غزة ـ محمد حبيب
تظاهر المئات من سكان المستوطنات الواقعة في محيط قطاع غزة مساء السبت للمطالبة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع قطاع غزة تضمن الهدوء لمستوطنات الجنوب لفترة طويلة حيث نظمت المظاهرة على مفرق مستوطنة "شاعر هنيغيف" تحت شعار "نوقف الحرب القادمة".
وقالت "حركة من أجل مستقبل النقب الغربي" التي نظمت المظاهرة في بيان الدعوة إن «هدف المظاهرة هو دعوة الحكومة الإسرائيلية لتوفير الهدوء لمنطقة الجنوب من خلال تسوية سياسية تضع حدا للوضع الذي لا يحتمل». واتهم المشاركون الحكومة بأنها تخلت عن سكان الجنوب، فيما قال أحد المتحدثين إن الحل لا يمكن أن يتحقق عسكريا ودعا الحكومة إلى المبادرة للتوصل لاتفاق يضمن الهدوء لسنوات طويلة.
ووصفت سكرتيرة "كيبوتس ماغين" الوضع الحالي بأنه "سيرك يجب أن يتوقف". وألقى رئيس مجلس "شاعر هنيغيف"، ألون شوستر الذي كرر دعوته للتوصل إلى اتفاق سياسي مع حركة حماس يضمن الهدوء لفترة طويلة. وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت في الأيام الأخيرة أن الكثيرين من سكان مستوطنات «غلاف غزة» عبروا عن نيتهم مغادرة المستوطنات خلال فترة الأعياد والتوجه إلى مكان آخر خشية تجدد القصف الصاروخي.
وعبرت مواطنة من مستوطنة العين الثالثة عن خيبة أملها من نتائج الحرب، وقالت ميرا كوهين من مستوطنة العين الثالثة التابع لمجلس إشكول: "لم نعتقد أن الأمور ستبدو بشكل مغاير بعد أن أنهوا الحرب بهذه الطريقة، لم نتوقع شيئ آخر".
وأضافت: الكثيرون من سكان الكيبوتس توصلوا إلى نتيجة، بأن هناك احتمال كبير لتجدد إطلاق النار، وبدأوا بدراسة قضاء فترة الأعياد بعيدا عن بيوتهم. لدينا مخاوف طوال الوقت، والخشية من عمليات إطلاق في رأس السنة تتزايد، وهناك الكثير من العائلات التي بدأت بالبحث عن مكان لقضاء العيد، ونحن نتفهم شعورهم بالخوف الحقيقي والملموس".
في سياق متصل قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن إسرائيل تتوقع مفاوضات صعبة مع الفلسطينيين في القاهرة، في وقت ترفض فيه المطلب الفلسطيني بإقامة ميناء في غزة فيما ترفض الفصائل الفلسطينية مطلب إسرائيل بتجريدها من السلاح. وفي غضون ذلك، صرح رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون، أنه إسرائيل ستتمتع بالأمن عندما يكون هناك أمل لدى الفلسطينيين.
ونقل موقع "واللا" الالكتروني، الأحد، عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه "نتوقع مفاوضات صعبة في القاهرة"، مضيفا أن "إسرائيل ستصر بشدة على مطالبها الأمنية. ولم يتم تحديد جدول زمني للمحادثات عدا جولة قصيرة ستجري هذا الأسبوع".
ومن المقرر أن يصل الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، حيث ستجري جولة مفاوضات قصيرة تنتهي في اليوم التالي، الأربعاء، الذي يصادف عشية عيد رأس السنة العبري وسيغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة.
حيث أعلن مسؤولون فلسطينيون ومصريون، اليوم، أن استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة سيكون الأربعاء المقبل، في القاهرة، وسيسبقه لقاء بين حركتي "فتح" و"حماس".
وقال هؤلاء المسؤولين إن القاهرة "دعت الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف هذه المفاوضات في القاهرة، وفق هذا التاريخ". وأوضحت أنه "سيسبق ذلك دعوة حركتي فتح وحماس إلى حوار بين الفصيليين في القاهرة، في الثاني والعشرين من هذا الشهر أيضاً"، أي بعد غد الإثنين. ونقلت صحيفة "معاريف-هشبوع" الإسرائيلية هذه الليلة عن مصادر إسرائيلية تأكيدها لإرسال الوفد الإسرائيلي للمحادثات الثلاثاء القادم.
وفي ذات السياق، ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أن القيادة المصرية دعت الأطراف لاستئناف المفاوضات الأربعاء إلا أن إسرائيل طالبت بتقديم الموعد نظراً لأنه يصادف مساء عيد رأس السنة بالتقويم اليهودي.
هذا ووضع مركز بيجن السادات في تل ابيب تقريراً استراتيجياً إسرائيلياً بعنوان "الحرب المقبلة مع حماس"، وهو التقرير الذي يتطرق إلى العديد من الزوايا والقضايا الاستراتيجية الهامة، والتي تكشف عن الجوانب الخفية لهذه الحرب.
وأشار التقرير إلى أنه "في الأسبوع الماضي، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول دبلوماسي كلاماً يحذر من أن حركة حماس استأنفت تصنيع الصواريخ، وشرعت في إعادة بناء الأنفاق الإرهابية التي دمرتها قوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية الأخيرة في قطاع غزة".
وأضاف "لكن هذه التقارير الإعلامية كانت مجرد محاولات لبرهنة مدى فشل عملية الجرف الصامد، أكثر مما هي حصيلة معلومات موثوقة، ومع ذلك ستستأنف حركة حماس تصنيع الصواريخ وحفر الأنفاق في وقت ما في المستقبل".
ويتابع "في نهاية المطاف، إن جوهر اتفاق وقف إطلاق النار هو التالي: يحافظ الجانبان على التهدئة، وفي الوقت نفسه يستعدان للمواجهة القادمة، إن في إمكان أي شخص أن يرى أن تجنب التحضير لمواجهة مستقبلية، لا بل الحيلولة كلياً دون احتمال مواجهة مستقبلية، كانا يقتضيان إدارة العملية العسكرية الأخيرة بطريقة مختلفة، إذ كان يتوجب على الجيش الإسرائيلي إعادة السيطرة على قطاع غزة، أو على الأقل مدينة غزة ومحيطها المباشر، ودفع الثمن الذي يقتضيه الاحتلال في سبيل تنظيف المدينة".
ويضيف "كما كان على إسرائيل أن تضحي بالمزيد من الجنود الإسرائيليين، وأن تقتل المزيد من الفلسطينيين، بما في ذلك الكثير من المدنيين، وكان يمكن أن يستغرق احتلالها فترة قصيرة، ولكن عملية التنظيف كانت ستستغرق عدة أشهر، كما أن الأضرار الناجمة عن القتال، والتنظيف اللاحق وتدمير الأنفاق سيكونان هائلين، وأكبر بكثير من الخراب الذي لحق بالفلسطينيين عملياً (وهو ليس قليلاً)، وأخيراً، كانت إسرائيل ستبقى الطرف الوحيد الذي يتوجب عليه بحكم القانون إعادة إعمار وتأهيل قطاع غزة وسكانه".
واللافت أن التقرير يطالب بالاستعداد للمواجهة المقبلة مع حماس قائلا: "من هنا، ومن دون أي أوهام بشأن المستقبل، ينبغي أن نستعد للعملية المقبلة، وفي الوقت نفسه بذل كل الجهود الآيلة لإبعاد موعد هذه العملية المرتقبة إلى أقصى حد ممكن، وهذا أمر ممكن، لكن في سبيل تحقيقه، علينا أن نؤسس لسياسة واضحة تردّ إسرائيل بموجبها على كل خرق لوقف إطلاق النار بقوة وعلى الفور".
ورغم كل هذا تطرق التقرير إلى المفاوضات المزمع إجرائها بين مصر وحماس قائلاً: "في المفاوضات التي ستبدأ قريباً في القاهرة، ستلعب مصر دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، ستخضع إسرائيل لضغوط بهدف السماح بإعادة إعمار قطاع غزة، الدمار هناك واضح جداً في المناطق التي اشتدت فيها وطأة القتال، وفي الأجزاء التي ضمّت مراكز القيادة ومنشآت تصنيع أسلحة، الدمار شديد، لكن في أماكن معيّنة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر