كشف مالك جلال عن أنه يعلم جيداً بإدراجه في " قائمة الإغتيال "، بعدما تم إستهدافه أربع مرات بواسطة الصواريخ من أجل قتله، مما يجعله محظوظا للغاية نظراً لأنه لا يزال على قيد الحياة. وقال، إنه "لا يريد أن ينتهي به الأمر في صورة أشلاء" ، والأهم من ذلك هو حرصه على عدم تعرض عائلته لمكروه أو حتى شعورهم بالخوف الدائم من الطائرات بدون طيار التي تحلق فوقهم.
وأعلن جلال عن أنه موجود في إنكلترا هذا الإسبوع لأنه قرر التوجه للحديث مع الغرب إذا كانوا يريدون قتله من دون الحديث إليه، فيما يتطلع إلى سرد قصته وبناء عليها يكون الحكم وما إذا كان بالفعل شخصاً يستحق القتل.
ومالك جلال هو شخصية سياسية من وزيرستان Waziristan الواقعة على الحدود الفاصلة ما بين باكستان وأفغانستان، كما أنه واحد من قادة "لجنة السلام" لشمال وزيرستان NWPC المعترف بها من قبل الحكومة الباكستانية والتي تكرس جهودها في محاولة للحفاظ على السلام في المنطقة، وأبرز مهامها محاولة منع العنف بين حركة "طالبان" والسلطات.
ويذكر أن جلال وفي كانون الثاني / يناير من عام 2010، كان أعار سيارته إلى إبن أخيه سليم الله لقيادتها إلى ديجان Deegan من أجل تغيير الزيت وفحص أحد الإطارات. وقد تداولت الشائعات وقتها بأن طائرات من دون طيار تستهدف مركبات معينة وتتبع إشارات هواتف خاصة.
ومع وصول سليم الله إلى المركز الفني وحديثه مع الميكانيكي، وصلت سيارة أخرى ووقفت بجوار سيارة مالك جلال وكانت تقل أربعة أشخاص بداخلها. وما هي إلا دقائق معدودة حتي سقط صاروخ قام بتدمير كلا المركبتين وقتل الرجال الأربعة ، بينما تعرض سليم الله لإصابة بالغة قضى على إثرها 31 يوماً في المستشفى.
أما الهجوم الثاني، فقد وقع في 3 من أيلول / سبتمبر لعام 2010، ويومها كان يقود سيارة من طراز تويوتا Toyota Hilux حمراء اللون متجهاً بها إلى إجتماع " جيرغا " للشيوخ في المجتمع. وعندما وصل إلى خضر خيل Khader Khel أصاب صاروخ سيارة مطابقة لسيارته تقريباً وتسير خلفه على مسافة 40 متراً، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص كانوا بداخلها.
وإعتقد جلال بأن السيارة المستهدفة كانت تستخدم من قبل متشددين، ولكنه علم بعدها بأن الضحايـا كانوا أربعة من العمال المحليين من قبيلة مادا خيل Mada Khel الذين لم يكن لأي منهم أي صلة بجماعات متشددة، ليدرك أكثر بأنه كان هو المستهدف.
أما الهجوم الثالث فكان من طائرة بدون طيار، فقد كان في 6 من تشرين الأول / اكتوبر لعام 2010 حينما دعاه صديقه سليم خان إلى العشاء. وقد إستخدم هاتفه النقال لمحادثة سليم وإعلامه بوصوله، وما هي إلا لحظات قبل وصوله حتى سقط صاروخ أودى بحياة ثلاثة أشخاص بمن فيهم إبن عمه كليم الله المتزوج والذي يعول أطفال ويعاني من إعاقة ذهنية.
وبعد خمسة أشهرٍ لاحقة وبالتحديد في 27 من آذار / مارس لعام 201، فقد إستهدف صاروخ أميركي إجتماعا لجيرغا الذي كان يضم جميع أصدقاء مالك جلال والمقربين منه والذين كانوا يعملون على حل نزاع محلي وإحلال السلام. ولقي في هذا الهجوم يومها 40 مدنياً مصرعهم وجميعهم أبرياء وبعضهم من أعضاء لجنة السلام لشمال وزيرستان NWPC
وكغيره في ذلك اليوم ومع حالة الغضب الشديد التي إنتابته، خرج بتصريحات ندم عليها بعدها حينما قال بأنهم سوف ينتقمون، محذراً الأميركيين وحلفاءهم ممن قاموا بوضعه على قائمة الإغتيالات، ولكن في الحقيقة فإن الشيوخ ليس لديهم القدرة على حماية شعبهم.
وبدأ بعدها في إيقاف أي مركبة بعيداً عن وجهته لتجنب إستهدافها، في حين بدأ أصدقاؤه رفض دعواته خوفاً من سقوط صاروخ عليهم بينما يتناولون العشاء. كما إعتاد على النوم تحت ظل شجرة خارج منزله من أجل حماية عائلته، إلا أن ابنه الأصغر هلال البالغ من العمر ستة أعوام، فقد أعرب عن خوفه من الموت جراء الطائرات من دون طيار على الرغم من تشديد والده عليه بأن مثل هذه الطائرات لا تقتل الأطفال.
ويعلم جلال بأن الأميركيين يعتقدون بأنه معارض لحرب طائراتهم من دون طيار، وهم علي حق بعدما أودت الهجمات بواسطة هذه الطائرات بحياة أطفال أبرياء مع كل مرة يستهدفون فيها أحد الأشخاص، بما يجعلها جريمة ذات أبعاد لا توصف.
وأكد علي أهمية التفاوض الذي يعد أفضل من السعي وراء القتل دوماً، وهو ما جعله يسافر إلى مختلف أنحاء العالم من أجل حل النزاع بإستخدام القانون والمحاكم وليس بواسطة البنادق والمتفجرات. وقد طلب سؤاله عن أي شيء ولكن مع الحكم العادل، داعياً إلى التوقف عن ترويع زوجته وأطفاله وإخراجه من قائمة الإغتيالات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر