الدار البيضاء - جميلة عمر
طالب قرر الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة في مجلس المستشارين بتشكيل لجنة تقصي حقائق، للبحث في قضية نفايات أوروبا، و ذلك وفق الشروط الواردة في الفصل 67 من الدستور، والقانون التنظيمي 085.13. و جاء الإعلان الرسمي عن هذه المبادرة في كلمة للمستشار العربي المحرشي، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس المستشارين، على أن تلي هذه المبادرة عملية تنسيق وتشاور مع مختلف الفرق النيابية، سواء في مجلس المستشارين أو مجلس النواب.
وأوضح "المحرشي" أن المطالبة بلجنة التقصي جاء بعد إبرام الحكومة المغربية لاتفاقية مع نظيرتها الإيطالية، مفادها استقبال الأراضي المغربية لـ 2500 طن من النفايات المطاطية والبلاستيكية، قبل أيام، في ميناء "الجرف الأصفر"، تمهيدا لحرقها في معمل للإسمنت، وذلك نظرًا لما يشكله استقبال هذه النفايات السامة من خطورة متوقعة على صحة و سلامة المواطنين والبيئة.
من جهة أخرى، وحسب مصدر مطلع، بعث مجلس الشباب المغربي الديموقراطي في فرنسا برسالة إلى شركة "ديكو"، التي قامت بمعالجة النفايات التي استقبلها المغرب من إيطاليا. وحسب الرسالة، فإن مجلس الشباب الديمقراطي طلب من الشركة معرفة مصدر تلك النفايات، ومكان جمعها، ومدة تخزينها. وطالب بزيارة معمل المعالجة برفقة صحفيين، لتوضيح الصورة. وجاء في الرسالة أن المجلس توصل إلى معلومات تُفيد بأن النفايات تم شحنها عبر ميناء أورتونا، بتاريخ 17 يونيو / حزيران 2016 بواسطة ناقلة بحرية هولندية، قامت بنقلها إلى المغرب بتاريخ 23 حزيران، وصولاً إلى الجرف الأصفر بتاريخ 25 حزيران، حيث تم البدء في إفراغها. بعدها اتجهت لسفينة نحوالبرتغال، وهي اليوم في طريقها إلى بريطانيا.
واعتبر مجلس الشباب المغربي الديموقراطي أن كلام مسؤول وزارة البيئة المغربية، الذي جاء ليؤكد أن النفايات سليمة، يُعتبر متناقضًا، حيث قال في نفس الوقت أنه يلزم أسبوعين لاستصدار تقريرين يفيدان بسلامة الشحنة من المختبرات. وتساءل المجلس: "كيف يؤكد أن النفايات غير مضرة قبل إصدار أي تقرير يؤكد ذلك؟"، وأضاف: "وإذا كانت النفايات غير مضرة كما يقول، فما الحاجة أصلاً إلى إجراء اختبارات؟ نحن نعتبر كلامه هذاغيرجدي وغير صحيح".
كما تساءل المجلس: "لماذا لم تؤخذ عينات وتجرى اختبارات قبل قدوم الشحنة؟ ولماذا حتى الآن لم يتم عرض وثائق تثبت سلامة النفايات منذ نشوء الأزمة، والوزارة تتحدث دون الإدلاء بأي شيء رسمي يدل عل سلامتها، وهل يحتوي معمل لافارج (شركة الإسمنت) على المستلزمات الضرورية الدولية لتصفية الانبعاثات بعد حرق هذه النفايات؟".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر