الدار البيضاء - جميلة عمر
لم تمضِ عن اعتقال أمنيين تابعين لأمن الحي المحمدي بسبب وفاة شخص من ذوي السوابق العدلية، إلا أيام قليلة حتى سقط نبأ وفاة مشتبه آخر مبحوث عنه مساء الاثنين الماضي، كالصاعقة على رؤوس أمنيي المصلحة نفسها.
وكشفت مصادر مطلعة، أنَّ عناصر الأمن انتقلت مساء الاثنين من أجل مداهمة منزل مشتبه فيه في درب السعد في الحي المحمدي، والذي كان قيد حياته موضوع مذكرة بحث بعد ما ورود اسمه من قبل أحد المتهمين ضمن عصابة خطيرة تمت إحالتها أخيرًا إلى النيابة العامة، بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، على أنه يتاجر في قطع غيار السيارات المسروقة.
وأكدت المصادر تطويق منزل المشتبه فيه عبد المولى من مواليد عام 1963 حتى لا يتمكن من الفرار، وما أن تم التأكد من وجوده داخل البيت تمت مداهمة المنزل، وعند محاولة اعتقاله واجه عبد المولى عناصر الشرطة بالصراخ الشديد برفقة أحد أبنائه.
وأضافت: "بشكل مفاجئ أصيب بحالة إغماء بسبب السعال الحاد وضيق التنفس، مما اضطر مصالح الأمن إلى نقله على وجه السرعة بواسطة سيارة إسعاف إلى مستعجلات محمد الخامس، حيث سلم بطاقة تعريفه الوطنية بنفسه إلى المسؤول عن تدوين لائحة الوافدين، بعد ذلك ادخل إلى إحدى غرف الفحص، حيث وضع له أحد الممرضين جهاز التنفس؛ لكن هذا الأخير رفض ودخل في نقاش حاد مع الممرض وظل على هذا الحال إلى أن تعرض لنوبة سعال حاد نتجت عنها وفاته".
وأمرت النيابة العامة بمجرد ما أشعرت بخبر وفاة الموقوف، بفتح تحقيق معمق في وفاة المشتبه فيه داخل مستشفى محمد الخامس التابع للنفوذ الترابي لعمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع.
كما أن عناصر الدائرة الأمنية 32 لأمن الحي المحمدي، والتي كانت في المداومة ليلة الحادث تولت التحقيق في ظروف الوفاة، حيث سيبين التشريح الطبي الأسباب الحقيقية لهذا الشخص المبحوث عنه منذ 2013، والمعروف في الحي المحمدي بأنه يملك محلا لـ”لافراي” في كاريان البشير لبيع قطع غيار مشكوك في مصدرها.
يشار إلى أن لعنة وفاة المعتقلين تلاحق عناصر الشرطة في الدار البيضاء، إذ ما يزال ملف 10 أمنيين وعنصرين من اللواء الخفيف "البلير" يقبعون في سجن عكاشة رهن الاعتقال الاحتياطي، إلى حين عرضهم على أنظار قاضي التحقيق من أجل بدء أطوار التحقيق التفصيلي، على خلفية وفاة معتقل داخل مركز للشرطة.
وأضافت المصادر، أن ملف الأمنيين شهد تطورات جديدة حيث استمعت عناصر الفرقة الوطنية لشهود، أكدوا واقعة تعرض المتوفى لرضوض وجروح في الشارع العام، قبل اعتقاله من قبل العناصر الأمنية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر