اعلن مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا الثلاثاء ان تنظيم الدولة الاسلامية يحاول التمدد نحو مدينة اجدابيا في شرق ليبيا، وان هذه القوات تحاول منعه غبر تنفيذ غارات جوية ضد اهداف له.
وتقع اجدابيا بين مدينتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة منذ حزيران/يونيو لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، وبنغازي (الف كلم شرق طرابلس) التي تشهد منذ اكثر من عام ونصف عام معارك بين قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا وجماعات مناهضة لها.
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى في هذه القوات لوكالة فرانس برس ان "سلاح الجو استهدف ظهر اليوم (الثلاثاء) اجتماعا لعدد من المتطرفين في منزل بالحي الصناعي جنوب اجدابيا".
واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان هذه الغارة تاتي ضمن "خطة للحد من خطر سيطرة المتطرفين على المدينة الواقعة في الهلال النفطي" الليبي.
وكانت قوات الحكومة الليبية المعترف بها قامت يومي الخميس والجمعة الماضيين بسلسلة غارات استهدفت مواقع واهدافا لتنظيم الدولة الاسلامية قرب اجدابيا، بحسب مسؤول عسكري ثان.
واوضح هذا المسؤول ان الغارات "افشلت مساعي الجماعات الارهابية في اعلان ضم المدينة تحت امرة تنظيم الدولة الاسلامية"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.
وبحسب مصادر امنية في اجدابيا، فان المدينة الواقعة على بعد نحو 190 كلم جنوب غرب بنغازي شهدت على مدى الاسابيع الماضية 37 عملية اغتيال استهدفت عسكريين في معظمها.
وكان وزير الخارجية الليبي محمد الدايري حذر في مقابلة مع فرانس برس قبل نحو اسبوعين من ان "اجدابيا قد تصبح الان معقلا جديدا" لتنظيم الدولة الاسلامية، موضحا انه يبدو ان "سلسلة اغتيالات لائمة سلفيين وضباط في الجيش" من قبل التنظيم التطرف تمهد الطريق لهذا التقدم.
وتشهد ليبيا من اكثر من عام نزاعا مسلحا على السلطة تسبب في انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان غير معترف بهما يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".
وتسبب النزاع بفوضى امنية في ليبيا، وسمح لجماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية بان يكون لها موطئ قدم في هذا البلد الغني بالنفط.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على سرت، ويقاتل قوات الحكومة الليبية المعترف بها في بنغازي، ويسعى لاستعادة السيطرة على مدينة درنة في اقصى الشرق الليبي.
ويثير تمدد الجماعات المتطرفة في ليبيا مخاوف لدى الدول المجاورة واوروبا حيال تحول هذا البلد الى قاعدة رئيسية للمتطرفين يتدربون فيها وينطلقون منها لشن هجمات في دول اخرى.
واعتبر رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الثلاثاء ان الوضع في ليبيا سيكون "الملف البارز الذي سيطرح الاشهر المقبلة"، بينما اعلنت مصادر قضائية ان فرنسيين وضعا في السجن قبل اسبوعين بعد الاشتباه بسعيهما للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا عبر تونس.
ومن جهة اخرى، افاد خبراء في الامم المتحدة ان تنظيم الدولة الاسلامية اقام رأس جسر في ليبيا الا انه يواجه صعوبة في توسيع نفوذه في هذا البلد بسبب مشاكل تمويل تواجهه وعداء السكان له.
وجاء في تقرير وضعه خبراء يعملون في لجنة العقوبات ضد تنظيم القاعدة والتي بات عملها يشمل ايضا تنظيم الدولة الاسلامية، ان التنظيم الاخير يعتبر "تهديدا اكيدا على المديين القصير والطويل في ليبيا" مستفيدا من الشهرة التي كسبها بعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
الا ان التنظيم، بحسب التقرير، "يواجه مقاومة شديدة من السكان كما يجد صعوبة في اقامة تحالفات محلية".
ويقدر التقرير عدد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا بما بين الفين وثلاثة الاف بينهم 1500 في سرت.
وفي الجزائر، دعت الدول المجاورة لليبيا الى "تكثيف وتنسيق" الجهود من اجل التصدي لانتشار "الارهاب" في هذا البلد الغارق في الفوضى والمنقسم بين حكومتين متخاصمتين.
وضم الاجتماع الذي تركز على الازمة الليبية وزراء وممثلين عن الجزائر وتونس ومصر والسودان والنيجر وتشاد بالاضافة الى الاتحاد الافريقي والجامعة العربية.
وشارك في الاجتماع ايضا الممثل الجديد للامم المتحدة في ليبيا الالماني مارتن كوبلر الذي يحاول تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد.
وفي بيان ختامي، اعرب المشاركون عن "قلقهم العميق حيال توسع الارهاب في ليبيا" داعين الى "تكثيف وتنسيق" الجهود من اجل التصدي خصوصا لتنظيمي الدولة الاسلامية وانصار الشريعة.
واكد المجتمعون ايضا على "عزم دولهم تقديم الدعم الكامل للسلطات الليبية فور تشكيل حكومة وحدة وطنية ومواكبتهم لجهود اعادة الاعمار".
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر