اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا
آخر تحديث GMT 20:50:07
المغرب اليوم -

اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا

دبابات تركية متمركزة قرب معبر اونجوبينار في كيليس تطلق نيرانها باتجاه الحدود السورية
كيليس ـ المغرب اليوم

مع استمرار اغلاق الحدود التركية مع سوريا يزداد نشاط المهربين الذين يرفعون كل يوم قيمة المبالغ التي يتقاضونها لقاء تهريب اللاجئين الهاربين من القصف من ثغرة في السياج الحدودي الى تركيا.

ومثل عصابات المافيا التي تجمع مبالغ طائلة عبر دفع الاف المهاجرين لاجتياز البحر المتوسط الى اوروبا، يقوم المهربون على الحدود وهم غالبا من سكان القرى القريبة من السياج الحدودي بابتزاز وترهيب واستغلال اللاجئين الذين لا يريدون البقاء في المخيمات المكتظة بانتظار ان تفتح تركيا المعبر.

تقول فاطمة الأحمد البالغة من العمر 27 عاما انها عبرت قبل اسبوع وهي تحمل ابنها البالغ من العمر سنتين بين ذراعيها من فتحة في السياج الذي تم قصه بين اشجار الزيتون.

وتروي فاطمة وهي تجلس في مقهى مفتوح في كيليس انها هربت من حي الصخور في شرق حلب بعد مقتل زوجها قبل اسبوع في القصف عندما خرج لاحضار طعام.

وتقول بصوت هادىء "كنا ثمانية، مع بعض الجيران. ساعدوني في جمع المبلغ. لم يكن معي ما يكفي من المال. في السابق كان يتم تنظيم الأمر في حلب عبر الاتصال بمهربين موثوقين. اما اليوم ومنذ بدء الغارات الروسية، كثرت اعداد الناس. ركبنا الحافلة الصغيرة واتجهنا الى الحدود دون تخطيط".


وبدلا من 90 دقيقة في الاحوال العادية، استغرقت الرحلة المخيفة 15 ساعة بين اطلاق النار والانفجارات، حتى وصلت الحافلة الصغيرة الى قرية يعروبية.

وتتابع فاطمة "كان المهربون في كل مكان يصيحون +تركيا، عتركيا، مين رايح عتركيا؟+ ناس بلا رحمة، يتعاملون بخشونة، لا يفكرون الا بالمال. دفعونا مثل الغنم، ضربوا النساء اللواتي تأخرن في المسير، حتى اللواتي كن يحملن اطفالا. شيء رهيب، لا ضمير، ولا رحمة".

-وحيدة في مواجهة مصيرها-

تتقاطع رواية فاطمة مع ما يرويه غيرها من اللاجئين الذين عبروا الى كيليس بان المهربين السوريين هم على تواصل مستمر عبر اللاسلكي او الهاتف مع المهربين الاكراد الذين يستلمون اللاجئين بعد عبور السياج.

تقول فاطمة "طلبوا منا الانتظار تحت الشجر حتى يحين الوقت. حتى يحين موعد مناوبة الجنود الذين يرشونهم حتى يشيحوا ببصرهم عندما نعبر".

كلفها عبورها السياج 300 يورو، اي كل ما كان معها وما استدانته.

لكن عائلة أحمد الفتى الكسيح البالغ من العمر 14 عاما لم يكن لديها المال. كانت عائلته المعدمة الاخيرة التي بقيت في حي المرجة في حلب. وعندما قتل اثنان من اخوته وهما يرعيان الغنم في ارض خلاء واصيب ابوه جراء سقوط برميل متفجر القته مروحية، حزمت العائلة كل ما امكنها حمله وهربت.


يقول الفتى وهو يبتسم ابتسامة ماكرة "لم يكن لدينا المال لدفع اجرة  التهريب، فاختبأنا ثم زحفنا حتى السياج وتسللنا من تحته". ثم يضيف الفتى الذي لم يذهب يوما الى المدرسة "كنا محظوظين. عثر علينا رجال الشرطة الاتراك ولكنهم لم يعيدونا لأن معنا عددا كبيرا من الاطفال. حتى انهم طلبوا حافلة لنقلنا".

ويتراجع عدد اللاجئين الذين يعبرون سرا الى كيليس يوما بعد يوم مع تشديد الاجراءات على الحدود وتطبيق التعليمات بمنع التهريب على ما يبدو. وهذا بدوره يدفع المهربين الى طلب المزيد من المال اذ يتحدث اللاجئون عن دفع 500 وحتى الف دولار للشخص الواحد.

في مطعمه الصغير الذي افتتحه قبل سنتين ينتظر يزن احمد (35 عاما) منذ ثلاثة اسابيع وصول عائلته التي هربت من قرية تل رفعت التي سيطر عليها المقاتلون الاكراد. ويقول "انهم في احد المخيمات، في الجانب الاخر. مساء امس دفع اخي المال للمهربين. حاولوا تهريبهم لكنهم فشلوا. اطلق الحراس الاتراك النار فوق رؤوسهم".

وعدا عن هؤلاء واولئك، هناك الاكثر فقرا بين الفقراء، اولئك الذين لا يملكون اي شيء والمرغمون على مواجهة ويلات الحرب.

تقول فاطمة بحسرة "جارتي بقيت وحدها مع خمسة اطفال في حلب، بيتها في الطابق الاخير. اتصلت بها امس. كانت تبكي. ليس لديها احد تلجأ اليه".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا اللاجئون السوريون ضحية ابتزاز وترهيب المهربين للعبور سرًا إلى تركيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib