سجّلت الكاميرات، لحظات مثيرة أثناء قبض الشرطة الفرنسية على اثنين من المشتبه فيهم أثناء حصار مسكن امتد لنحو ست ساعات، ويعتقد أن المسكن يختبئ فيه العقل المدبر للهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس وبرفقته ستة متطرفين آخرين.
وظهر في أحد مقاطع الفيديو أحد الرجال وقد ضيّقت عليه الشرطة المسلحة الخناق حاملين دروع مكافحة الشغب ويصيحون باللغة الإنجليزية لذلك الرجل ويأمرونه بالخضوع على ركبتيه والكشف عن ظهره، ليقترب بعدها أفراد الشرطة منه ويلقون القبض عليه. كما جاء في لقطة أخرى احتماء أحد الضباط بالدرع في الوقت الذي ينحني فيه اثنين آخرين لمشتبه به ثانٍ يرتدي ملابس رياضية زرقاء وجينز الذي يرقد على الأرض مصابًا.
وكانت لقطات الفيديو قد تم تصويرها بواسطة كاميرا هاتف محمول داخل متجر دو سان دوني de Saint Denis وهو مركز مفتوح للتسوق يبعد خطوات عن المسكن الذي فجرت فيه انتحارية نفسها بالمتفجرات خلال الحصار من قبل الشرطة الذي امتد لنحو ست ساعات في ملاحقة لمدبري الأحداث الدموية في باريس.
وفي صور أخرى، فقد ظهر شخص ثالث تمت إعاقته ليسقط على الأرض في مركز تسوق مهجور على مقربة من "مترو" المزدحم عادة بالمتسوقين، حيث كبّلت القوات يديه واقتادته إلى سيارة الشرطة.
وذكرت غلوريـا موكينغا التي إلتقطت الصور في السابعة صباحًا من منزلها القريب من موقع عمليات الشرطة لصحيفة "دايلي ميل" بأنهم استيقظوا على إثر وقوع انفجار، وحينما توجهوا إلى النافذة وجدوا تبادل لإطلاق النار استمر 30 دقيقة لم يكن هناك وجود وقتها لقوات الشرطة التي وصلت بعدها لتأخذ مواقعها حول الميدان ليأمروا الجميع بوضع يديهم أعلى رؤوسهم، فيما كان يصرخ بعضهم.
وأضافت موكينغا، أن المواجهة ما بين قوات الشرطة المسلحة والذين بلغ قوامهم 110 ضابط وخلية الإرهاب في باريس قد انتهت بإخراج أحد المشتبه بهم الملطخ بالدماء والنصف عاري من أحد العقارات في سان دوني Saint-Denis الواقعة علي مقربة من استاد فرنسـا.
وبدأ تبادل إطلاق النار حينما حاصرت القوات الخاصة وقوات التدخل السريع المبني الذي يعتقد بإيوائه عبد الحميد أباعود الذي يبلغ من العمر 27 عامًا والمخطط للهجوم الإرهابي الذي وقع الجمعة وأسفر عن مقتل 129 شخصًا، على أن السلطات الفرنسية لن تذكر ما إذا كان المشتبه فيه قد تواجد هناك أو كونه على قيد الحياة أو تمت تصفيته.
ومن المرجح أن السيدة "ذات الشعر الأشقر الطويل" التي ربما تكون زوجة الجهادي أباعود قد أطلقت النيران في وجه الشرطة الفرنسية من سلاحها AK-47 قبل تفجير نفسها. ومن جانبها فقد قالت الشرطة إن خمسة أشخاص في ذلك المسكن قد تم إلقاء القبض عليهم أحياء، في حين تم احتجاز اثنين آخرين من بينهم صاحب المسكن في مكان قريب.
وأسفرت عمليات تبادل إطلاق النارعن إصابة ما لا يقل عن خمسة من أفراد الشرطة بما فيهم أحد الضباط قد تلقى إصابة في قدمه، ليتم إبعاده عن مسرح العمليات. وفي السياق ذاته، فقد أطلق المتطرفون النار على كلب بوليسي عمره سبع سنوات يُدعى ديزيل كان قد ذهب ليتأكد من عدم وجود شراك الخداعية وأردوه قتيلًا.
وراقبت الأجهزة الأمنية، الوحدات السكنية والتصنت علي الهواتف في سان دوني قبيل مداهمة الشرطة الشقة التي يعتقد بأن أباعود يختبئ بداخلها. كما كانت الشرطة تخشى أيضًا من أن هذه الجماعة المتطرفة بصدد تنفيذ هجوم إرهابي على ضاحية La Defense في باريس للأعمال.
ومن جهة أخرى، ذكر ديفيد كاميرون للنواب أن أحد البريطانيين ويُدعى نك إلكسندر قد لقي حتفه، بينما خرج ثلاثة من المستشفى. فيما يتلقى 15 بريطانيًا العلاج من الصدمة.
وصرّح المدعي العام في باريس فرانسوا مولينز للصحفيين عقب انتهاء العمليات في سان دوني، بأن مداهمة الشرطة جاءت بعد جمع معلومات من المحادثات الهاتفية وروايات الشهود، مضيفًا أن السلطات لا تزال تعمل على تحديد مصير أباعود وحصرأعداد القتلى ومن تم إلقاء القبض عليهم. وبالتالي فإنه من الصعب في الوقت الحالي تحديد هوية الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم.
كما وصل إلى مسرح العمليات في سان دوني وزير الداخلية الفرنسي بيرنارد كازينوفا، والذي أثنى على مجهود قوات الشرطة المشاركة في العملية والذي أدوا مهمتهم بشجاعة مواجهين وابلًا من النيران في ظروف لم يعهدوها من قبل. كما أشاد بهدوء وصلابة سكان سان دوني والذين ساهموا بدورهم في إنجاح العملية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر