حدد الشريك المؤسس لـ"مايكروسوف", بول آلين موقع حطام أكبر سفينة حربية شيدت من قبل الفلبين، بعد أكثر من 70 عامًا على غرقها أثناء الحرب العالمية الثانية.
ونشر ألين صور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للسفينة الحربية اليابانية الضخمة "موساشي"، التي غرقت من قبل قوات الولايات المتحدة في العام 1944 إثر معركة "ليتي غلف".
وأظهرت لقطات تم أخذها على عمق أكثر من نصف ميل, الاثنين, قمة أقحوان من العائلة الإمبراطورية اليابانية.
وأظهرت لقطات أخرى أحد المراسي تزن 15 طنًا وصمام مغلف بالنمو البحري.
في رسالة أخرى على "تويتر", كتب ألين: رحم الله طاقم "موساشي"، الذين يقرب أعدادهم نحو 1023 شخصًا.
وبنيت السفينة الثانية من درجة "ياماتو" للقوات البحرية الإمبراطورية اليابانية، وتم إطلاق "موساشي" في تشرين الثاني/ نوفمبر 1940، وتزن 72 ألفًا و800 طنًا بعد حملها بالكامل.
وعلى بعد أكثر من 800 قدمًا من الرضوخ وبشعاع من 121 قدمًا، كانت السفينة قادرة على التحرك لأكثر من 27 عقدة، بمقدار 8 آلاف و300 ميلًا.
وخططت اليابان في الأصل لبناء 13 سفينة حربية من الدرجة "ياماتو" لكن تم الانتهاء فقط من "ياماتو" و"موساشي" قبل نقص المواد الخام ما اضطر الجيش لوقف ذلك البرنامج.
وكان يجري بناء سفينة ثالثة، "شينانو"، ولكن تم تحويلها إلى حاملة طائرات عندما أصبح واضحًا أنَّه تم تجاوز عصر البوارج من قبل القوة الجوية البحرية.
وتم إطلاق "موساشي" في أوائل العام 1943 إلى قاعدة "تراك" في المحيط الهادئ الياباني, والمعروفة باسم "جبل طارق في المحيط الهادي" بسبب دفاعاتها وأهمية استراتيجية.
في تشرين الأول/ أكتوبر، أوفدت "موساشي" مع أسطول من 67 سفينة لرمي الإنزالات الأميركية في جزيرة ليتي الفلبينية, ورصدت من قبل طائرة استطلاع من أسطول الولايات المتحدة في 24 تشرين الأول/ أكتوبر، وضربت "موساشي" بواسطة طوربيد عمل على خفض سرعتها.
تسببت موجات الهجمات التي شنتها الطائرات الأميركية تلفًا بطول السفينة الحربية، وتقول سجلات الخارجية الأميركية إنَّ "موساشي" أصيبت بـ19 طوربيد و17 قنبلة، حتى انقلبت وغرقت, ونجا 1.376 رجلًا فقط من 2.399, واختار القبطان توشيهيرا إنوغوتشي أن يغرق مع سفينته.
كانت خسارة "موساشي" ضربة خطيرة لسلطة اليابان البحرية المهيبة، بالرغم من أنَّ المؤرخين يتفقون أنها لم تكن قادرة على تغيير نتيجة الحرب في المحيط الهادئ، الذي تم السيطرة عليه بالفعل من قبل حاملات الطائرات.
وأعلن اليابانيون خسارة السفينة الأخرى، "ياماتو"، في مهمة انتحارية ضد الغزو الأميركي لأوكيناوا في شهر نيسان/ أبريل العام 1945، وكانت الضربة أكثر دراماتيكية بكثير من الروح المعنوية, وضربت مرة أخرى عن طريق الطوربيدات والقنابل التي أسقطتها الطائرات الأميركية، وانفجرت وتركت سحابة الفطر التي ارتفعت حوالي 4 أميال.
وتم تحديد موقع حطام "ياماتو" في العام 1982 على بعد 1.120 قدم من الماء, حوالي 180 ميلًا إلى الجنوب الغربي من جزيرة كيوشو اليابانية.
ويُعد ألين المولود في مدينة سياتل الأميركية (62 عامًا) من أغنى 51 رجل في العالم، وفقًا لمجلة "فوربس"، بثروة قدرها 17.5 مليار دولار أميركي، وكان مهتمًا باكتشاف حطام السفن ذات الأهمية التاريخية، فضلًا عن استكشاف الفضاء لفترة طويلة.
بدأ بحثه لـ"موساشي" منذ أكثر من ثماني سنوات، وكتب على السجلات التاريخية لأربع دول، من خلال بيانات تحت البحر الطبوغرافية المفصلة والتكنولوجيا المتقدمة على متن يخته, بالرغم من مشاركة العديد من شهود العيان، ظل الموقع الدقيق للسفينة غير معروف لمدة71 عامًا.
قام فريق السيد ألن بالجمع بين البيانات التاريخية مع التكنولوجيا المتقدمة لتضييق مجال البحث، مع مسح الأعماق لقياس الارتفاع من قاع المحيط لتحديد التضاريس, وتم استخدام هذه البيانات للقضاء على مساحات واسعة لفريق البحث, وساهمت أيضًا في اكتشاف خمس ميزات جغرافية جديدة على أرض بحر سيبويان.
بدأ فريق العمل, في شباط / فبراير الماضي بإجراء المرحلة الأخيرة من البحث باستخدام "ذات الزعانف الزرقاء-12" الشاحنات ذاتية التحكم تحت الماء, لأنَّ منطقة البحث قد تم تحديدها بفارق ضئيل عن طريق المسح السابق، كان "AUV" قادرًا على كشف حطام "موساشي" فقط في الغوص الثالث, وأكدت سيارة تعمل عن بعد بكاميرا عالية الوضوح هوية حطام "موساشي".
وقال السيد ألين: منذ شبابي فتنت بتاريخ الحرب العالمية الثانية، مستلهمًا ذلك من خدمة والدي في الجيش الأميركي, إنَّ "موساشي" حقًا أعجوبة هندسية، ولدي تقدير عميق للتكنولوجيا والجهد الذي بذل في بنائها.
وأضاف: يشرفني أن العب دورًا في إيجاد هذه السفينة الرئيسية في تاريخ البحرية وتكريم ذكرى شجاعة لا تصدق للرجال الذين خدموا على متنها.
وأكد السيد ألين أنَّ فريق البحث وضع في اعتباره مسؤولية تتعلق بحطام "موساشي" بأنَّها مقبرة الحرب وينووا العمل مع الحكومة اليابانية لضمان تعامل الموقع باحترام وفقُا للتقاليد اليابانية.
في عام 2012، أقرض ألين يخت "M / Y الأخطبوط" إلى الحكومة البريطانية للبحث عن جرس "HMS هود"، الذي غرق من قبل بيسمارك في أيار/ مايو 1941, وكان بحث مضيق الدنمارك بين غرينلاند وايسلندا غير ناجح، بسبب سوء الأحوال الجوية والتيارات القوية في أعماق 9.200 قدم حول الحطام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر