تسارعت وتيرة الجهود التي تجريها إيران ومحاوروها الغربيون السبت في فيينا، سعيًا لتجاوز آخر النقاط الشائكة التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع اجتماعات على المستوى الوزاري استمرت حتى منتصف الليل.
وأفاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، "كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار".
وتسعى مجموعة "5+1" (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، بريطانيا وألمانيا) منذ خمسة عشر يومًا إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع إيران يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
من جهة أخرى، أوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد، أنه يأمل في أن تتوصل القوى العالمية الكبرى وإيران إلى اتفاق نووي، لكن لا تزال هناك بعض القضايا الصعبة.
وأبلغ كيري الصحافيين "أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية، لذا سأقول إنه ما زال لدينا بعض الأشياء الصعبة لننجزها، فأنا ما زلت متفائلًا".
وأبرز مسؤول إيراني كبير، أن اتفاقًا نوويًا بين إيران والقوى العالمية الكبرى في المتناول الاثنين، مضيفًا أن هناك بعض القضايا المتبقية التي يجب أن يحلها وزراء الخارجية.
من جانبها، نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سينضم نهاية الاثنين إلى المحادثات الجارية في فيينا حول الملف النووي الإيراني.
وأضاف المصدر لوكالة "ريا نوفوستي" الرسمية للأنباء، "ينوي لافروف المشاركة في المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا الاثنين، والتي دخلت الأحد أسبوعها الثالث وسط الحديث عن استمرار وجود قضايا صعبة تنتظر حلها".
وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت عن بعض المسائل الصعبة الواجب حلها، بالرغم من التقدم المنجز والذي تقر به جميع الوفود.
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات لوكالة الصحافة الفرنسية أن 98% من النص أنجز، ويبقى بعض الفراغات يجب ملؤها خصوصًا بمسألتين أو ثلاث مسائل مهمة، متابعًا "يتوجب الآن اتخاذ قرارات سياسية، وإن اتخذت فغن الأمور ستسير بسرعة"، وجرت المفاوضات الأحد بوضوح على المستوى السياسي.
وشارك الوزيران الألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند في محادثات مغلقة في قصر كوبورغ الذي يستضيف المفاوضات.
ويعتبر الهدف من كل هذه الجهود هو التوصل إلى غلق ملف يسمم العلاقات الدولية منذ أكثر من 12 عامًا.
وتبقى هناك نقطة خلاف تتعلق بوتيرة رفع العقوبات؛ ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجيًا مع إمكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق.
وتطالب مجموعة "5+1" أيضا بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية إن اقتضت الضرورة، وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر