تشهد جميع الأراضي والموانئ المغربية الجوية والبرية، ومرافقها الرئيسية من محطات وقطارات ومطارات وأماكن حيوية، إجراءات أمنية مشددة؛ تحسبًا لأي هجمات تحاول عناصر متطرفة تنفيذها بهدف زعزعة الاستقرار الذي تعيشه البلاد.
وأوضحت المصادر نفسها أن ما أسفرت عنه الإجراءات الأمنية، المتخذة في الساعات 48 ساعة الماضية، نجحت في توقيف عدد من الأشخاص يجري التحقيق معهم لمعرفة نواياهم قبل إطلاق سراحهم أو اعتقالهم وتحويلهم على المحكمة الخاصة بالإرهاب.
وأعلنت مصادر دبلوماسية غربية، وفقًا لتقارير تم الإطلاع عليها، أن هناك تنسيقًا على أعلى مستوى بين الأجهزة المغربية ونظيراتها من الدول الأوروبية، لا سيما إسبانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث تُتبادل المعلومات بينهم على قدم وساق، خاصة بعد الكشف عن أسماء عناصر يُشتبه في انتمائها لـ"داعش" المتطرف، أو متعاطفة معه من أصول مغربية تقيم شمالي المغرب، خاصة سبة ومليلية.
وشددت السلطات المغربية، خلال صبيحة الجمعة، وحسب مصدر أمني مطلع، إجراءاتها في المعابر الحدودية شمالي المملكة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وأوقفت على أثرها كل أنشطة التهريب عبر معبر باب سبتة، وأيضًا عبر المنافذ الحدودية في مليلية.
وأكد المصدر نفسه، أن السلطات المغربية تحاول سد جميع الثغرات الموجودة في المعابر الحدودية البرية، وتعالج الضغوط المطروحة على العمل الأمني بسبب تهريب السلع المنظم عبر المنافذ الحدودية
ولم تلقَ هذه الإجراءات الصدر الرحب لدى جيوش المهربين، والذين يفوق عددهم 1500 مهرب، إذ قاموا صباح الجمعة، بالهجوم على معبر باب سبتة، انطلاقا من نقط المراقبة الإسبانية نحو الجانب المغربي، وتمكن مئات منهم من الوصول بسلعهم خارج المعبر.
وبدأ تركيز المخابرات نحو المناطق النائية تخوفًا من اتخاذ بعض المتطرفين هذه الأماكن البعيدة عن السلطات كمخبأ لهم، وكذلك تخوفًا من توجه هؤلاء الإرهابيين من استقطاب أبناء هذه المناطق، وتشجيعهم على أعمال إرهابية، مصورين لهم الجنة في الأعمال التخريبية التي سيشجعونهم على تنفيذها.
وسخرت السلطات المغربية أعوان السلطة أي "المقدّمية" والشيوخ من أجل التحرك في الأسواق الأسبوعية، والترصد والتبليغ عن الغرباء الذين تثير تحركاتهم شبهات، سواءٌ في الأسواق أو في القرى.
وطلب رجال السلطة وأعوانهم من أصحاب المحلات التجارية، التبليغ عن أي مشتريات مشبوهة، أو تجمعات لأشخاص ينطوي مظهرهم أو محادثاتهم على مضامين متطرفة.
وحذر تقرير أمني أمريكي من عودة "الدواعش" المغاربة من ساحات القتال في سورية والعراق نحو المغرب، وهو خطٌر يهدد بالأخص مدينتي سبتة ومليلية، اللتين قد تصبحان تجمعًا للمقاتلين الإرهابيين.
وكشفت أرقام للمديرية العامة للأمن الوطنِي، أن طنجة كانتْ أكثر مدينةٍ فِي المغرب صدرَت "الدواعش" إلى العراق وسورية، بعدما كان إسهامها بـ16.6 فِي المائة، من مجمل المقاتلِين المغاربة، متبوعة بـفَاس التِي نالت 15 فِي المائة، والدار البيضاء أرسلت فِي المائة، تليها تطوان بـ13.4 في المائة من حصَّة المقاتلِين المغاربة، بينمَا جاءتْ سلَا، خامسةً على مستوى المدن المغربيَّة، بـ9 في المائة، بحسب الدراسة ذاتهَا.
وسبق أن كشف المدير العام للدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، أمام اللجنة الأمميَّة لمكافحة الإرهاب في نيويورك، أيلول/ سبتمبر الماضي، أنَّ عدد المقاتلِين المغاربة في صفوف "داعش" قد وصل إلى 1193، ووصلَ الرقم خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى ما بين 1500 وَ2000.
وحسب مصدر أمني مطلع، فإن هناك تخوفات آتية من تسرب بعض الفارين من أوروبا بعد الأحداث الدموية لباريس، أو الإرهابيين الذين استقروا في سرت الليبية، خاصة قاعة "واغادوغو" المحصنة بشكل كبير، ولا يمكن أن تتأثر حتى بالقصف الجوي؛ لتوفرها على مساحة كبيرة تحت الأرض، والتي يوجد فيها حاليًّا مساعدو البغدادي، وهم قياديون كبار في "داعش".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر