الرباط - سناء بنصالح
أكدّ عبد الإله بنكيران أنّ حزب "العدالة والتنمية" تعرّض طيلة هذا المسار لمناورات استهدفت تحجيم مشاركته في الحياة السياسية والعامة، وإقصاءه من المساهمة في تدبير الشأن العام، أو إعاقة هذه المساهمة عن بلوغ أهدافها والتشويش عليها في مختلف المحطات الانتخابية التي عرفتها بلادنا منذ 1997 ومرورًا بمحاولات التحجيم القوي بعد التفجيرات الإرهابية عام 2003 والذي عرف دعوات لحل الحزب وتلتها مرحلة من التصعيد الإيديولوجي المستهدف للقيم والمرجعية الإسلامية للمجتمع وعدم التورع عن استفزازه والتنقيص من ثوابته في مجالات الإعلام والثقافة والسينما والفن، وفق رؤية استئصالية تستلهم نموذجًا قائمًا على اعتماد التحكم من أجل التنمية مع إقامة واجهة ديمقراطية شكلية".
وأضاف بنكيران في كلمة له خلال المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن المسؤولية تفرض التذكير برد الفعل المزدوج من قبل الشعب في انتخابات 2007 فمن جهة وجه الشعب رسالة عدم رضا عن المسلسل السياسي بمشاركته المحدودة بنسبة قدرت بـ 37 في المائة وأوراق ملغاة فاقت 20 في المائة، وما يعنيه ذلك من فقدان للثقة في مصداقية المؤسسات المنتخبة وتعميق اللامبالاة والعزوف عن الانخراط في الشأن السياسي والعام، ومن جهة ثانية وجه رسالة أخرى للحزب نبهه فيها لتقصيره في الوقوف في وجه تيار التحكم.
وشكلت مرحلة ما بعد 2007 نقطة بداية لمسار جديد، حيث قام الحزب بالمراجعة الضرورية وتحمل مسؤوليته، لكن في المقابل لم تقع نفس المراجعة بالنسبة لتيار التحكم الذي انتقل إلى تجسيد مشروعه في حزب سياسي أدى إلى تعميق أزمة الحياة السياسية الحزبية وضرب الديمقراطية الداخلية للأحزاب، مما كانت له نتائج كارثية على الديمقراطية المغربية في انتخابات 2009.
وأضاف الأمين العام لحزب المصباح خلال المؤتمر السادس جعل الحزب من "النضال الديمقراطي " شعارًا له في مواجهة التحكم الذي تنامى بشكل تصاعدي منذ سنة 2003 وبلغ عنفوانه في الانتخابات الجماعية لسنة 2009 ، وكان يستعد لبسط هيمنته على الحياة السياسية نهائيا سنة 2012 لولا رياح الرببع العربي وما نتج عنها في المغرب، وبدءًا من 2011 انخرطت بلادنا في مسار سياسي جديد بفضل الإصلاحات الدستورية العميقة وغير المسبوقة التي قادها الملك محمد السادس.
وقال بنكيران إن النجاح الذي حققه حزبنا يكرس في الحقيقة نجاح منهج انطلق ووفى لمبادئ ومرجعية المجتمع وقرنها بنزاهة وتفان ووفاء بعمل ميداني للقرب لمؤسسات الحزب ومناضليه في خدمة المجتمع والمساهمة في استقراره. إن نجاحنا في الحقيقة بما يمثله من أمل لوطننا وأمتنا والبشرية جمعاء يكمن في مقاربة استيعابية جديدة وإيجابية لمرجعية الدولة والمجتمع والانتصار للخيار الديمقراطي وللتنافس السياسي الشريف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر