أبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأمم المتحدة، الاثنين، أنَّه طلب من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بدء وقف لإطلاق النار في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر، بحيث يتزامن مع محادثات سلام ترعاها المنظمة الدولية تهدف إلى إنهاء أشهر من القتال سقط فيها حوالي ستة آلاف قتيل.
وأوضح هادي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "أبلغت قيادة الائتلاف أننا ننوي بدء وقف لإطلاق النار لمدة 7 أيام من الخامس عشر إلى الحادي والعشرين من ديسمبر بالتلازم مع المشاورات"، قائلًا إن "وقف إطلاق النار “سيجري تجديده تلقائيا” إذا التزم به الجانب الآخر".
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الاثنين أن محادثات السلام بين الأطراف اليمنية ستبدأ في جنيف الثلاثاء المقبل، مشيرًا إلى أن هادي وعد بالدعوة إلى وقف للنار في الموعد ذاته، وحثّ ولد الشيخ الأطراف اليمنيين على التزام هدنة إنسانية تتزامن مع المفاوضات من أجل إشاعة أجواء بنّاءة.
وجدد المبعوث الدولي قوله إن هناك إشارات إيجابية إلى إمكانية التزام وقف النار، مشددًا على أهمية الحل السياسي، وأن اليمنيين وحدهم من سيشاركون في المفاوضات بدون تدخل أجنبي.
واعتبر أن صنع السلام يتطلب الكثير من الشجاعة والتضحية الذاتية والثبات، لافتًا إلى أن اغتيال محافظ عدن بسيارة مفخخة يوضح الخطر الذي يواجهه اليمن، إن لم تجرِ المفاوضات سريعًا.
وذكر ولد الشيخ أنه شبه متأكد من التوصل إلى وقف للنار سيكون قبل المحادثات، وقال: "يبدو أن الجميع يرحب بهذه الفكرة"، واستدرك أن التوصل إلى وقف دائم للنار يرتبط بنتيجة التفاوض.
وأوضحت مصادر سياسية في صنعاء وعدن، أن الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وحلفاءهم وافقوا على جدول أعمال مفاوضات جنيف التي ستبدأ الأسبوع المقبل برعاية الأمم المتحدة.
وأكدت المصادر أن الطرفين وافقا على وقف النار وهدنة إنسانية قبل بدء المحادثات، إلى جانب التزام جماعة الحوثيين إطلاق معتقلين سياسيين وعسكريين.
وتوقعت المصادر بأن يكون بين هؤلاء وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق هادي اللواء ناصر منصور، والقائد العسكري العميد فيصل رجب، والقياديان في حزب الإصلاح محمد قحطان وعبد الرزاق الأشول.
وأصدر هادي الاثنين قرارًا بتعيين القائد العسكري في الحراك الجنوبي عيدروس الزبيدي محافظًا لعدن، والقيادي الآخر شلال علي شائع، مديرًا لأمن المحافظة، غداة مقتل المحافظ اللواء سعد بتفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه في منطقة التواهي، كما عين هادي المهندس فهد المنهالي، سفيرًا لليمن لدى دولة الإمارات خلفًا لنجل الرئيس السابق أحمد علي صالح والذي أقاله هادي قبل أشهر.
وأفادت مصادر أمنية في عدن الاثنين بمقتل مواطن بالرصاص في حي إنماء غرب المدينة، وتحدّثت عن اشتباكات ليلية بين القوات الموالية لهادي ومسلحين من تنظيم القاعدة في منطقة التواهي ومحيط معسكر المنطقة العسكرية الرابعة وجوار الشرطة العسكرية.
وأضافت المصادر أن معارك ضارية اندلعت الاثنين في جبهات تعز، وخصوصًا في الجبهتين الغربية والجنوبية الشرقية في مناطق الوازعية والراهدة ضد الحوثيين وقوات علي صالح، بالتزامن مع ضربات لطيران التحالف طاولت مواقع الجماعة.
وتواصلت المعارك في جبهتي مأرب والجوف، وأكدت مصادر المقاومة والجيش السيطرة على موقع برق الخيط قرب معسكر اللبنات في الجوف، وأضافت أن ستة حوثيين قتلوا إثر غارة للتحالف استهدفتهم في مديرية برط شرق محافظة عمران.
وطاولت الغارات قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، كما امتدت إلى مديريات رازح وضحيان وحرض وبكيل المير في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين.
وذكرت مصادر عسكرية أن عشرات من الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى بنيران القوات المشتركة السعودية، على الشريط الحدودي المتاخم لمنطقة جازان، أثناء محاولتهم التسلُّل إلى أراضي المملكة صباح الاثنين.
وفي سياق آخر، أكد مصدر في الحكومة اليمنية أن رقعة الخلاف بين الرئيس هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحّاح اتسعت وأكّدت أن الأخير التقى سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية لدى اليمن، كما التقى ليل الأحد رؤساء الأحزاب الموالية للحكومة الشرعية ومستشاري الرئيس.
وأفاد المصدر بأن بحاح أبلغهم اعتراضه على القرارات التي أصدرها هادي أخيرًا، والمتمثلة في دخول خمسة وزراء إلى التشكيل الحكومي، بينهم اثنان لمنصب نائب الرئيس.
ولفت إلى أن بحاح لا يزال يعتبر هذه القرارات مخالفة للدستور اليمني وللمبادرة الخليجية، ويرفض توقيع قرارات تعيين الوزراء الجدد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر