حذرت صحيفة بريطانية من توسع نطاق "داعش" في العالم، وذلك بعد أن أعلنت العديد من الجماعات المتطرفة ولائها للتنظيم الإرهابي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وأوضحت الصحيفة أن تلك الجماعات لديها القليل من القواسم المشتركة، إلا أن لديهم رغبة موحدة وهي تأسيس ممالكهم الخاصة التي يحكمها التفسير التقليدي للشريعة، وسوف يفعلون أي شيء لتحقيق أهدافهم، ومن بين الفظائع التي تنسب إلى هذه المجموعات هو استغلال الأطفال في القتل والتفجيرات الانتحارية، والحرب على غرار العصابات وعمليات الخطف والابتزاز.
ويعتقد أن هناك 42 جماعة دولية قد قدمت الدعم أو التعهد لـ"داعش" وزعيمها أبو بكر البغدادي، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي، الذي نشر في الشهر الماضي من قبل معهد الاقتصاد والسلام، ولكن طرق ارتباط تلك الجماعات بداعش تختلف من الدعم المباشر وآخرون يرسلون مقاتلين إلى منطقة الشرق الأوسط، أو الجماعات التي أنشأتها داعش، والتي تعمل أساسًا كخلايا نائمة.
ويرجع الخبراء أسباب سعي تلك الجماعات للعمل تحت راية "داعش" إلى تجارة النفط غير المشروعة، مما يجعلها تستفيد من الإيرادات الأخرى، وهذا ما يمثل خطورة قصوى، إذ تعمل تلك الجماعات كالشركات متعددة الجنسيات، والتي تجند الشباب من كل مكان في العالم للانضمام للجماعة الإرهابية.
وتشمل أذرع "داعش" في أفريقيا عناصر بوكو حرام في نيجيريا، والذين تصدروا عناوين الصحف عن اختطاف جماعي لطالبات المدارس في عام 2014، حيث تعد أعنف جماعة إرهابية في أفريقيا.
وقد تعهدت الجماعة بالولاء لـ"داعش" في مارس/آذار من هذا العام، تحت قيادة أبو بكر شيكاو، وهذا ما يجعل داعش مسؤولة عن مقتل 20 ألف شخص في أفريقيا.
وحققت الجماعة، سمعة سيئة عندما اختطف عدة مئات من طالبات المدارس من مدينة شيبوك، في شمال شرق البلاد. وأجبروهن على اعتناق الإسلام والزواج من أعضاء بوكو حرام كعرائس رقيق.
أما عن شمال أفريقيا، فقد نشأت خلايا منشقة مستوحاة من "داعش" في مصر، حيث ادعت "داعش" أنها قد دمرت طائرة ميتروجيت الروسية فوق سيناء. ويعتقد أن هناك عمليات مماثلة سوف تقع في تونس، والتي عانت من ثلاث هجمات هذا العام، وليبيا.
وفي الشرق، أعلنت جماعة "الاعتصام بالكتاب" الإسلامية في السودان في يوليو/تموز من العام الماضي أنها ستؤيد "داعش"، وشرعت المنظمة مع "الإخوان المسلمين" في السودان عام 1991 في تأسيس الحركة الإسلامية الأكثر صرامة، والتي انحازت من قبل إلى تنظيم القاعدة، إلا أن تبديل الولاء لـ"داعش" جعلها في الصدارة.
ولم تعد تقتصر "داعش" على دول شمال أفريقيا، ففي مالي أعلنت جماعة المرابطون المتمردة دعمها لداعش في مايو/آيار 2015، وتشكلت هذه المجموعة على يد الجزائري مختار بلمختار، الذي شارك في الحروب ضد السوفييت في أفغانستان، ومن ثم ضد القوات القتالية التي تقودها الولايات المتحدة.
أما عن الجماعات في جنوب شرق آسيا، فقط هذا الأسبوع، أصدرت داعش أغنية لدعوة المواطنين الصينيين للانضمام إليهم، ومع ذلك ليس من الواضح تمامًا إلى أي فصيل توجه الجماعة أغنيتها.
ويطرح التساؤل نفسه هل هم المتمردون داخل عرق الأويجور في البلاد؟، الذين يعتقد أنهم انضموا لداعش في الماضي، وهم من بين 20 مليون مسلم من السكان المسلمين الأقوياء في البلاد، والذين لا يتحدثون الفصحى.
وتعد واحدة من أكثر المجموعات المتطرفة التي انضمت إلى صفوف "داعش" في الأشهر الأخيرة هي أبو سياف، جماعة إرهابية صغيرة متنقلة وقاتلة، والتي شكلت سمعة مرعبة داخل المتمردين الفلبينيين منذ فترة طويلة. وتنشط في جميع أنحاء جنوب البلاد، فهي واحدة فقط من عدة جماعات متمردة في محاولة لإقامة إقليم إسلامي مستقل في المنطقة، وهذه المجموعة مسؤولة عن الفظائع التي تشمل الخطف والاغتصاب والابتزاز وتهريب المواد المخدرة والقتل، وفي يوليو/تموز من العام الماضي تعهدت المجموعة بالولاء لـ"داعش".
ولكن، خلافًا لـ"داعش" التي تقتل بشكل روتيني ومنهجي، اتخذت أبو سياف نهجًا أكثر عملية في عمليات الخطف مما يحقق لها مكاسب مالية، عن طريق الإفراج عن الأسرى مقابل الحصول على فدية.
في حين أعلنت جماعة بانجسامورو من أجل الحرية الإسلامية بقيادة أميرلي أمبرا كاتو، والتي تشكلت في عام 2010 عندما انفصلت عن جبهة مورو الإسلامية للتحرير، أعلنت ولائها لداعش في أغسطس/آب 2014. إلى مجموعات أخرى في البلاد قد تشمل المتشددين في الشرق الأوسط وأنصار الخلافة في الفلبين ومعركة الأنصار.
وفي أندونيسيا أقسم أبو وردة سانتوسو زعيم جماعة "مجاهدين أندونيسيا تيمور" الولاء لداعش. ويعد سانتوسو من أكثر المجرمين المطلوبين للعدالة في البلاد، وتعتبر جماعته هي المسؤولة عن قتل المدنيين وعدد من ضباط مكافحة الارهاب في البلاد، والمنظمة الإرهابية الرئيسية الثالثة في المنطقة المرتبطة بداعش هي الجماعة الإسلامية، المسؤولة عن تفجيرات بالي 2002 والتي أسفرت عن مقتل 202 شخصًا.
ويعد الشرق الأوسط الملعب الرئيسي لداعش في العالم، حيث مقر خلافته المزعومة في سوريا والعراق، وهذا يشمل الشركاء التابعين له في فلسطين والمملكة العربية السعودية واليمن وأفغانستان وباكستان.
وتم إنشاء ذراع لداعش في مقاطعة القوقاز في يونيو/حزيران من هذا العام، وتقع في جنوب غرب روسيا، والتي حاربت بوتين لسنوات في الشيشان وما حولها.
وقد ذكر البعض ليس من المستغرب أنه تم تشكيل الجماعة في المنطقة، في حين أن لديها تاريخ من التمرد الإسلامي، ومن المعروف أن "داعش" تعتز بشراسة مقاتليها من الشيشان.
وظهرت جماعات متحالفة مع "داعش" أيضا في قطاع غزة، حيث لا يزال هدفهم الرئيسي إسرائيل. وتم تشكيل مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس قبل ثلاث أو أربع سنوات.
وفي المملكة العربية السعودية، تشكلت مجموعة غامضة تطلق على نفسها اسم "أنصار الدولة الإسلامية في أرض الحرمين الشريفين"، وقد أعلنت الولاء لـ"داعش".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر