تصدت قوات النظام السوري ليلا لهجوم شنته الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة في محاولة لاعادة فتح طريق الكاستيلو المؤدية الى الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية، في معركة تسببت بمقتل 29 عنصرا على الاقل من مقاتلي الفصائل.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس الاحد "قتل 29 مقاتلا على الاقل من الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة، بينهم 14 مقاتلا من فصيل فيلق الشام، ليلا خلال اشتباك مع قوات النظام وجراء انفجار الغام زرعتها الاخيرة لعرقلة تقدم مقاتلي الفصائل الى طريق الكاستيلو".
واضاف "الهجوم انتهى وطريق الكاستيلو مغلقة تماما"، لافتا الى اشتباكات خفيفة صباح الاحد تزامنا مع استمرار القصف على محيط الطريق.
وافاد المرصد عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام خلال الاشتباكات من دون توفر حصيلة.
وبدأت الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة مساء السبت هجوما مضادا في محاولة لاعادة فتح طريق الكاستيلو التي كانت آخر منفذ الى الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا.
واغلقت الطريق الخميس بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها اثر تقدمها الى تلة استراتيجية. وواصلت هذه القوات تقدمها امس ووصلت الى مسافة تبعد حوالى 500 متر فقط من الطريق الواقعة شمال حلب.
وتطلق قوات النظام النار على اي سيارة او شخص يسلك الطريق سواء من المدنيين او من المعارضين المسلحين، في وقت باتت الاحياء الشرقية حيث يقيم نحو مئتي الف شخص محاصرة بالكامل.
- خوف وهلع -
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية ان السكان يعيشون حالة من الخوف والرعب في ظل عدم قدرتهم على النزوح الى ريف المدينة بعد اغلاق المنفذ الاخير.
وافاد بان حاجزا تابعا للفصائل المعارضة في منطقة الجندول داخل المدينة والقريبة من طريق الكاستيلو يمنع السكان من التوجه الى الطريق بعد استهداف قوات النظام سيارات عدة ليلا اثناء محاولتها الخروج من المدينة.
وبحسب المرصد، فإن سيارة على الاقل حاولت فجرا سلوك طريق الكاستيلو وتم استهدافها من قوات النظام، من دون ان يعرف اذا كانت تقل مدنيين او مقاتلين.
وقتل ليل الجمعة رجل مع ولديه جراء قصف للنظام استهدف الطريق.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وجاءت التطورات العسكرية في حلب بعد اعلان قيادة الجيش السوري السبت "تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا" بعدما كان بدأ العمل بها الاربعاء. ولم تسر الهدنة على مدينة حلب ومحيطها.
وبحسب مراسل فرانس برس والمرصد، تعرضت احياء حلب القديمة واحياء اخرى في شرق حلب صباح اليوم لقصف مدفعي وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، من دون توفر معلومات عن ضحايا.
ودفع قطع طريق الكاستيلو الفصائل المقاتلة الى الرد الجمعة باطلاق قذائف بشكل كثيف على احياء تحت سيطرة قوات النظام في حلب، ما ادى الى مقتل 45 شخصا، في حصيلة اوردتها وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" السبت.
وفي الاحياء الغربية في حلب، يلزم الاهالي منازلهم خشية من تجدد سقوط القذائف.
وقال مضر حقاني العمر (21 سنة)، وهو صاحب مقهى، لفرانس برس "لم يأت اي زبائن الى المقهى لان الناس يخافون من تكرار القصف".
وقال عبد الوهاب قباني (25 عاما، موظف) "لا نتمكن من الخروج من منازلنا. حتى ان البقاء في المنزل بات اخطر من الشارع باعتبار ان ابنية بكاملها تسقط فوق رؤوس قاطنيها".
على جبهة اخرى في سوريا، تسبب قصف لقوات النظام على مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، من ابرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، بمقتل اربعة مدنيين وسقوط عدد من الجرحى، وفق المرصد.
واظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور فرانس برس في المدينة عددا من الجرحى وهم يتلقون الاسعافات داخل مشفى، بينهم اربعة اطفال على الاقل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر