دمشق – المغرب اليوم
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد، في معرض رده على سؤال بشأن موقفه إذا دعي من قبل المملكة العربية السعودية لمناقشة مستقبل البلاد، وإن كان سيقبل تلك الدعوة، أنه "لا مستحيل في عالم السياسة"، مشيرًا إلى أن اجتماع المعارضة في الرياض لن يغير شيئًا.
وأوضح الأسد، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن مقابلة أجراها مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن: "المسألة لا تتعلق بما إذا كنت أقبل أو لا أقبل، بل بسياسات كل حكومة.
ما هي سياساتهم حيال سورية؟ إذا كانوا مستعدين لتغيير سياساتهم، خصوصًا تجاه سورية فلا مشكلة لدينا في الاجتماع معهم. إذًا فالأمر لا يتعلق بالاجتماع، أو بما إذا كنا سنذهب أم لا. المسألة تتعلق بمقاربتهم لما يحدث في سورية".
وبشأن الاجتماع المزمع عقده لشخصيات المعارضة السورية في السعودية، أعرب الأسد: "ذلك الاجتماع لن يغير شيئًا على الأرض. قبل الاجتماع وبعده تُقدّم السعودية الدعم للمجموعات المسلحة، وستستمر في تقديمه. لا يشكل ذلك حدثًا مفصليًّا تمكن مناقشته. إذ إنه لن يغير شيئًا في الواقع".
وعن الدور الروسي والتواجد العسكري البري لروسيا داخل الأرض السورية، أشار الأسد إلى أنه "ليست هناك أي قوات برية باستثناء الطواقم التي يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية، وهذا أمر طبيعي. ليست لديهم أي قوات برية تقاتل مع القوات السورية على الإطلاق".
وأكّد الأسد أن "الدور الروسي مهم جدًّا، وقد كان له أثر كبير على الساحتين العسكرية والسياسية في سورية. لكن القول إنه من دون هذا الدور فإن الحكومة أو الدولة كانت ستنهار أمر افتراضي. منذ بداية الصراع في سورية كانت هناك رهانات على انهيار الحكومة. في البداية كانت المسألة مسألة بضعة أسابيع، ثم أصبحت بضعة أشهر، ثم بضع سنوات.
وفيما يتعلق بالدافع الروسي للدخول إلى سورية، أعلن الأسد: "عليك أن تسأل الروس ما الذي دفعهم إلى المشاركة. لكن من منظورنا. منذ بدأ التحالف الغربي عملياته فإن تنظيم الدولة توسّع وجبهة النصرة توسّعت، وكل منظمة إرهابية أخرى توسّعت، واستولت على المزيد من الأراضي في سورية والعراق".
وأوضح الأسد أنه "من الواضح أن الروس رأَوْا في ذلك تهديدًا لسورية والعراق والمنطقة بشكل عام، وكذلك لروسيا وباقي أنحاء العالم، ونستطيع أن نرى ذلك كواقع معاش في أوروبا اليوم. إذا قرأت وحللت ما حدث في باريس أخيرًا وفي حادثة "شارلي ايبدو"، ليس كحوادث منفصلة، فستدركين أن ثمة أمرًا مهمًّا جدًّا، وكم من الخلايا الإرهابية توجد الآن في أوروبا؟ كم من المتطرفين صدرتم من أوروبا إلى سورية؟ هنا يكمن الخطر. يكمن الخطر في وجود حاضنة، ويستطيع الروس رؤية ذلك بوضوح. إنهم يريدون حماية سورية والعراق والمنطقة وأنفسهم، بل حماية أوروبا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر