تجمع مئات من المشيعين لأداء صلاة الغائب على روح 66راكبا وأفراد طاقم الطائرة المصرية المنكوبة، فيما حبس مئات عائلات الضحايا وأصدقاؤهم دموعهم ممن تملكهم الحزن بينما كان الإمام يؤم الصلاة في جامع "الصادق" القريب من مطار القاهرة الدولي، حيث كان من المفترض أن تهبط طائرة الموت. وانتهت صلاة الجمعة التي استمرت ساعة، ثم حمل المشيعون نعوشاً رمزية للأجساد المفقودة، وخرجوا من المسجد الكبير.
وفي الخارج، عبّر أفراد العوائل عن صدمتهم من الاختفاء الفجائي للطائرة، بينما مدح الزملاء الاحترافية العالية التي تمتع بها طاقم الطائرة المفقود، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي الوقت الذي كان أحمد عاصم، والد مساعد الطيار محمد ممدوح أحمد عاصم، يتلقى العديد من رسائل التعازي، قال حزام عاصم، قريب محمد، إن "محمد كان طياراً جيداً جداً، فلقد كان الأفضل في فئته، وكان ماهراً جدا، فمنذ كان صبياً صغيراً أراد أن يكون طيارا، وفي النهاية حقق حلمه، فلقد كان في الـ27 من عمره، لكنه عاش الحياة التي لطالما أرادها". وقال عم مساعد الطيار حسام عاصم، إن "محمد أحبّ عمله كطيار، لقد قدمني إلى القبطان حمد سعيد علي شقير، كان شخصاً لطيفاً جداً، وكان طياراً جيداً جداً".
أما المضيفتان رشا السعدني وشيرين فؤاد فقد تعانقتا لمؤازرة بعضهما البعض في فقدان زملائهما، وقد أعياهما الحزن خارج المسجد. و قالت السعدني:"عرفت القبطان شقير وبعض أعضاء الطاقم.، لقد كانوا من أفضل الزملاء الذين يأمل المرء في مرافقتهم". وأضافت:" لم أكن أعرف المضيفتين الصغيرتين في العمر، سمر عز الدين أو يارا هاني، لأنهما لم يبدءا العمل إلا مؤخراً، لكن هيثم الزازيزي كان أفضل أصدقائي، كان مرحاً جداً، وكان دائم الابتسام والضحك" .
وتابعت:" منذ أن سمعت خبر الحادثة وأنا لا أستطيع النوم". وأعربت شيرين فؤاد عن صدمتها، بأن ما حدث "فظيع للغاية، فلا أستطيع تخيل كيفية حدوثه".
وشهدت الجنازة، انهيار والد القبطان محمد سيد علي علي شقير حزناً على ابنه المفقود، فلقد بدا مذهولا غير قادر على الوقوف خلال جنازة الغائب التي نُظمت لأجل ابنه بعد صلاة الجمعة في مدينته بدرشين بجنوب القاهرة. ولم يتسطع الأب المفجوع سوى الجلوس خلال الصلاة في جامع يوسف، فقد كان أضعف من الوقوف والركوع مثلما تقتضيه الصلاة.
مصر للطيران" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/maghribtodayplan6.jpg " style="height:350px; width:590px" />
وبالكاد استطاع والد قبطان الطائرة المنكوبة مصافحة الناس الذين مدوا أيديهم لتعزيته على خسارته لابنه، وقال أحد الحاضرين ، إن "السيد بهجت كان مصدوما، فلم يستطع الوقوف لدرجة أنه جلس على كرسي، فلم يستطع سوى مصافحة الناس، وبعد الصلاة حمله أقاربه إلى منزله".
وقال عم الكابتن شهاب شاكر، إن "المعلومات التي تلقيناها هي نفس ما قيل على شاشة التلفزيون، فما زالوا متحفظين حول الحديث عما حدث". وأضاف: "إذا كان حدث أي عطل فني، لكان عرف، لأنه لم يكن طيارا" عديم الخبرة، وإنما من أمهرهم وفقا لتوصيات مدرائه وأرباب عمله الذين قالوا عنه أنه أحد أفضل الطيارين في مصر". وتابع:" آخر مرة تحدثت معه، وسألني عما إذا كنت بحاجة إلى أي شيء، إذا كنت أريد أن يحضر لي أي شيء عندما يعود، ولكن بعد ذلك ، قال إن رحلته ستتأخر".
مصرية تبحث عن الحطام ومتعلقات شخصية في الطائرة المفقودة التي تحطمت في البحر الأبيض المتوسط" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/maghribtodayplan9.jpg " style="height:350px; width:590px" />
وشُيعت صلاة الغائب، بعدما كشفت فرق البحث عن العثور على ذراع مقطوعة، وأمتعة وبقعة نفط تمتد ميلين في البحر المتوسط، وهو الأمر الذي مثّل ضربة قاصمة للعائلات التي تمسكت بأمل أن الأشخاص الأعزاء عليهم ربما قد نجوا من سقوط الطائرة.
وكان الجيش المصري اكتشف حطام الطائرة على مسافة 180 ميلاً شمال مدينة الإسكندرية، ويمشطون حاليا المنطقة بحثاً عن صندوق الطائرة الأسود، والذي ربما يكشف سر الاختفاء الغامض للطائرة.
مصر للطيران سمر عز الدين (يسار) نشرت صورة لمضيفة جوية أمام طائرة ركاب تتحطم في البحر خلفها (يمين) على صفحة الفيسبوك لها." src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/maghribtodayplan0.jpg " style="height:350px; width:590px" />
كما أعلن زير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، عن العثور على عضو من جسم أحد الضحايا، مقعدين وحقائب في منطقة البحث، إلى الجنوب قليلاً، حيث اختفت الطائرة عن الرادار، فيما ذكرت صحيفة "ليانا سبيدولو" اليونانية، في وقت لاحق، أن العضو كان ذراعاً.، كما تم العثور على بقعة نفط تمتد ميلين وتقع على بعد عشرين ميلاً إلى الجنوب الشرقي من آخر موقع التقطت فيه رادارات القمر الصناعي الأوروبي الطائرة.
وقدمّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعازيه لعائلات الضحايا، وهذا يمثل تأكيداً رسمياً مصرياً بوفاة من كانوا على متن الطائرة.
وفي حين أن معظم الحكومات كانت حذرة حول القفز إلى استنتاجات، إلا أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب كتب تغريدة بعد اختفاء الطائرة:، وقال "حادث فقدان الطائرة المصرية هجوما إرهابيا آخر، فالطائرة غادرت باريس، منى سنكون أقوياء وأذكياء ويقظين؟".وبعد عدة ساعات، قالت منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أيضا يبدو أن عملا من أعمال الإرهاب، على الرغم من أنها قالت إن التحقيق يجب أن يحدد التفاصيل. كما قال مسؤولون من أجهزة أمريكية أن صور الأقمار الصناعية لم تسفر حتى الآن أي علامات على حدوث انفجار". وأكدوا أن الولايات المتحدة لم تستبعد أي من الأسباب المحتملة لتحطم الطائرة، بما في ذلك عطل ميكانيكي أو عمل إرهابي أو فعل متعمد من قبل الطيار أو الطاقم. ووسط حالة عدم اليقين بشأن سبب سقوط الطائرة، تم تشديد الإجراءات الأمنية في مطار لوس انجلوس الدولي.
وأصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بيانًا بعد حادث سقوط الطائرة المصرية وعلى متنها 66 راكبًا، من بينهم بريطاني واحد. وجاء في بيان قدمه المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء: "من الواضح أننا قلقون جدًا إزاء اختفاء الطائرة، وقلوبنا وصلواتنا مع أسر وأصدقاء المتضررين".
وأضاف: "نعمل بشكل وثيق مع السلطات المصرية والفرنسية للتأكد من المعلومات، وموظفونا في وزارة الخارجية على اتصال مع عائلة المواطن البريطاني الذي يُعتقد أنه كان على متنها وتقديم الدعم لها". وأرسل سلاح الجو الملكي البريطاني طائرة C130 التي أكملت رحلة المراقبة الليلة الماضية والرحلة الثانية لا تزال مستمرة، كما عرض فرع التحقيق في الحوادث الجوية مساعدته في التحقيق وعلى استعداد لتقديم الدعم إذا لزم الأمر.
وظهرت تفاصيل مفجعة بدأت بالظهور من حياة اختصرت على متن الطائرة المنكوبة. فلقد نشرت سمر عز الدين، 27 عاما، مضيفة الطائرة المنكوبة، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة لطائرة محطمة في البحر في سبتمبر 2014، أي بعد 4 أشهر فقط من عملها في الشركة المصرية.
ونشرت مع البوست صورة لمضيفة طيران ترتدي ملابس أنيقة مبللة تسحب حقيبتها بعدما خرجت من طائرة ركاب سقطت في البحر وراء ظهرها.
أما الضحية الأخرى، فهو كابتن الطائرة محمد شقير، 37 عامًا، من محافظة الجيزة، الذي دعا جميع زملائه من كلية الطيران لعشاء ضخم للاحتفال بترقيته ليصبح كابتن رئيسيا" للطائرة، ولم يفرح باحتفاله لأنه توفي بعدها بـ4 أيام فقط. وضحّت عائلة شقير بكل شيء حتى يصبح طيارًا، ويترقى من مساعد طيار إلى كابتن طيار، ويصبح ذو سمعة جيدة فى هذه المهنة، وقال أحمد عدلى من رابطة الطيارين المصريين: "يمكننى التأكيد أن الكابتن محمد شقير، كان قائد الطائرة المنكوبة "، فيما قال صديقه أحمد مشعل: "رحمة الله عليك يا شقير، آخر يوم رأيتك فيه كان منذ 4 أيام في الحفلة". وكان الكابتن شقير طيارًا ذا خبرة كبيرة، وقضى 6275 ساعة طيران منها 2101 ساعة طيران فى طائرة "إيرباص 806" ولم يكن متزوجًا ولم يكن له أي أطفال.
أما محمد محمود عاصم، مساعد الطيار الذي حلم بالطيران، فوضعت ووالدته كل مدخراتها لتحقيق حلمه، ووفقًا لأصدقائه كان مساعد طيار ممتاز. وقال صديق طفولته عمر ناصف، : "لقد أراد أن يكون طيارًا منذ الصغر وكان اجتماعيًا، وأمه ماتت منذ سنوات قليلة بعدما أصيبت بمرض السرطان، وعائلته كانت تكافح لتنسى مصيبتها، إلى أن جاءتها المصيبة الأخرى بوفاته". وأضاف ناصف: "أمه وضعت كل مدخراتها لتعليمه، فأكاديمية الطيران مرتفعة الثمن قليلا، وكانت تضحية كبيرة من أجله لأنه كان يحب الطيران بصورة كبيرة".
ومن ضمن طاقم الطائرة، ميرفت زكريا زكى، أو كما اشتهرت منذ 20 عامًا بـ"ميرفت عفيفى" رئيسة طاقم المضيفات، والتي بدأت العمل في مجال الطيران في عام 1986 بعد وقف مسيرتها الفنية التي بدأتها بمسلسل "أبو العلا البشرى" بدورها الشهير هالة عواد التي فقدت أمها في المسلسل، ومثلت مع وائل نور الفنان الكبير الذى رحل مؤخرًا، وهى أم لابنة، وتوقفت عن التمثيل ورغبت في أن تكون مضيفة في شركة "مصر للطيران".
وكشفت المعلومات عن تحذير زوجة الراكب البريطاني ريتشارد عثمان له من السفر إلي الخارج في عمله، لكنه ضحك من مخاوفها، وقال لها: « لن يحدث لي شيء ". واحتفل عثمان، الجيولوجي، الذي أصبح أبا للمرة الثانية مع زوجته أورليا، 36 عاما، قبل ثلاثة أسابيع فقط من وقوع الحادث. وأوضحت أن الزوجة والطفلتين كانا في منزل عائلة زوجته في باريس، بينما يقيم الزوجان على جزيرة جيرسي في بريطانيا.
وقال شقيقه الأصغر الستار عثمان إن «ريتشارد كان سعيدًا للغاية بمولد ابنته الثانية، وكان يحلم بحياة سعيدة مع زوجته وابنتيه، وبعد أسبوعين فقط لم يعد معهم، ما حدث مأساوي بالتأكيد».
وأوضح الستار، أن شقيقه ريتشارد الذي يبلغ من العمر 40 عامًا ويعمل كـ«جيولوجي»، كان ذاهبًا إلي مصر في رحلة عمل اعتيادية، حيث يعمل في شركة تنقيب عن الذهب مقرها مدينة الإسكندرية، واعتاد على الذهاب إلي مصر مرة واحدة شهريًا على الأقل. ودرس ريتشارد في جامعة «كينج ستون»، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة «كونوروال» في انجلترا.
وعبر شقيقه عن صدمته في رحيل ريتشارد، حيث قال «في كل عائلتنا، كنت دائمًا أظن أن ريتشارد سيكون آخر من يذهب، فقد كان رائعًا ومخلصًا لعمله بشكل لا يصدق»، وأضاف «كل من حوله كانوا دائمًا معجبين به لقوته وقيمه الأخلاقية».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر