شككت وسائل الإعلام الروسية في الأنباء التي أفادت بأن بريطانيا وايرلندا أوقفتا رحلاتهما الجوية إلى شرم الشيخ بسبب المخاوف من وجود قنبلة على متن الطائرة ""Metrojet-operated A321 التي تحطمت السبت الماضي في شبه جزيرة سيناء.
وأكدت صحيفة "كومسومولسكايا" اليومية الوطنية في "برافدا، أنه "بينما يعمل الخبراء في موقع تحطم الطائرة الروسية في مصر لمحاولة تحديد أسباب هذه الكارثة، تعرف لندن بالفعل كل شيء في وقت مبكر، ويمكنك التفكير في كثير من التفسيرات ولكن لم يتلق أحد أي تأكيد رسمي"، ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله باحتمالية وجود عبوة ناسفة أدت إلى إسقاط الطائرة.
وإذا اتضح أن الحادثة كانت نتيجة عمل إرهابي فربما تثار الشكوك حول الحملة الجوية الروسية في سورية، حيث دعت مجموعات متطرفة إلى شن هجمات ضد روسيا بعد بدء الضربات الجوية في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، وكشفت الاستطلاعات أن الروس دعموا المساعدات العسكرية للرئيس السوري بشار الأسد مع عدم نشر القوات البرية.
وأوضح رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الروسي كونستانتين كوساتشوف، أن الخطوة البريطانية تهدف إلى وضع ضغط نفسي على روسيا، مضيفا: "هناك الكثيرون الذين يودون محو أي دليل لديهم على هذه الكارثة مثل المتطرفين الأكراد".
وتحلق العديد من الناقلات الجوية الروسية أعلى مكان وقوع الحادث، إلا أن المسؤولين لم يطرحوا إمكانية إلغاء الرحلات الجوية، وعلى الرغم من ذلك قيل إن رحلات Metrojet A321 قد توقفت، وأشار منظم النقل إلى أن Metrojet أوقفت كافة رحلات A321 بناء على طلبها لإجراء مزيد من الفحوصات والإجراءات التصحيحية في ضوء المعلومات الحالية التي أوضحت التدمير المفاجئ لإطار الطائرة A321 EI-BTY أثناء تحليقها على ارتفاع عالٍ.
وذهب أحد ركاب Metrojet يوم السبت إلى شرم الشيخ على متن طائرة أخرى، وكان من المفترض أن يطير إلى شرم الشيخ على متن الطائرة التي تحطمت، وأفاد رئيس وكالة السياحة الدولة أوليغ سافونوف لوكالة أنباء "نوفوستي" الخميس، أنه لم يتلقى أوامر بتوقيف الرحلات، مضيفا: "لم تتلق الوكالة أي توصيات سلبية من وزارة الخارجية الروسية مرتبطة بمصر أو أي توضيحات بشأن الموضوع، ونحن نمارس عملنا كالمعتاد".
وبيّن المتحدث باسم وكالة الطيران الروسي Sergei Izvolsky، أنه لن يتم توقيف الرحلات إلى شرم الشيخ لأنه لم يتم تحديد أسباب تحطم الطائرة بعد، وذكرت الصحيفة الرسمية للحكومة الروسية "روسيسكايا غازيتا" في تقريرها عن وقف رحلات بريطانيا: "لم يجد الخبراء المصريون والروس آثار لمتفجرات على جثث الركاب، ونقلت عن مصدر قوله إن التكهنات المبكرة تؤثر سلبا على التحقيق".
وركزت قنوات التليفزيون الروسية على صعوبة التحقيق في الحادث في مصر وانتشال الجثث، وأشارت قناة روسيا 24 وغيرها من القنوات إلى صعوبة الحصول على المعلومات من الصندوق الأسود للرحلة نتيجة تضرره بشكل كبير أكثر مما كان متوقع.
وأشار مدير استطلاعات الرأي في مركز "ليفادا" المستقل ليف جودكوف، إلى أن السلطات ربما تواجه سخطا إذا لقي الروس حتفهم نتيجة هجوم متطرف، إلا أن هذا سيقابل بمزيد من الدعم للحكومة ردا على تهديد الجماعات المتطرفة، والذي يعد قضية كبرى مقارنة بالتمرد المشتعل في منطقة القوقاز الروسية.
وأفادت قناة "روسيا 24" بأن المحققين يدرسون ما إذا كان الانفجار حدث نتيجة وجود قنبلة في الأمتعة إلا أن هذا الاحتمال ما زال يحتاج إلى إثبات قاطع، ولفتت القناة إلى أنه على الرغم من إشارة التقارير إلى احتمالية انفجار محرك الطائرة إلا أن السلطات المصرية أوضحت أن استخلاص النتائج أمر سابق لأوانه.
ونقلت القناة استياء السياح البريطانيين نتيجة قرار إبعادهم عن شرم الشيخ، وأضافت إحدى السيدات: "لا يجب أن تقرر لنا الحكومة، يمكننا أن نقرر لأنفسنا"، موضحة أنها تسافر إلى شرم الشيخ منذ عام 1981 ولم تواجهها أي مشكلات حتى بعد وقوع الهجوم المتطرف هناك في عام 2005.
وقالت بريطانية أخرى: "إنه قرار سيء لأن هذا ربما يحدث في أي مكان في العالم، وما حدث يمثل انتصارا للتطرف"، معربة عن أسفها للمصريين نتيجة انخفاض أعداد السياح.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر