دعا المبعوث الدولي الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في افتتاح مؤتمر "إنقاذ اليمن" في الرياض اليوم، إلى تمديد الهدنة الإنسانية الموقتة التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية.
وناشد ولد الشيخ أحمد ، وفقا لمواقع اعلام عربية وعالمية ،اوردت الخبر قبل قليل ، الأطراف كافة أن تجدد التزامها بهذه الهدنة لخمسة أيام أخرى على الأقل". معتبرا أنه "يجب أن تتحول الهدنة الإنسانية" التي تنتهي مساء اليوم، "إلى وقف دائم لإطلاق النار وأن تنتهي كل أعمال العنف".
وكانت بدأت اليوم فعاليات مؤتمر الرياض تحت عنوان "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، وذلك في قصر المؤتمرات للضيافة في الرياض.
ويحضر المؤتمر، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، وعدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.
ويأتي انطلاق أعمال مؤتمر الرياض الذي يشارك فيه 400 مندوب في اليوم الخامس والأخير من الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف في اليمن والتي استمر "الحوثيون" وحلفاؤهم الموالون لصالح على رغم موافقتهم عليها، في استهداف المدنيين والاعتداء على الأراضي السعودية.
والقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال فيها ان انطلاق مؤتمر الرياض في هذه اللحظة التاريخية وتحت عنوان" إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية " يكتسب أهمية استثنائية كبيرة باعتباره المحطة السياسية الأبرز بعد الإنقلاب ، وتقع علينا جميعاً مسؤولية تاريخية فارقة نظراً للوضع الاستثنائي الذي يمر به شعبنا اليمني العزيز، ونؤكد أن هذا المؤتمر، هو مؤتمر لكافة أبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته واطيافه السياسية والاجتماعية، ولا يمكن مطلقاً ان يتم استثناء أي طرف طالما كان امن واستقرار اليمن هدفه وبناء الدولة المدنية الاتحادية غايته ، دون استعلاء او ادعاء او استقواء.
ووجه هادي رسالة إلى الشعب اليمني قال فيها "شعبنا اليمني العظيم ، الصابرُ والمُناضل ، الذي تحمل اعباء الحرب وتعنت وصلف المليشيات وحصارها الظالم ،تلك المليشيات التي صادرت حقه في الحياة الكريمة مثل بقية شعوب العالم ، فاحتلت المُدن والمؤسسات ، وقتلت المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ، وضربت بالمدفعية الثقيلة التجمعات السكنية الآمنه، واستأثرت بمقدرات الدولة ، ولم يسلم منها حتى النفط والغاز بالإضافة لكل أسباب الحياة الاخرى.
كما وجه رسالة للعالم قال فيها ، " إنّ الشعب اليمني كان يسير في مسارٍ سياسي أنتجته المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ، وتوافقت كل الأطراف على مخرجاتِ مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وبينما كنّا نعرض مسودة الدستور ، ليتم مراجعتهالإستفتاء الشعب عليها ، ولإستكمال باقي الاستحقاقات السياسية للخروج بالوطنِ الى رحاب الاستقرار السياسي والاجتماعي ، وبينما كان حِبرُمسودةِ الدستور لم يجفَ بعد ، جاءت ميليشيات مسلحة متحالفة مع رموز النظام السابق ومسنودة بدعم خارجي لتنفذ إنقلابها وليدمروا كل شيء، وليتركوا الوطنَ في طريقِ الخرابِ والعُنف والفوضى ، فمزقوا النسيج الإجتماعي ودمروا الاقتصاد الوطني وانتهكواأعراف السياسة وعرضواالأمن المحلي والإقليمي والدولي للخطر، وأجهضوا الانتقال السلمي للسلطة الذي اتفقنا عليه جميعاً في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية.
وقال هادي في رسالة اخرى وجهها الى المشاركين في المؤتمر " يجب أن تكونوا على قدر المسؤولية التاريخية والاستثنائية لإنقاذ الوطن والمواطن واستعادة الدولة ومؤسساتها ، وبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي نحلم به جميعاً ، القائمُ على العدلِ والمساواة والمستندُ للنظام والقانون" .
كما وجه رسالة الى المملكة العربية السعودية قال فيها الى المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والى الشعب السعودي الشقيق، شكراً كثيراً على كل ما قدمتموه للشعب اليمني في كل المراحل ومختلف الظروف، شكراً على الاستجابة لدعوتنا واتاحة الفرصة لانعقاد هذا المؤتمر في الرياض، شكراً على ما تقدمونه من دعم إغاثي انساني رائع ليس بآخرها دعمكُم السخي بمبلغ مئتين وأربعة وسبعين مليون دولار لأَعمال الإغاثة ،وكذلك تدشين مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية والذي سيكون له دوراً في الإغاثة باليمن ، فأنتم السند والعون.
واضاف "الشكر موصولٌ لكِافة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين لم يخذلونَا أبداً وكانت مواقفُهم ثابته داعمة ومساندة لليمن وقضاياه وهموم ابنائه، فنحن منكم واليكم كجزءٌأصيل وأساسي من النسيج الخليجي، نتطلعُ إِلى التئام النسيج الواحد واللُحمةِ الواحدة، فالتاريخُ والحاضِرُ يشهدان بكل وضوح، إِننا نسيجٌ واحدٌ وقضية واحدة وهم واحد، علينا جميعاً ان نحسن الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية لنواجه جميعاً التحديات المصيرية التي تعصِفُبالمنطقة".
وقال في رسالة اخرى لقيادة التحالف العربي، "لقد مثل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن علامةً فارقةً على تعافي الجسد العربي في تلبيةِ نداءِ اليمنيين لإنقاذهم من حالة الفوضى والخراب التي أنتجتها الأيادي المتسللة لمنطقتنا تعبث بالأمنوالاستقرار، وأنا هَنا بالنيابة عن الشعب اليمني أتقدم بالشكر والتقدير للإستجابة العاجلة والسريعة بالحزم والأمل ِلإنقاذ وطننا الحبيب من تغول عصابات باعت ضميرها الوطني بلا مقابل سوى المنافع الخاصة على حساب الوطن والعروبة والثقافة والجوار، ومن الضرورة بمكان العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم وإعادة الأمل ، وضمان إنسحاب المليشيات من المدن التي احتلتها وعدم السماح لتلك المليشيات بإستغلال الهدنة لمزيد من التمدد وقتل المدنيين .
كما طالب الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل على مراقبة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والذي صدر تحت الفصل السابع ، وأن تضطلع بدورها في حماية ابناء الشعب اليمني ، ونُرحبُ بأي جهودٍ دولية تدفع نحو التنفيذ الكامل دون انتقائية لبنود القرار الاممي الأخير ، وتلتزمُ بالمرجعيات الواردة فيه ، والمتمثلة في الاعتراف بالشرعية الدستورية والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وبمخرجات الحوار الوطني الشامل بالإضافة لما يخرُج به مؤتمرنا هذا ، كأساسٍ لأي نقاشات ، ووفقاً لضمانات واضحة ومحددة تمنع الالتفاف او التأخير المتعمد .
نقلًا عن بترا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر