الدار البيضاء : جميلة عمر
لم تتمكن السلطات في مدينة خنيغرة من إطفاء غضب 200 عامل منجمي، الذين اختاروا الاعتصام والإضراب عن الطعام، منذ الاثنين الماضي في باطن الأرض بمناجم جبل عوام التي يصل عمقها إلى حوالي 600 متر، احتجاجا منهم على أوضاعهم الاجتماعية وظروف العمل.
ويخوض العمال الذينيتم تأطيرهم من قبل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، اعتصامهم في باطن الأرض، في الوقتالذي لم ينفع دخول السلطات الإقليمية على الخط للإشراف على حوار بين ممثليهم النقابيين والشركات المستغلة للمنجم، في دفعهم إلى تعليق الاعتصام، ولم يقف الأمر عند العمال المضربين عن الطعام ، بل التحقت زوجات وأسر المعتصمين بالمنجم الرئيسي لجبل عوام بقيادة مريرت، وقررن بدورهن الاعتصام في بوابته، تضامنا مع أزواجهن.
وعن أسباب الاحتجاج ، فتعود الى عدم رضا العمال عن الأوضاع التي يعملون فيها والتعويضات التي يتلقونها وعدم التزام أرباب العمل بتطبيق مدونة الشغل والقوانين ذات الصلة بالعمل في المناجم، كذلك حدث توترا بين نقابتي الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، دخلت على خطه "الباطرونا"، محاولة استمالة مكتب نقابي ضد آخر، ساهم في اتخاذ قرار المغامرة بأرواح عشرات العمال، بدعوتهم إلى تنفيذ اعتصام في أعماق باطن الأرض. وانطلق ذلك التوتر، بمبادرة العمال إلى مغادرة الاتحاد المغربي للشغل، وتأسيس مكتب نقابي تابع للاتحاد العام للشغالين، بسبب ما اعتبروه سيطرة «الباطرونا»، ممثلة في الشركة الأم المستغلة للمنجم وشركات المناولة التابعة لها، على التنظيم النقابي الأول، وقامت بتوقيع اتفاق معه، هو الذي فقد ثقة العمال، ويصرون على أنه لم يعد يمثلهم، فاختاروا التصعيد تحت لواء النقابة الجديدة.
وحسب مذكرة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن ظروف العمل في مناجم جبل عوام (يستخرج منها الرصاص والزنك والفضة والذهب)، بمنطقة مريرت في خنيفرة، تعد من الأسوأ في القطاع المنجمي على الصعيد الوطني، بداية بالأجور والتعويضات، والسلامة البدنية للعمال وعدم تطبيق القانون في ما يتعلق بحوادث الشغل، زيادة على عدم ترسيم عمال يشتغلون منذ عشرات السنين، والحرمان من إمكانية الاستفادة من التقاعد، ويشتكي العمال أيضا
من "هضم" حقوق ضحايا حوادث الشغل بالمناجم، بما في ذلك المتوفون إما بالسقوط من المصاعد أو الاختناق أو الصعقات الكهربائية، وهي الحوادث التي تتكرر كثيرا بسبب عدم التقيد بإجراءات السلامة الخاصة بالعمل المنجمي، كما يتهمون ممثلي وزارتي الطاقة والمعادن والتشغيل والشؤون الاجتماعية، بالانتصار دوما لأرباب العمل بالمنطقة في مواجهة النقابات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر