برلين - جورج كرم
ذكر الرئيس الأميركي باراك أوبامـا بأن المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل، تسير على الخطى الصحيحة في إدارتها لأزمة اللاجئين، مشيداً بالمستشارة الألمانية كحليف ثابت وموثوق فيه، وجاء ذلك في ختام جولته الأوروبية الأخيرة التي يقوم بها خلال فترة رئاسته.
ولكن وراء الابتسامات والمجاملات المتبادلة، فقد شهدت المباحثات تناول مجموعة من القضايـا العالمية الملحة والتي سوف يحاول الزعيمين مناقشتها في اجتماع الدول العظمى الخمس في حضور رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إضافةً إلي رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينزي، والمقررعقده في مدينة هانوفر Hanover بعد ظهر الاثنين.
وأعرب كل من ميركل وأوباماعن قلقهم البالغ إزاء فشل اتفاق وقف إطلاق النار في سورية خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد في هانوفر، الأحد. حيث غادرت القوات المعارضة السورية الجولة الثالثة من محادثات السلام في جنيف، الجمعة، في أعقاب التقارير عن تصاعد حدة الهجمات التي يشنها النظام.، حيث استهدفت الطائرات الحربية السورية، السبت، بلدة دوما، الواقعة في القرب من دمشق ويسيطر عليها المتمردون فضلاً عن أجزاء من حلب في الشمال، مما أسفر عن مقتل 23 شخصاً، وفقاً إلى لمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في المملكة المتحدة.
وأوضحت ميركل أن الزيارة إلى مخيم اللاجئين الواقع في القرب من الحدود التركية – السورية، السبت قد أظهر لها بشكل مباشر آثار الدمار الذي خلفته الهجمات المتزايدة، فيما أكد أوبامـا، الأحد، على أنهم يولون إهتماماً كبيراً في الأزمة الإنسانية المأساوية داخل الأراضي السورية، وأنه قام بالتحدث إلى الأشخاص الذين عانوا من الأزمة أو كانوا شاهدين عليها.
واستبعد الرئيس الأميركي إقامة " مناطق آمنة " داخل الأراضي السورية، على الرغم من تأييد المستشارة الألمانية لهذه الفكرة كجزء من خطة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب التزاماً عسكرياً كبيراً من أجل حماية اللاجئين من الهجمات.
ومن المرجح أن يناقش الرئيس الأميركي مع زعماء دول الاتحاد الأوروبي، بعد ظهر الاثنين ولمدة ساعتين كيف يمكن وقف تدفق المهاجرين من ليبيـا من خلال تمركز دوريات للبحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في المياة الإقليمية الليبية، ليكون هو التدخل الأكثر جدية في ليبيـا منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011 ويمكن معه إرسال اللاجئين إلى بلادهم مرةً أخري.
وأضاف أوبامـا بأنه لم يندم علي التدخل العسكري الأميركي في ليبيـا عام 2011، على الرغم من رفض بلادٍ أخرى بما فيها ألمانيـا الاشتراك في العملية. ولا يزال أوباما يؤمن بأن الشيء الصحيح للولايات المتحدة هو قيامها في التدخل العسكري، إلا أن القيام بذلك لم يكن على نحٍوٍ فعال كما ينبغي، ومن ثم فهم يشجعون على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويركز اجتماع الدول الكبرى الخمس على فراغ السلطة في الشرق الأوسط، وتأثير ذلك على الهجرة الجماعية إلى أوروبا. كما أنه من المرجح مناقشة مدى احتياج بعثة الاتحاد الأوروبي، إلى إذن من رئيس الوزراء الليبي فايز السراج، من أجل العمل في المياه الليبية.
ويكافح السراج سعياً نحو كسب الدعم السياسي لحكومته الوليدة، في الوقت الذي تضعف فيه أي علامة على تقلص السيادة في ليبيا، ورغبة السراج في تقديم الدعم الداخلي له.
وأثار وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند أيضاً إمكانية تقديم دعم عسكري بنشر قوات برية بريطانية في ليبيا، وذلك في محاولة لإجبار تنظيم "داعش" على التراجع والتخلي عن معقله في مدينة سرت الواقعة على الساحل الليبي.
كما استغل أوباما أيضًا زيارته إلى ألمانيا للضغط من أجل اتفاق التجارة ما بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وعبر الأطلسي، فاتفاق التجارة لا يحظى بشعبية على نحو متزايد في ألمانيا، وكذلك في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن ذلك سوف تستفيد منه الشركات الأميركية وليس المستهلكين الأوروبيين. وعلي إثر ذلك، فقد تظاهر أكثر من 30,000 شخصًا في هانوفر احتجاجاً على ذلك الإتفاق.
ومن المتوقع خروج الكثيرين إلي الشارع احتجاجاً علي زيارة الرئيس الأميركي، والتي تتزامن مع إقامة المعرض التجاري المرموق في المدينة، وأشار الرئيس الأميركي أوباما إلى أن مختلف أنحاء العالم تشهد حالة من عدم الاستقرار بسبب العولمة، التي جعلت الاقتصاد أقوى، وباتت الأعمال أكثر تنافسية في العالم.، فيما قال أوباما إنه من المتوقع التصديق على الإتفاقيةفي بنهاية عام 2016 .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر