الرباط - سناء بنصالح، جميلة عمر
أعلن المغرب وأسبانيا، الثلاثاء في الرباط، عن ارتياحهما لنوعية تعاونهما التقني والعملي في مجال الأمن والدفاع الوطني، في ظل تزايد عدد أنشطة التكوين وتبادل الزيارات والتدريبات المشتركة التي يتم إجراؤها بشكل دوري لتعزيز التعاون البيني للقوات.
وأفاد بلاغ مشترك صدر عقب اجتماع لوزراء الداخلية والدفاع في المغرب وأسبانيا، بأن البلدين أبرزا التقدم المحقق منذ التوقيع على اتفاق التعاون في مجال الدفاع، الذي مكن من تعميق أكبر للتعاون الوثيق في مجال الدفاع وتحسين قدراتهما في مواجهة التهديدات التي تحيط بأمن البلدين.
ويشكل هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار اللقاءات الدورية بين مسؤولي البلدين، المكلفين بالدفاع الوطني والداخلية، والذي ينعقد بحضور سفير الملك في مدريد، محمد فاضل بنيعيش وسفير إسبانيا في المغرب، ريكارد ديث هوشليتنر، مناسبة للتباحث والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك،خصوصًا تدبير الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات والوضع الأمني في حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل.
وفي ما يتعلق بمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للقارات، عبر الطرفان عن "ارتياحهما الكبير" بشأن المبادرات التي تم القيام بها في إطار التعاون الوثيق بين المصالح الأمنية بالمملكتين، والتزما بتعزيز أكبر لتعاونهما، خاصة في مجال مكافحة تهريب المواد المخدرة عبر السبل الجوية والبحرية.
ويجسد إحداث مفوضيات مشتركة وكذا مخطط تيلوس الذي تم إطلاقه بشكل مشترك بين الحرس المدني الإسباني والدرك الملكي، بشكل تام الطابع المتفرد لهذا التعاون، يوضح البلاغ المشترك، مضيفا أن المغرب يبرز نجاعة الإجراءات المتخذة من قبل إسبانيا لمراقبة والقضاء على تهريب المخدرات عبر الطائرات الخاصة الخفيفة، عبر مضيق جبل طارق.
وفي ما يتعلق بقضية الهجرة، أشاد الوفدان، اللذان يضمان عن الجانب المغربي وزير الداخلية، محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي إدريس ونظرائهم من الجانب الإسباني وزير الدفاع بيدرو مورينيس ووزير الداخلية بيدرو مورينيس، بالنتائج الملموسة للتعاون الثنائي في هذا المجال والتزما بتعزيزها بشكل أفضل، كما اتفقا على العمل، سواء على المستوى الإقليمي أو المتعدد الأطراف، للمساهمة بشكل فاعل في مكافحة تدفقات الهجرة غير المشروعة، من خلال مقاربة أمنية وإنسانية، تربط الهجرة بالتنمية المشتركة.
من جهة أخرى، جدد الوفد الإسباني التأكيد على دعم الحكومة الإسبانية للسياسة الجديدة للهجرة التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي مكنت من تسوية وضعية حوالي 20 ألف مهاجر واندماجهم، خاصة من خلال تمكينهم من الولوج إلى التعليم والتشغيل والخدمات الاجتماعية الأساسية،.
كما جدد مسؤولو البلدين التأكيد على ضرورة أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار في تدبير قضية الهجرة، معبرين عن انشغالهم إزاء تصاعد الأحداث المأساوية التي شهدها البحر الأبيض المتوسط، ومعربين عن الأسف لفقدان العديد من الأرواح البشرية مما يسائل، إلى جانب البلدان المجاورة، مجموع المنتظم الدولي .
من جانب آخر، تطرق المسؤولون المغاربة والإسبان إلى الجهود التي يبذلها البلدان لضمان السير الجيد لعملية العبور "مرحبا 2015"، التي تشكل، على غرار العمليات السابقة، نموذجا للتعاون في المجال، يقوم على المرونة والأمن وراحة المسافرين.
ونوه الجانبان بعلاقات التعاون والشراكة النموذجية التي تربط المملكتين، خاصة في مجالات الأمن الداخلي والدفاع الوطني، والتي تعززها روابط الصداقة والأخوة بين الملك محمد السادس و الملك فليبي السادس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر