الدار البيضاء- جميلة عمر
قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند توشيح المدير العام للأمن الوطني والمخابرات المدنية، عبداللطيف الحموشي، بوسام الشرف من درجة ضابط؛ عرفانًا من بلاده بالجهود التي تبذلها المخابرات المغربية في مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرئاسة الفرنسية وقّعت على المرسوم المذكور، الأسبوع الماضي؛ تقديرًا لمساهمة الحموشي الفعّالة في العمليات الاستباقية التي جنّبت فرنسا مزيدًا من الخسائر في الأرواح خلال الأيام القليلة التي تلت هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لاسيما من خلال تقديم معلومات دقيقة مكّنت من الوصول إلى مكان اختباء المتطرف أباعوض، الذي كان ينوي تفجير حي المال والأعمال في منطقة "لاديفونس" الباريسية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المرسوم الرئاسي، الذي يحمل تاريخ 5 كانون الثاني/يناير الجاري، يأتي في إطار اعتراف الدولة الفرنسية بالخدمات الكبيرة التي تلقتها من الخارج سواءً تعلق الأمر بأجهزة أمنية لدول صديقة، كما هو الحال بالنسبة إلى الحموشي أو بمبادرات شخصية، في إشارة إلى توشيح 3 أميركيين وبريطاني، إثر التصدي، منتصف الصيف الماضي، لمنفذ الهجوم على القطار الذي يربط بين أمستردام وباريس
وليست هذه المرة الأولى التي يحصل فيها الحموشي على وسام جوقة الشرف الفرنسية؛ إذ سبق أن وشح من قِبل الحكومة السابقة بوسام مشابه لكن بدرجة فارس العام 2011 إبان عهد الرئيس السابق اليميني نيوكولا ساركوزي، الذي ربط بين الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" مستهل العام الماضيي وانقطاع صبيب المعلومات الواردة إلى فرنسا من المخابرات المغربية في الحرب على التطرف، معترفًا بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه المخابرات المغربية لصالح بلاده.
وقبل ذلك بأشهر قليلة تسلّم الحموشي وسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر" من كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن، فرانسيسكو مارتينز فاسكز، خلال حفل نظم في مدريد، واعتبرت خلاله الإدارة العامة للشرطة الإسبانية أن التوشيح يأتي تتويجًا للعمل المشترك الذي مكّن من تفكيك شبكات استقطاب متطرفة في سبتة ومليلية والفنيدق وتطوان.
وتعتبر التوشيحات الدولية للحموشي دليلاً على استفادة بلدان الجوار من المعلومات الأمنية، وأن في تشبثها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في المغرب اعترافٌ باحترافية المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "ديستي"، وقدرتها على التكيف مع مختلف التطورات البشرية والتكنولوجية، في ظرفية إقليمية وعالمية تتميز بتقلبات قوية وتعدد التهديدات التي عصفت بالعالم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر