الدار البيضاء- جميلة عمر
بدأت أشغال مؤتمر الإسلام ومحاربة التطرف في مكة المكرمة، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي التي يوجد مقرها في السعودية، الأحد الماضي، والذي يشارك فيه علماء مسلمون ومنظمات غير حكومية، من مختلف الدول العربية والإسلامية.حضر المؤتمر 700 عالمًا مسلمًا وخبيرًا في مكافحة التطرف؛ من بينهم أكاديميون وممثلو هيئات إسلامية وجمعيات ومفتون وباحثون من المغرب ومصر، وعلى رأسهم الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر في مصر والمفتى العام للمملكة العربية السعودية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ذكر الأمير خالد الفيصل نيابة عن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنَّ التطرف يشوه صورة الإسلام والمسلمين في العالم
من جهته، ذكر إمام الحرم المكي، الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس، أنه لا يمكن أنَّ يدّعي متشددو داعش وجبهة النصرة أو تنظيم القاعدة أنهم من المسلمين.
وأكد أنَّ "هذه الجماعات المتطرفة ليست من الإسلام في شيء، وما جماعة داعش وغيرها.. النصرة والقاعدة وغيرها من الجماعات التي تسلك مسالك العنف إلا أنموذج من الخروج عن منهج الإسلام الحق، منهج السلف الصالح، منهج الوسطية والاعتدال، منهج الرحمة والعفو والحوار والتسامح".
يشارك المغرب بوفد من العلماء ومسؤولين من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ إذ أوضح جدية المغرب في محاربة التطرف، وذلك بانخراطه في المنظومة الدولية لمكافحة التطرف بوضع قوانين حازمة تجرم الالتحاق بالمجموعات المتشددة، وأصدرت الرباط مشروع قانون جديد لتجريم الالتحاق بالتنظيمات المتشددة؛ بغية تطويق ظاهرة التطرف واجتثاثها وتحصين المملكة من مخاطر الجريمة المنظمة، ثم حذر القانون أساسًا من تلقي تدريبات كيفما كانت من أجل الالتحاق بكيانات أو تنظيمات أو عصابات متطرفة داخل المغرب أو خارجه.
وأضاف الوفد أنَّ مشروع القانون الجديد، الذي أعدته وزارة العدل والحريات، يعاقب كل من التحق، أو حاول الالتحاق بكيانات أو جماعات متطرفة مهما كان شكلها وأهدافها، أو مكانها، من 5 سنوات إلى 15 سنة سجنًا، وغرامة تتراوح بين 50 ألف و500 ألف درهمًا، مشيرًا أنه حتى لو كانت الأفعال المتطرفة لا تستهدف الإضرار بالمغـرب أو مصالحه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عاقب المشرع حتى على كل من قام بأيّة وسيلة بإقناع الغير بارتكاب أيّة جريمة من الجرائم أو دفعه للقيام بها، أو تحريضه على ذلك.
جاء مشروع القانون هذا، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية تشكيل حلف دولي لمواجهة تنظيم "داعش"، وتأكيد ذلك في مؤتمر باريس الأخير لـ"الأمن والسلام"، بإعلان 20 دولة غربية وعربية محاربة التنظيم المتطرف في العراق.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر