أنقرة - جلال فواز
فرّت مجموعة جديدة من اللاجئين السوريين، يُقدر عددها بـ5000 آلاف شخص، من شمال البلاد باتجاه الحدود التركية، في أعقاب قيام تنظيم داعش بفتح النار على الجمعيات التي توفر لهم المأوى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وتشريد آلاف آخرين.
وجاءت أعمال القتل مع نجاح التنظيم في تحقيق تقدم على حساب قوى المعارضة السورية، والتي تقهقرت بعدما حققت السيطرة لمدة 12 يوماً وبات يفصلها خمسة أميال عن دابق، حيث القرية الرمزية جداً التي يعتقد قادة التنظيم أنها ستكون مسرحاً لمواجهة مروعة.
وذكرت الوحدات المرتبطة بالجيش السوري الحر التي قادت الهجوم أنه لم تكن هناك نية للسيطرة على القرية، وبدلاً من ذلك كانت تسعى إلى تحقيق تقدم عبر الشمال باتجاه مدينة منبج الواقعة تقريباً منتصف الطريق بين أكبر معقلين لتنظيم داعش في المنطقة وهما الباب والرقة.
وأكد قائد إحدى وحدات المعارضة التي استولت قواتها في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع على قرية مجاورة من الراعي، بعدما تراجعت ونالت هزيمة من تنظيم داعش، أنهم يدركون جيداً مدى قوة المعركة التي ستشهدها دابق، مشيراً إلى أن هذه المنطقة لم تكن أبداً استراتيجية بالنسبة إليهم، وإنما هدفهم هو شرق ما يسمى "الخلافة".
وكان ما يقرب من 10 مخيمات للنازحين قد تم اجتياحها من قبل داعش، وذكر سكان المخيم أن أفراد التنظيم ناشدوهم في بادئ الأمر بواسطة مكبرات الصوت التحرك نحو المناطق التي تسيطر عليها، فحاول بعضهم بدلاً من ذلك عبور الحدود التركية، إلا أنه تم إطلاق النار عليهم من قبل القوات التركية، ليتم بعدها التخلي عن المخيمات بشكل جماعي، واتجاه ما يقرب من 5000 شخص باتجاه النقطة الحدودية في المنطقة بالقرب من مدينة عزاز.
وظل هذا المعبر مغلقاً في غالبية الفترات على مدار العام، مع مقاومة تركيا للضغوط من أجل السماح بعبور الفارين من الغارات الجوية التي شنتها الطائرات المقاتلة الروسية لمدة ثلاثة أشهر على شرق حلب والريف الشمالي، والتي تقع جميعها تحت سيطرة المعارضة، وذكر عبدالعزيز رزق الذي هرب من مخيم إكده أن كل ما يريدونه هو الخروج من ذلك الجحيم.
وتعد مدينة عزاز موطناً لما يقرب من 30,000 لاجئ منذ وقتٍ سابق من هذا العام، ويصر المسؤولون الأتراك على أنهم سيواصلون رفض تصاريح العبور للجميع باستثناء الحالات الطبية العاجلة والزيارات العائلية الأساسية، وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إنها ستقدم مساعدات إلى الوافدين الجدد، في ظل توافد آلاف الأشخاص إلى المنطقة الحدودية حيث مدينة عزاز والقرى المجاورة.
ويأتي كسب تنظيم داعش مزيد من الأراضي، مع استمرار محادثات السلام ما بين المعارضة والقوات الحكومية السورية في جنيف، والتي أبدت فيها المعارضة جاهزيتها لتقاسم السلطة في حكومة انتقالية مع أعضاء من حكومة الأسـد وليس الرئيس نفسه أو أي شخص تلطخت يده بالدماء، وبدا مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا واضحاً في أنه يريد رؤية خطوات ملموسة نحو الانتقال السلمي للسلطة والتي يسميها "أم القضايـا".
وقال دي ميستورا للصحافيين إن هناك خيبة أمل وإحباط من عدم تحقيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة تقدماً يذكر منذ سريان الاتفاق على الوقف الجزئي لإطلاق النار قبل ستة أسابيع، بحيث بقي عمال الإغاثة عاجزين عن الوصول إلى دوما وداريا وحرستا بالقرب من دمشق، في ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن السبيل الوحيد نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام هو إجراء محادثات من قبل جميع الأطراف، واعتماد دستور جديد فضلاً عن إجراء انتخابات مبكرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر