دعا المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب الدول الداعمة للمعارضة إلى تقديم "أفعال وليس أقوالاً"، مطالباً بأسلحة مضادة للطيران للتصدي للغارات، وبتدابير ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى على حد قوله بـ"ضوء أخضر للمضي بتجاوزاته".
وقال حجاب في مقابلة الوكالة يوم أمس الأربعاء "ما نطلبه إجراءات عملية وفعالة على الأرض. لسنا بحاجة إلى بيانات أو كلام جميل في الإعلام، لأن هذا لا يعطي نتائج".
وأسف حجاب الذي حضر اجتماعاً لممثلي نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية الاثنين في باريس، لعدم اتخاذ تدابير ملموسة ضد نظام دمشق الذي اتهم بارتكاب "أكثر من 2300 انتهاك للهدنة" منذ دخولها حيز التنفيذ في 27 فبراير (شباط).
وقال "في أبريل (نيسان) وحده، وقعت 27 مجزرة وعمليات قصف على اسواق ومدارس ومستشفيات ارتكبها النظام. لقد رأينا ما حصل في حلب مؤخراً"، متهما دمشق وحليفتها موسكو بارتكاب "جرائم حرب".
وسقط اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي كان سارياً منذ 27 فبراير (شباط) في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق أمريكي - روسي تدعمه الأمم المتحدة والتزمت به قوات النظام والفصائل، إثر خروقات كبرى وتحديداً في حلب، كبرى مدن شمال سوريا المقسومة منذ يوليو (تموز) 2012 بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة وأحياء غربية تحت سيطرة قوات النظام.
وأقرت الأسبوع الماضي هدنة جديدة هشة في حلب، بعدما أدت أعمال العنف في المدينة إلى مقتل 300 شخص من 22 أبريل (نيسان) إلى 5 مايو (أيار). وتعهدت واشنطن الداعمة للمعارضة وموسكو الداعمة لدمشق الاثنين بـ"مضاعفة جهودهما" من أجل ترسيخها وتوسيع نطاقها.
وقال حجاب معلقاً باستياء "هذا غير كاف إطلاقاً. البيان الروسي الأمريكي المشترك يتحدث عن +الحد قدر الإمكان+ من عمليات القصف على المدنيين والمناطق المدنية. وكأنهم يعطون النظام ضوءاً أخضر لمواصلة تجاوزاته، وكأنهم يقولون له +كنتم تقتلون مئة سوري في اليوم، حسناً، اليوم عليكم ألا تقتلوا أكثر من عشرة+".
وتبرر دمشق مواصلة غاراتها الجوية بمكافحة "المجموعات الإرهابية" مثل جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، وتنظيم داعش، وكلاهما مستثنى من اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وقال حجاب "خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالاً، بل أفعالاً من أصدقائنا. نامل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الارض"، مطالباً بمزيد من الأسلحة، وهو ما تطالب به المعارضة منذ بدء النزاع عام 2011.
وقال "مضت خمس سنوات والولايات المتحدة تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للطائرات. وكانت حتى وقت قصير تمنعنا من الحصول على أسلحة مضادة للدبابات".
وأضاف "اننا نقاتل على جبهات عدة: ضد داعش، وقعت معارك شرسة في الأيام الأخيرة في محيط حلب وحمص ودمشق وفي الجنوب. ونحن نكافح قوات النظام، وحزب الاتحاد الديموقراطي (قوات كردية)، والميليشيات الطائفية القادمة من العراق ولبنان، ومرتزقة أفغاناً وسواهم... إننا بحاجة إلى أسلحة يمكن أن تحدث فرقاً على الأرض".
وشدد حجاب على وجوب أن تتخذ المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تراسها موسكو وواشنطن وتضم 17 دولة تدعم أحد طرفي النزاع، التدابير الضرورية لإرغام النظام على الالتزام بطلبات الأسرة الدولية على الصعيد الانساني.
وتعقد هذه المجموعة اجتماعاً الثلاثاء المقبل في فيينا.
من جهة أخرى، رأى حجاب أن الهدنة التي تسعى موسكو وواشنطن إلى احيائها "ليست هدفاً بحد ذاتها. الحل لسوريا هو في انتقال سياسي فعلي".
وجرت ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة منذ مطلع العام في جنيف بدون إحراز تقدم. وعلقت الجولة الثالثة في أبريل (نيسان) مع استئناف المعارك في حلب.
وقال حجاب "نريد العودة إلى جنيف. إننا في طريق مسدود اليوم لأن النظام لا يريد البحث في عملية انتقالية"، مؤكداً مرة جديدة أن لا حل ممكناً مع الرئيس بشار الأسد. وقال "من غير الواقعي إطلاقاً تصور بقائه في السلطة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر