وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، صباح الثلاثاء، قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، شمال القطاع، وتفقد حي الشجاعية المدمّر شرق مدينة غزة مرورًا بعزبة عبد ربه شرق جباليًا.
ومن المتوقع أن يتفقّد كي مون، بعض المنشآت والمباني المتضررة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إضافة إلى زيارة مناطق متضررة شمال القطاع، وميناء غزة للالتقاء بالصيادين ليستمع منهم الانتهاكات والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال بحقهم أثناء أعمال الصيد.
وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة إياد البزم، أنَّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية تشرف على تأمين موكب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أثناء زيارته القطاع.
وأوضح البزم أنَّ "زيارة بان كي مون تحت حماية أجهزة الأمن العاملة في القطاع وعناصر الوحدات الخاصة بحماية الوفود الدبلوماسية أثناء الزيارة"، مضيفًا أنَّ الأجهزة الأمنية أجرت الترتيبات اللازمة لتأمين الزيارة.
وتابع "الأجهزة الأمنية في غزة أجرت الترتيبات اللازمة لتأمين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لقطاع غزة الثلاثاء والذي سيتفقد أثناءها أثار العدوان على غزة وزيارة بعض مدارس الأونروا التي تعرّضت لقصف الاحتلال ولقاءات أخرى مع وزراء الحكومة في غزة وزيارة المقر الرئيسي للأونروا".
ومن جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أهمية معالجة الأسباب الجذرية وراء عدم الاستقرار في غزة، في حين تتم إعادة بنائها، قائلًا "إنَّ ذلك هو الطريقة الوحيدة لتجنب صراع مأساوي آخر في المستقبل".
وبيّن كي مون، في مؤتمر صحافي عقده في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أنَّ هناك اتفاقا ثلاثيًا بوساطة مكتب الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، انسكو، لرصد والإشراف على نقل البضائع لإعادة الإعمار والتأكد من كفاءة وفعالية التسليم السريع للبضائع.
وشدّد على أهمية إعطاء الاهتمام للضفة الغربية، مدينًا بشدة استمرار النشاط الاستيطاني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والاستفزازات المتكررة تجاه الأماكن المقدسة في القدس.
وفي الجهة المقابلة، عقد كي مون مؤتمرًا صحافيًا مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعربَّ فيه عن قلقه إزاء الخرق الواضح للقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والتي تم الإعلان عنها أخيرًا، وحث حكومة الاحتلال على التراجع عن تلك المخططات، قائلًأ "إنني أشعر بقلق من التحريض المستمر على الأماكن المقدسة في القدس، هذا يؤجج التوترات فقط ويجب أن يتوقف".
ودعا كي مون الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع الاستعداد لتقديم التنازلات الصعبة ولكن الضرورية، مشيرًا إلى أنَّ الوقت قد حان لاستئناف المحادثات وإنهاء الاستقطاب، وأنَّ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام لكلا الجانبين.
يُشار إلى أنَّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، شارك الأحد، في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة الذي انعقد في القاهرة واختتم بالإعلان عن جمع تعهدات مالية بقيمة 5.4 مليار دولار، بحيث يتم تخصيص نصف المبلغ لصالح إعادة إعمار القطاع.
واعتبر كي مون خلال كلمة له في المؤتمر، أنَّ الوضع بغزة لا يزال قابلًا للاشتعال، مشددًا على ضرورة الإسراع ببناء المنازل المدمرة وتحسين أوضاع سكان القطاع، ولافتًا إلى أنَّ خطة الأمم المتحدة للإعمار فيه تحتاج لـ1.2 مليار دولار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر