كشف الطبيب الدوري الأسبق لتوني بلير "أليستر كامبل", أن داعش تدعم خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي لأنه يناسب أجندتها، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي الإسلامي واحد من اللاعبين الأجانب الذين يريدون خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وينضم إليهم المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتواجد السيد كامبل الذي شغل منصب مدير الإتصالات لدى توني بلير في داونينغ ستريت في دبلن اليوم من أجل التوسل إلى الإيرلنديين للمساعدة في إقناع أصدقائهم في بريطانيا بالتصويت للبقاء في نادي بروكسل في إستفتاء حزيزان/يونيو المُقبل.
وأوضح كامبل أنه لا يوجد لاعب خارجي جاد يعتقد أنه يجب أن تغادر بريطانيا الإتحاد الأوروبي، ويتوقع أن تؤدي تصريحاته المثيرة للجدل إلى تأجيج المزيد من الذعر، وأضاف في إتحاد الأعمال في بروكسل اليوم, "لا يوجد لاعب خارجي يعتقد أنه علينا مغادرة الإتحاد إلَّا إذا كانت مغادرتنا تناسب أجندته الخاصة، وكشف أن بوتين و"داعش" بالتأكيد بالإضافة إلى ترامب وفقًا لحالته المزاجية، هؤلاء من يريدون أن نغادر الإتحاد على الساحة الدولية ".
ولفت إلى أن مغادرة الإتحاد الأوروبي سيصب في مصلحة داعش وسيظهر هدفهم في تقسيم الغرب، إلَّا أنَّ النشطاء الذين يدعمون خروج بريطانيا رفضوا هذه الحج زاعمين أن بريطانيا ستكون أكثر أمنًا إذا لم تعد جزءً من قواعد حرية الحركة، وعلى الأقل سافر واحد من الإرهابيين المتورطين في هجمات بروكسل إلى بريطانيا العام الماضي في حين أن معظم المسؤولين عن هجمات باريس كانوا من مواطني الإتحاد الأوروبي، ما يعني أنهم تحركوا بحرية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن ترامب مشيرًا إلى أنَّه من مصلحة بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي، وذكر ترامب الشهر الماضي, "حان الوقت إلى بريطانيا من أجل أن تغادر الإتحاد الأوروبي بسبب الجنون الذي يحدث في التعامل مع الهجرة"، وأنه يحق لحوالي 1.5 مليون شخص إيرلندي في بريطانيا التصويت على استفتاء 23حزيزان/حزيران على عضوية بريطانيا في الإتحاد الأوروبي، ويقول السيد كامبل أن إستفتاء الإتحاد الأوروبي أكثر أهمية من أي إنتخابات شارك فيها باعتباره الطبيب الدوري للسيد بلير.
وأضاف كامبل, "أن الأهمية التاريخية لمغادرة بريطانيا للإتحاد أكبر من أي إنتخابات شاركت فيها، وسوف يكون هناك عواقب كبيرة خاصة في الوظائف والثقافة ومستوى المعيشة والأمن القومي ومكانتنا في العالم".
وحث كامبل المواطنين الإيرلنديين على المشاركة في النقاش الخاص بالإتحاد الأوروبي الذي يسيطر على السياسة البريطانية قائلاً: "حقًا أن الشعب البريطاني هو فقط الذي يقرر ولكنكم ربما تكونوا شخصيات مؤثرة ويجب أن تكونوا كذلك، إنه أمر شرعي وضروري أن تفعلوه، وأرجوكم أن تفعلوه إن بلدي تحتاج لكم".
وانتُقد ديفيد كاميرون بشدة بسبب حثه قادة العالم على التحدث لصالح بريطانيا بالبقاء داخل الإتحاد الأوروبي، ويجادل من يدعموا الخروج بأن القادة الأجانب لا ينبغي عليهم التدخل في الاستفتاء وأن هذا شأن خاص بالشعب البريطاني، وغدًا يصل الرئيس الأميركي أوباما إلى لندن ومن المتوقع أن يدعم قضية رئيس الوزراء البريطاني للبقا داخل الإتحاد الأوربي، وأفاد مستشارو البيت الأبيض أن أوباما سيعرض وجهة نظره إذا طُلب منه ذلك، إلَّا أنَّ وزير العدل مايكل غوف وعمدة لندن بوريس جونسون ومجموعة من المشككين في أوروبا إتهموا الرئيس الأميركي بالنفاق.
وذكر جونسون الأسبوع الماضي, " يتضح نفاق أميركا بوضوح لحثنا على التضحية بالسيطرة على قوانيننا وسيادتنا وديمقراطيتنا ومالنا، في حين أنهم لا يحلمون بفعل الشيء نفسه"، وقال إيان دنكان سميث إلى جمهور الولايات المتحدة في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع " إنه أمر لا يُصدق أن رئيس الولايات المتحدة سيفعل نفس الشيء من أجل الولايات المتحدة، حيث يحث بريطانيا حاليًا على التفكير في الإتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه في 23 حزيزان/يونيو سيتم حث الشعب البريطاني من أجل التصويت إلى بريطانيا حتى تصبح مثل الولايات المتحدة وأقل من وضعها الحالي فيما يتعلق بقوة الإتحاد الأوروبي"، وأضاف, "لا أفهم لماذا يريد أي رئيس أميركي لبريطانيا أي طريق آخر ما لم يكن هو يرغب في أن تنضم الولايات المتحدة إلى الإتحاد الأوروبي، وربما يكون هذا هو المعنى الضمني للكلمة أو التعليق الذي هو على وشك القيام به".
وتعرض نشطاء خروج بريطانيا من الاتحاد أنفسهم لانتقادات شديدة بسبب تخطيط سياسي أجنبي للتدخل في نقاس الاتحاد الأوروبي، ويتوقع أن تأتي ماريان لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التي تمثل اليمين المتطرف في فرنسا إلى بريطانيا لدعم حملة خروج بريطانيا من الاتحاد، ويتوقع أن ينأَ الساسة البريطانيين الرائدين للخروج بأنفسهم مثل نايغل فراغ عن السياسية اليمينية الفرنسية المثيرة للجدل.
وتعد لوبان منبوذة من قبل السياسيين بسبب دعمها إلى حملة خروج بريطانيا، وأغضب هذا التدخل شخصيات بارزة في حملة الخروج ممن شعروا بالقلق من أن الروابط مع سياسيين متطرفين ربما تثير خوف الناخبين، وأفاد متحدث باسم حملة التصويت لخروج بريطانيا " لن نرحب بوجود لوبان في بريطانيا"، ورفض السيد فراغ زعيم حزب الاستقلال من قبل التحالف مع مجموعة الحرية التابعة للسيدة لوبان في البرلمان الأوروبي، وأشار الحزب إلى رفضه للتحالف بسبب التحيز ومعاداة السامية في حزب الجبهة الوطنية.
ووصفت السيدة لوبان اقتراع بريطانيا باعتباره لحظة حاسمة في التاريخ الأوروبي، وأعلنت أنها تريد تنظيم استفتاء مماثل في فرنسا إذا جاءت على رأس السلطة، مضيفة, " إنه لحظة حاسمة في التاريخ الأوروبي وكل دولة في الاتحاد الأوروبي عليها إجراء هذا الإستفتاء، وكانت الخطوة الأولى بواسطة السيد كاميرون".
وتبنت السيدة لوبان موقف معارض للاتحاد الأوروبي مثل والدها مؤسس حزب الجبهة الوطنية, جان ماري, والذي خلفته عام 2011، وأثناء حملتها قبل انتخابات البرلمان الأوروبي الأخير, وقالت لوبان إنها تريد أن ينهار الإتحاد الأوروبي، موضحة, " أتوقع شئ واحد لنظام الإتحاد الأوروبي وهو إنهياره".
وأضاف المتحدث باسم حزب الجبهة الوطنية, آلان فيزير, عن آفاق زيارة بريطانيا أمس, "ستذهب السيدة لوبان إلى الزيارة ولم يتحدد التاريخ بعد وربما تكون الزيارة في نهاية أيار/مايو أو بداية حزيزان/يونيو، وسوف تذهب لمدة يوم أو نصف يوم "، ولم يحدد أي تفاصيل أخرى سوى أنها ستدعم حملة خروج بريطانيا من الإتحاد، وربما يدعم السيدة لوبان غانيس أتكينسون من حزب الإستقلال وهو ضمن مجموعتها في البرلمان الأوروبي حاليًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر