جددّ الطيران الحربي السوري ظهر الجمعة، غاراته الجوية على مواقع الأكراد داخل مدينة الحسكة بعد ساعات من الهدوء الحذر على المدينة مترافقًا مع إطلاق نار متبادل في محاور عدة في مدينة الحسكة بين القوات الحكومية ومسلحين أكراد بينما قصف الطيران الحربي والمروحي السوري الروسي العديد من المناطق في حلب وإدلب وحماة وحمص وداريا مخلفًا وراءه 25 قتيلاً على الأقل بينما استعادت فصائل المعارضة المسلحة بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي من سيطرة تنظيم "داعش"
وأوضح مصدر أمني سوري لـ"المغرب اليوم" إن الطيران الحربي نفذ ظهر الجمعة 8 غارات جوية على مواقع الأسايش ووحدات الحماية الكردية في حي النشوة الغربية وحي الشريعة وسط المدينة، وكانت وتيرة الاشتباكات في مدينة الحسكة تراجعت في ساعات الصباح الأولى بين القوات الكردية والقوات الحكومية حيث ساد هدوء نسبي تخللته أصوات إطلاق نار متبادل بين الطرفين بعد استمرار الاشتباكات بعنف في محاور النشوة وسوق مدينة الحسكة ومركزها وفي جنوب شرق مدينة الحسكة.
وأكد المصدر أن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على عدد من النقاط التي كانت تتمركز فيها القوات الكردية وسط المدينة ولاسيما كلية الآداب على أطراف حي النشوة، مشيرًا إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف من وصفهم بـ"المتمردين الأكراد".
واتهمت وسائل إعلام كردية القوات الحكومية بقصف حاجز لوحدات حماية الشعب الكردي قرب منطقة الغزل شرق مدينة الحسكة وعدد من المناطق السكنية المدينة الأمر الذي نفاه مصدر أمني من القوات الحكومية حيث أكد أن القصف يستهدف فقط مواقع المسلحين الأكراد، ودارت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة على محور كلية الفنية الجوية بعد محاولة الأولى التقدم باتجاه الكلية حيث فشلت في ذلك بسبب المقاومة العنيفة للمعارضة وسقط خلاها 7 قتلى بين صفوف القوات الحكومية بحسب مصدر ميداني.
بينما قال ناشطون "إن القوات الحكومية استهدفت حافة ركاب لمدنيين على طريق الراموسة جنوب حلب ما تسبب في مقتل 9 منهم وتفحم جثثهم داخل السيارة وسط استمرار عمليات الاستهداف لأي حركة جنوب مدينة حلب في حين كثف الطيران الروسي غاراته الجوية على مختلف جبهات المدينة الجنوبية تزامنًا مع الاشتباكات الدائرة على هذه الجبهات".
وقُتل 9 مدنيين وجرح العشرات جراء غارة جوية على جسر خان طومان في ريف حلب الجنوبي حيث اتهم ناشطون طيران التحالف بتنفيذ الغارة التي أسفرت تهدم أجزاء كبيرة في الجسر الضخم والنفق أسفله ودمار نحو 5 سيارات محملة بالخضار والمواد الغذائية كانت متجهة إلى الأحياء المحاصرة في حلب الأمر الذي نفاه المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية بقوله: "التحالف الدولي لم يشنّ أي غارات في حلب وما حولها".
ونفذت فصائل المعارضة المسلحة هجومًا على بلدة الراعي بغية استعادتها من عناصر تنظيم "داعش" ودارت خلالها معارك عنيفة بين الطرفين، سيطر على إثرها مقاتلو المعارضة على البلدة بشكل كامل بالإضافة إلى قتل عشرة عناصر للتنظيم وجرح آخرين.وأعلنت الهيئة الشرعية في دارة عزة عن تعليق صلاة الجمعة في المدينة والقرى المحيطة بها جراء القصف المكثف على المنطقة بينما ألقت المروحيات براميل متفجرة على حي صلاح الدين في مدينة حلب أسفرت عن سقوط جرحى مدنيين.
ونفذ الطيران الحربي أربع غارات على بلدة الغنطو، موقعًا سبعة قتلى كحصيلة أولية والعديد من الجرحى في صفوف المدنيين، وسط حالة خوف وهلع من تكرار القصف على البلدة، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على اسعاف المصابين للمشافي الطبية في حين علقت المحكمة الشرعية في منطقة الحولة شعائر صلاة الجمعة نظرًا لتحليق الطيران الحربي بشكل كثيف حفاظًا على أرواح المصلين.
وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية تل الشيح بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات، وتشهد مدينة إدلب منذ نهاية تموز/ يوليو الفائت، قصفًا مكثفًا للطائرات الحربية خلفت نحو 150 قتيل بالإضافة لإصابة مئات آخرين بجراح، بعضهم في حالات خطرة بحسب مركز إدلب الاعلامي.
وارتفع إلى 6 قتلى هم رجل وطفله وأربعة من أشقائه الذين قضوا الجمعة جراء قصف للقوات الحكومية على مناطق في الحي الجنوبي من مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، وقصفت الفصائل الإسلامية المتطرفة بصواريخ غراد مناطق في قرية سلحب في ريف حماة الغربي، والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
بينما نفذت طائرات حربية غارتين على مناطق في بلدة اللطامنة بعد منتصف مساء الجمعة، دون أنباء عن خسائر بشرية، وترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة كذلك قصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل الجمعة مناطق في قريتي القنطرة وبريغيث في الريف الجنوبي.
في حين قصفت طائرات حربية بعد منتصف ليل الجمعة مناطق في بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي عند الحدود الإدارية مع محافظة حمص، في حين استهدفت الفصائل المعارضة بعد منتصف ليل الجمعة بقذائف الهاون، تمركزات لقوات الحكومة في حواجز الزلاقيات والبويضة ومعركبة في ريف حماة الشمالي.
وقصفت القوات الحكومية ليل الجمعة بقذائف الهاون، مناطق في درعا البلد في مدينة درعا، كذلك تعرضت بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة مناطق في مخيم درعا في مدينة درعا، لقصف صاروخي دون أنباء عن إصابات، بينما فتحت القوات الحكومية بعد منتصف ليل الجمعة نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة اليادودة في ريف درعا.
وفي دمشق سمع دوي انفجار كبير في منطقة مخيم اليرموك الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" حيث تبين فيما بعد أنه صاروخ أرض- أرض أطلقته القوات الحكومية على مقر رئيس للتنظيم المتطرف، واستهدفت مروحيات القوات الحكومية ليلاً المشفى الميداني الوحيد في مدينة داريا ببراميل متفجرة ما تسبب باشتعال النيران بشكل كبير في المشفى وأخرجته عن الخدمة بحسب ما ذكرت وسائل إعلام معارضة، إلى ذلك نفت وزارة الدفاع الروسية الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام غربية عن شن الطيران الروسي غارة على حي القاطرجي في حلب أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، الجمعة 19 أغسطس/آب، تعليقًا على الأنباء حول الغارة التي قيل إنها تمت الأربعاء 17 أغسطس/آب: "إننا شددّنا أكثر من مرة على أن الطائرات التابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية في سورية، لا تستهدف أبدًا أهدافًا واقعة داخل المناطق المأهولة، وذلك يشمل حي القاطرجي الذي ذكرته وسائل الإعلام الغربية، وهو مطل على اثنين من الممرات التي تم فتحها في إطار العملية الإنسانية الروسية من أجل ضمان الخروج الآمن للمدنيين".
وذكر كوناشينكوف أن وسائل إعلام تناقلت الخميس صورًا وفيديوهات لطفل اسمه عمران يبلغ من العمر 5 أعوام، تم إنقاذه من تحت أنقاض مبنى مدمر في حي القاطرجي في حلب، وأن التقارير نقلت عن نشطاء ومتطوعين في مركز حلب الإعلامي أن المبنى دُمّر جراء غارة جوية شنها الطيران الروسي مساء 17 أغسطس/آب.
وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن ضباط مجموعات الرقابة التابعة للمركز الروسي المعني في مصالحة الأطراف المتنازعة، المتواجدين في وسط حلب، يسجلون يوميا عمليات قصف يشنّها المتطرفون بواسطة راجمات صواريخ يدوية الصنع، على الطرق والشوارع والمنازل السكنية القريبة من الممرات الإنسانية.
واعتبر أن المتطرفين يلجأون إلى هذه الوسيلة من أجل منع سكان أحياء حلب الشرقية الذين تحولوا عمليًا إلى رهائن في أيديهم، من الحصول على أي مساعدة بما في ذلك المساعدات الطبية، ووصف كوناشينكوف الوضع الحرج الذي يواجهه المدنيون العالقون في الأحياء الشرقية في حلب، بأنه مأساة إنسانية، ووصف استغلال بعض وسائل الإعلام الغربية لهذه المأساة في اختلاق تقارير دعائية تحمل طابعًا معاديًا لروسيا، بأنه "جريمة أخلاقية".
وتعرض مساء الأربعاء حي القاطرجي في حلب، لغارات جوية عدة، أدت إلى انهيار بناء سكني يسكنه مدنيون، وأظهر تسجيل بثه ناشطون، صورًا للطفل عمران دقنيش صاحب الخمسة أعوام، وتم انتشاله من بين الأنقاض، ونقله إلى سيارة الإسعاف، وما جعل تحرك مشاعر ملايين البشر في مناطق العالم، هو طريقة جلوسه على الكرسي والدماء تكسوا وجهه، و كيفية نظراته لمحيطه، الأمر الذي أشعل معه مواقع التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر