لندن ـ كاتيا حداد
تفحص وكالات أمنية واستخباراتية بريطانية، مقطع فيديو نشره تنظيم "داعش" المتطرف، لتحديد هوية شخص وصبي يظهران في الفيديو يتكلمان بلكنة بريطانية.
ويعتقد أن الطفل المقاتل الذي هدد بريطانيا بالمزيد من العمليات والهجمات في فيديو "داعش" هو ابن امرأة من لندن تشارك في ما يسمى بـ"جهاد النكاح".
وظهر الصبي وهو يرتدي زي عسكري مع عصبة سوداء تحمل شعار تنظيم "داعش" يعلن فيه عن قتل الكافرين في لقطات جديدة تظهر خمسة رجال مقيدين يرتدون ملابس برتقالية اللون يقتلون بصورة وحشية على يد جلّادين ملثّمن.
ويبدو الطفل في السادسة من عمره، ويعتقد أنه ابن خديجة داري التي نشأت في لويشام جنوب لندن واعتنقت الإسلام عندما كانت مراهقة، وفي عام 2014 نشرت خديجة صورة على حسابها على "تويتر" لابنها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات ويسمى عيسى مبتسمًا وهو يحمل بندقية من نوع AK-47.
وتزوجت خديجة من مقاتل سويدي يُدعى أبو بكر، وتشير التقارير إلى أنه هو أيضًا اعتنق الإسلام في وقت سابق، ولديها أخ أصغر لعيسى يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات، وتشير إليه والدته باسم المجاهد الصغير.
وتبدو صور عيسى ابن خديجة مشابهة للطفل الذي ظهر في الفيديو، وهما بنفس العمر اليوم، خصوصًا وأن الطفلين يملكان شامة في وجههما في نفس المنطقة إلى جانب نفس شكل العيون، وكانت خديجة تركت الحياة في بريطانيا قبل عامين، لتنضم الى صفوف تنظيم "داعش" في سورية، وظهرت في شريط فيديو تحث فيه البريطانيين المسلمين على عدم التصرف بأنانية، وأن يتخلوا عن أسرهم ودراستهم للانضمام إلى خطوط الجبهة الأمامية في الشرق الأوسط.
و ظهر الأسرى الخمسة في آخر فيديو، وهم يعترفون بجرائهم تحت الإكراه قبل أن يعرضوا في منطقة صحراوية نائية ويأمروا بالركوع، فيما يصرخ مقاتل بريطاني باللغة الإنجليزية "الله أكبر" قبل أن يطلق النار مع أربعة آخرين على الأسرى الخمسة من مسافة قريبة، وينتهي الفيديو مع تحذير الصبي ذو البشرة الداكنة للبريطانيين بمزيد من العنف.
ويثير الشريط مخاوف أن الطفل الذي يبدو في الخامسة أو السادسة من العمر قد شاهد إعدام شخص أمام الكاميرا، فقبل قتل الأسرى بدم بارد قال المقاتل البريطاني " هذه رسالة إلى ديفيد كاميرون عبد البيت الأبيض وبغل اليهود." ووصف رئيس الوزراء البريطاني بالأبله وحذره من أن أطفاله سيدفعون ثمن الغارات الجوية البريطانية ضد أهداف للتنظيم في سورية.
وأضاف " كم من الغريب أن نرى اليوم زعيمًا تافهًا مثلك يتحدى بأس الدولة الإسلامية، كم من الغريب أن زعيمًا لجزيرة صغيرة يهددنا بعدد قليل من الطائرات، فيما ظن البعض أنك اعتبرت وتعلمت درسا مما حصل مع سيدك السخيف في واشنطن، وحملته الفاشلة ضد الدولة الإسلامية، ولكن يبدو أنك مثل أسلافك بلير وبراون، فلست أقل منهم تكبرًا، وفي الحقيقة أنت يا ديفيد السخيف الأكبر، فلا أحد يتجرأ على حرب ضد أرض يحكم فيها بشرع الله إلا سخيف والناس فيها يعيشون في عدل وأمان الشريعة، أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في مواصلة القتال تحت راية كاميرون، نقول لهم إن يسألوا أنفسهم، هل تعتقدون حقا أن حكومتكم تهتم لأمركم عندما تقعون في أيدينا، أو أنهم سيتخلون عنكم، كما تخلوا عن هؤلاء الجواسيس الذين جاءوا من قبلهم."
وأشار محللون إلى أن الفيديو الأخير يعتبر محاولة بائسة من داعش لتحويل الانتباه عن فشله العسكري في العراق، بخسارته لمعركة الرمادي، وصرّح مصدر من وزارة الخارجية أن الفيلم يعتبر دعاية لتحويل الانتباه عن عدم قدرة التنظيم على حماية المناطق التي يسيطر عليها.
وأكد قائد البحرية البريطانية السابق لورد ويست " علينا أن نظهرهم في إعلامنا على أنهم سخيفين أكثر من مرعبين."
وردًا على الفيديو، كتب النائب عن حزب العمل صادق خان على حسابه على تويتر " يظهر الفيديو المجرم والمثير للاشمئزاز الأخير لماذا علينا العمل كثيرًا لمعالجة التطرف في بريطانيا." من جانبه أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن الحكومة مدركة للفيديو ورسالته ومحتواه.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر