حمل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مسؤولية توفير "ارض خصبة" للتنظيمات "الارهابية"، مجددا دعوة بلاده الى حل سياسي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية.
وشارك الملك سلمان (الذي سيبلغ الثمانين من العمر في 31 كانون الاول/ديسمبر) في افتتاح الدورة السنوية لمجلس الشورى السعودي، وادلى بتصريح مقتضب. الا ان الخطاب الملكي الذي يحدد السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، وعادة ما يلقيه الملك امام المجلس في جلسة الافتتاح، وزعته وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وجاء في الخطاب ان "موقف المملكة من الازمة السورية واضح منذ بدايتها، وهي تسعى للمحافظة على أن تبقى سوريا وطناً موحداً يجمع كل طوائف الشعب السوري، وتدعو إلى حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها".
ورأى ان الحل يجب ان "يمكّن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضاً خصبة في سوريا لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف (...) وتشريد الملايين".
وانطلقت منتصف آذار/مارس 2011 احتجاجات ضد النظام السوري، اعتمدت السلطات العنف في قمعها، لتتحول مع مرور الزمن الى نزاع متشعب ودام، ادى الى مقتل اكثر من 250 الف شخص.
وتعد السعودية من ابرز داعمي المعارضة، وتطالب برحيل الرئيس الاسد الذي تعتبر روسيا وايران وحزب الله اللبناني ابرز داعميه سياسيا وعسكريا.
واوضح العاهل السعودي انه "انطلاقاً من الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا استضافت المملكة اجتماع المعارضة السورية بكل أطيافها ومكوناتها سعياً لإيجاد حـل سياسـي" يضمن وحدة الاراضي السورية "وفقاً لمقررات جنيف 1".
وعقدت اطياف من المعارضة السورية السياسية والعسكرية مؤتمرا في الرياض في التاسع والعاشر من كانون الاول/ديسمبر، اتفقت خلاله على رؤية مشتركة لمفاوضات محتملة مع النظام، مشترطة الا يكون للاسد اي دور في المرحلة الانتقالية، وان يرحل مع بدايتها.
واتى المؤتمر بعد اتفاق دول معنية بالنزاع السوري خلال اجتماع لها في فيينا منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، على خطوات للحل تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، والسعي الى عقد مباحثات بين طرفي النزاع في كانون الثاني/يناير.
وفي 18 كانون الاول/ديسمبر، اصدر مجلس الامن الدولي قرارا داعما للخطة، يستند الى اتفاق فيينا وبيان جنيف 1 الصادر في حزيران/يونيو 2012، والداعي لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة.
واعلن متحدث باسم الامم المتحدة الثلاثاء ان المباحثات المقبلة حول سوريا ستجرى برعاية المنظمة الدولية في جنيف مطلع السنة المقبلة.
وتقود الرياض منذ آذار/مارس، تحالفا عربيا لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين تتهمهم بتلقي الدعم من ايران، الخصم اللدود للسعودية على النفوذ الاقليمي.
واعلن الملك سلمان اليوم ان التدخل في اليمن جاء "لانقاذه من من فئة انقلبت على شرعيته وعبثت بأمنه واستقراره، وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة، ملوحة بتهديد أمن دول الجوار وفي مقدمتها المملكة، ومنفذة لتوجهات إقليمية تسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال تحويل اليمن إلى بؤرة للصراع المذهبي والطائفي".
وتابع "المملكة منذ بداية الازمة حتى الآن تدعو الى حل سياسي وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ولقرار مجلس الامن رقم 2216" الذي يدعو الى انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم السلاح.
واختتمت الاحد جولة من المفاوضات بين طرفي النزاع اليمني في سويسرا برعاية الامم المتحدة، رافقها وقف لاطلاق النار تعرض لخروقات يومية. واتفق الطرفان على عقد جولة جديدة في 14 كانون الثاني/يناير، سعيا للتوصل الى حل للنزاع الذي ادى الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وجرح 28 الفا منذ آذار/مارس، اضافة الى نزوح 2,5 مليوني شخص، بحسب ارقام المنظمة الدولية.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر