كشفت صحيفة أميركية، عن معلومات بشأن آلة تجنيد "داعش"، في تقرير إعلامي، والذي جاء فيه قيام أحد الأئمة بمحاولات استقاء معلومات من مراهق حاول التنظيم تجنيده.
وذكرت الصحيفة أن الإمام محمد ماجد حاول أن يكون على اتصال منتظم مع المراهق الذي جاء إليه قبل بضعة أشهر، بناءًا على إلحاح عائلته، لمناقشة طريقة "داعش" في استمالته وتجنيده عبر الإنترنت للعمل لدى التنظيم في سورية والعراق.
واندفع الإمام وهو باحث بقوة لرده، وقد تدخل بنجاح في خمس حالات آخرين لإقناعهم بالتخلي عن خطط القتال في الخارج.
وذكر الإمام أن جهود تنظيم "داعش" للتجنيد أصبحت مستمرة وأكثر إثارة للقلق.
وأضاف الإمام الذي التقى بهذا الشاب أن "المجندين لن يتركوه، فقد كانوا على اتصال به عبر وسائل الاتصال الاجتماعي كل ساعة، وأنهم غردوا له في الليل، وفي الصباح، وإذا تحدثت مع ذلك الشاب لمدة ساعة، فإنهم يحدثوه لمدة ساعتين".
وكان الرئيس أوباما قد وصف الأربعاء الماضي مكافحة التطرف العنيف بأنها "تحدي الأجيال" الذي من شأنه أن يتطلب تعاون الحكومات والزعماء الدينيين والمعلمين ومنفذي القانون، ولكن حتى قبل أن يدعو أكثر من 60 دولة للانضمام إلى ذلك الجهد، فإن ظهور "داعش" والهجمات من قبل متطرفين محليين في كل من باريس، أوتاوا وكوبنهاجن وسيدني، أستراليا، قد دفعت المسلمين الأمريكيين إلى عمل شيء ما.
وأوضحت الصحيفة أن علماء الدين الإسلامي هنا وفي أماكن أخرى ظهروا بالفعل بانتظام في برامج الوقاية والمناقشات بشأن مكافحة التطرف العنيف، وغالبًا بمساعدة من موظفي إنفاذ القانون وتدريب مكافحة التوظيف الذين يؤكدون أن مخاطر الإنترنت للشباب المسلمين ذهبت إلى ما هو أبعد من المواقع الإباحية.
وشرع داعش في نشر النداءات على الإنترنت للمراهقين إلى جانب بث أشرطة فيديو للإعدام بطريقة مروعة، مما ينمي الشعور بالخطورة الملحة. ولايزال بعض رجال الدين المسلمين يقاومون التعاون مع الحكومة، خوفًا من أن يتم المساهمة في التنميط الديني والتعصب ضد المسلمين، فالكثير قد استجاب إذ قام بالتواصل مع الشباب المتحمس دينيًا الذين يشعرون بالغربة في الغرب واعترفوا أنهم كانوا عرضة لدعوة "داعش" للمساعدة في بناء مدينة فاضلة ملتزمة.
وذكر رضوان جاكا -وهو أب لستة أبناء ورئيس مجلس إدارة جمعية مسلمي جميع مناطق دالاس- أن "العدد الذي انضم لهم صغير، ولكن شخص واحد يصل للتطرف هو رقم كبير جدًا" ويعتبر الإمام ماجد هو الزعيم الروحي.
وأضاف "أنه بالتوازن: يجب علينا التأكد من عدم نمطية شبابنا بأي شكل من الأشكال، لكننا ما زلنا نتعامل مع القضية الحقيقية لعزلهم عن أي تهديد محتمل من قبل التطرف".
وأفرد جاكا مثالًا للحوار مع شباب مسلمين من بينهم شاب يدعى أمير، وهو مبرمج كمبيوتر بالغ من العمر 22 عامًا في ولاية فرجينيا، الذي أخبره أنه واجه أشرطة فيديو متطرفة لـ"داعش"، وكان حديث الإيمان يكافح من أجل التكيف مع الحياة في الولايات المتحدة مع إيمانه.
وأوضح أمير أن ما يثير غضبه هو الاضطرار إلى العمل في مكتب مع نساء مسلمات قمن بتغطية رؤوسهن لكنهن يرتدين الملابس التي اعتبرها انها ضيقة جدًا.
وأضاف أنه لا يحب رؤية صورٍ لأشخاصٍ على الجدران، أو إعلانات لبطاقات الائتمان، والتي قال إن الإسلام حرمها، "في كل مرة أقول فيها تلك الأمور، لا أحد يسمعني.. لقد شعرت بالتأكيد أني شخص غريب."
وأكد أنه بدأ التحرر من وهم "داعش"عندما قامت الجماعة بقطع رأس بيتر كاسيغ الذي ذكرت تقارير إعلامية عنه أنه اعتنق الإسلام، وفيما بعد أعدمت الطيار الأردني.
وتطرق أمير في المحادثات الطويلة مع الإمام ماجد، إلى مقاطع في القرآن التي تحرم قتل المسلمين الآخرين والنساء والأطفال الأبرياء.
ومن ثم استنتتج أمير أن "داعش" زرعت الفوضى والكراهية، التي يمقتها النبي محمد.
وقال أمير الذي رفض ذكر اسمه كاملًا خوفًا من المتطرفين"ظهر لي تنظيم داعش" مثل حلوى ولكني الآن أعتقد أنهم من المنحرفين."
ووصف الإمام ماجد أمير بأنه "نوع من الأشخاص الذين هم عرضة لداعش" وهو شاب مسلم يشعر بالغربة مع أحكام مطلقة إما أسود أوأبيض، كما يبحث عن هدف ومغامرة، مضيفًا غالبا ما يكون من الصعب تحديد أي الناس الأكثر عرضة للخطر.
وفي ضواحي فرجينيا - حيث يميل الآباء المسلمين للاهتمام بالعمل ويغرقون في الثقافة الأميركية، يقضي أطفالهم وقتًا طويلًا في مجمع التسوق أو مشاهدة أشرطة الفيديو المتطرفة.
ولايزال التهديد موجودًا، وخصوصًا بالنسبة لأولئك الذين ينشطون في الذهاب للمساجد، فالعديد من المتطرفين محليين غربيين حديثي الإيمان بسبب معلوماتهم الدينية القليلة.
ويكافح كثير من الآباء وعلماء الدين من أجل تركيز جهودهم، فالإمام ماجد، على اتصال منتظم مع "إف بي أي" والوكالات القانونية الأخرى، وقال إن الشبان الذين استشاروه قدموا من خلفيات أسرية مختلفة.
وذكرت حميرة خان من مؤسسة مافلهان، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن يركز على مكافحة التطرف العنيف، لا توجد سمة شخصية ثابتة لأولئك الذين يتم استهدافهم للتجنيد أو الاهتمام من قبل المتطرفين.
وقالت في مقابلة في ولاية فرجينيا في أواخر الشهر الماضي"لا يوجد نمط، وهذا ما يجعل الأمر صعبًا على الجميع".
وأضافت "يمكن أن يكونوا من أي اتجاه، أي مجموعة عرقية اجتماعية أواقتصادية، في أي منطقة جغرافية. بل في كثير من الأحيان الرجال أكثر من النساء، وهم أكثر شبابًا ".
ويقدر مسؤولون أن نحو 150 أميركيًا قد سافر، أو حاولوا السفر، للقتال في سورية، وهذا أقل الحال في فرنسا، إذ يقدر أن حوالي ألف شخص ذهبوا إلى سورية، وإنجلترا، أحصت العدد بحوالي 600 شخص وليس فيهم أولئك الذين كانوا على اتصال مع المتطرفين على الإنترنت، وقرروا عدم الانضمام.
وبين الإمام ماجد أنه بالإضافة إلى ذلك الشخص الذي تحدث عن الذهاب، فإنه علم عن مسلم شاب من ولاية فرجينيا غادر أخيرًا للانضمام لـ"داعش" في سورية. (وقال إنه لم يلتق قط هذا الرجل أو كانت لديه فرصة لإثنائه).
واعتقلت الشرطة الأميركية في شيكاغو في تشرين الأول/أكتوبر، شقيقين، تتراوح أعمارهما بين 19 و 16 عامًا، كما اعتقلت شقيقتهما البالغة من العمر 17 عامًا في المطار في طريقها إلى تركيا للانضمام لـ"داعش".
كما أوقفت الشرطة ثلاث فتيات من دنفر، أصغرهن 15 سنة، في مطار في ألمانيا الشهر نفسه في طريقهن للانضمام إلى المسلحين في سورية.
وأفاد الجميع بأنهم جندوا عبر الإنترنت، مما أثار مستويات جديدة من التأمل، الخاص والعام، بين المسلمين الأميركيين من جميع الأعمار.
و في العام الماضي في منتدى الألفية الإسلامية في واشنطن برعاية مجلس الشؤون الاسلامية العامة، ناقش طلاب الجامعات والقادة المسلمين أسباب استقطاب الجماعات الوحشية مثل "داعش" أي مسلم في الغرب بنجاح.
وبعد أكثر من 15 عامًا بالعمل إمامًا، قال الإمام ويب إنه واجه خمس المسلمين فقط يفكرون في ما إذا كان ينبغي الانضمام للجماعات المسلحة العنيفة، "وكانوا جميعًا من الذكور"، و"كان لديهم مشاكل مع الأب .. فلم يكونوا منضمين حقًا لأسباب دينية عقائدية"
وكان للسيدة خان الحاصلة على أربع شهادات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دورًا بارزًا إذ تركت العمل المربح في الاستشارات لتطوير برنامج الوقاية الذي يعالج التطرف والطرق التكنولوجية التي يمكن أن تستخدم للتلاعب بالشباب.
في واحدة من أحداث العام الماضي، إذ جمع نحو 30 من الشبان المسلمين والطلاب من المدرسة الثانوية والمدرسة المتوسطة؛ في مركز وادي فارمنغتون الأميركي الإسلامي في آفون، كونيتيكت.
ووصفت السيدة خان بأنه "ورشة عمل لتأمين الشبكات" بالتعاون معها من أجل التحرك سريعًا للتحول من كيفية اكتشاف المتحرشين بالأطفال لكيفية اكتشاف المتطرفين.
وقال الإمام ماجد في مركزه الاسلامي إنه إذا ما حاول الشباب المسلم اعتناق الفكر من الصعب جدًا تحريره منه، لذا لدينا فرصة للوصول إليهم قبل أن يحدث هذا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر