دخلت الخميس قافلة مساعدات انسانية ضخمة الى مدينة الرستن المحاصرة في وسط سوريا، في حين غادر جنيف اعضاء في وفد المعارضة الى المفاوضات التي تحاول الامم المتحدة انجاحها بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة التي علقت مشاركتها فيها.
وغادر رئيس وفد المعارضة اسعد الزعبي وكبير مفاوضيها محمد علوش جنيف بعد اعلان الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها في الجولة الراهنة من المحادثات احتجاجا على تدهور الوضع الانساني والميداني.
وعشية اعلانه تقييمه لحصيلة جولة المفاوضات الراهنة الجمعة، اقر الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا بأن تحسن الوضع الانساني واستمرار وقف الاعمال القتالية من شأنهما ان ينعكسا ايجابا على سير المناقشات.
وفي تطور ايجابي على صعيد ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس ان قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وادوية ومعدات طبية دخلت الى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي.
واضاف "انها اكبر قافلة مساعدات مشتركة نقوم بها في سوريا حتى الآن"، موضحا ان "هناك بحسب ما نعتقد 17 مخيما للنازحين في منطقة الرستن تعاني من وضع انساني صعب". وتشير التقديرات الى ان 120 الف شخص موجودون في المنطقة.
والرستن هي احد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ حوالى ثلاث سنوات ولكن الحصار اصبح تاما منذ بداية العام. ولم تدخل اي مساعدات الى الرستن، وفق كشيشيك، منذ "اكثر من عام".
وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه كافة الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق محاصرة، فيما يوجد 4,6 ملايين نسمة في مناطق "يصعب الوصول" اليها.
- تقدم "متواضع"-
وياتي ادخال المساعدات غداة اجلاء الامم المتحدة بشكل متزامن اكثر من 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (محاصرتان من النظام) وبلدتي الفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة ادلب (شمال غرب).
ووصلت الحافلات التي اقلتهم فجرا الى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة (وسط) الشمالي، قبل ان تتجه حافلات تقل 250 شخصا تم اجلاؤهم من الزبداني ومضايا الى محافظة ادلب، تزامنا مع توجه حافلات تقل الـ250 الآخرين من الفوعة وكفريا الى مدينة اللاذقية (غرب) واخرى الى دمشق.
وتحدثت الامم المتحدة الخميس عن "تقدم متواضع" لكن "حقيقي" على صعيد ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة، وفق ما اعلن دي ميستورا في ختام اجتماع لمجموعة العمل الدولية حول الشؤون الانسانية في جنيف.
واشار الى ايصال المساعدات الى اكثر من 560 الف شخص في المناطق المحاصرة او تلك التي يصعب الوصول اليها منذ مطلع العام، بزيادة قدرها اكثر من مئة الف شخص خلال اسبوعين. وتستثني هذه الحصيلة قافلة المساعدات التي دخلت الى الرستن الخميس.
واعتبر دي ميستورا ان ذلك "غير كاف"، لافتا الى استمرار وزارة الصحة السورية في منع ادخال "الفيتامينات والمضادات الحيوية والمسكنات ومعدات الجراحة" الى المناطق المحاصرة، واصفا ذلك بانه "غير مقبول".
وعقدت مجموعة العمل الدولية حول وقف الاعمال القتالية اجتماعا بعد ظهر اليوم في جنيف، لتقييم الهدنة الهشة التي تسري في مناطق سورية عدة منذ 27 شباط/فبراير، وتستثني تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة بموجب اتفاق اميركي روسي تدعمه الامم المتحدة.
واقر دي ميستورا الخميس بأن من شأن تكثيف المساعدات الانسانية و"عودة وقف الأعمال القتالية الى الاستقرار" أن "يساعد كثيرا في المناقشات السياسية".
- مصير المفاوضات -
وجدد دي ميستورا الخميس الاشارة الى انه سيعلن في مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة تقييمه لحصيلة جولة المفاوضات الراهنة، بعد تعليق الوفد المعارض مشاركته، ما زاد من التعقيدات المحيطة بالمفاوضات والتي تضغط القوى الكبرى لدفعها قدما.
وغادر كل من اسعد الزعبي ومحمد علوش جنيف الاربعاء الى اسطنبول، على ان يتوجها في وقت لاحق الى الرياض، بحسب ما افادت مصادر في المعارضة.
ووجه علوش قبيل مغادرته رسالة الى رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري على خلفية مطالبة الاخير بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال لصحافيين بينهم صحافية في فرانس برس بعد مغادرته الفندق "نقول لبشار الجعفري، اذا اراد تشكيل حكومة وحدة وطنية، فعليه حقيقة ان يخرج عشرة الاف امراة في معتقلاته وعشرات الاف المعتقلين الاخرين، وان يوقف المجازر... وعندها يمكن ان تعود المفاوضات من جديد".
وبحسب المكتب الاعلامي للمعارضة، فإن وفد المعارضة "سيغادر جنيف بالكامل اليوم (الخميس) وغدا الجمعة".
وقال الزعبي للصحافيين قبل توجهه الى المطار ان بقية اعضاء وفده سيغادرون الجمعة، مضيفا "سنعود الى جنيف عندما تزول اسباب تعليقنا للمشاركة ومن الواضح تماما ان النظام غير جاد.. ولا يزال المجتمع الدولي مقصرا تماما في الامور الانسانية".
وقلل الجعفري الاربعاء من تداعيات انسحاب المعارضة من المفاوضات، ودعا الى تشكيل حكومة تضم ممثلين للحكومة وآخرين من "المعارضة الوطنية"، في اشارة الى المعارضة المقبولة من النظام.
وتصطدم هذه الجولة من المفاوضات بتمسك الطرفين بمواقفهما خصوصا حيال مستقبل الرئيس بشار الاسد.
ميدانيا، سلم 50 عنصرا من قوات النظام انفسهم للمقاتلين الاكراد في مدينة القامشلي في شمال شرق البلاد، اثر تجدد المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، وفق ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
واسفرت الاشتباكات المستمرة، وهي الاعنف بين قوات النظام وقوات الامن الكردية (الاسايش)، منذ الاربعاء عن مقتل 16 شخصا بينهم مدنيان بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر