عدم استعدادنا لهزيمة المتطرفين، نحن بحاجة إلى حماية أمتنا وقيمنا بحزم ولا يمكن أن نتأخر".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر