الدار البيضاء - جميلة عمر
هو رجل المهام الصعبة تدرج في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، إلى أن أصبح ضمن عين المغرب الساهرة ... إنه عبد الحق الخيام ابن الحي الشعبي الذي وضع بصمته في تاريخ الأمن المغربي بمحاربة للجريمة المنظمة والخلايا النائمة.
لم يولد وفي فمه ملعقة ذهب ولا يتكئ على وسادة نعام ، بل أسرة تعول على راتبها الشهري،ولد سنة 1958 ترعرع بدرب السلطان،درس وحصل على أعلى الدبلومات ، كما نال الدكتوراه بميزة جيد. التحق بالمعهد الملكي للشرطة، وبعد تخرجه تدرج عبد الحق الخيام في سلك الجهاز الأمني. وعمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، إلى أن استقر به المقام بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية حيث كلف بملفات من العيار الثقيل، نتيجة لحنكته وفراسته في حل الملفات المعقدة.
عرف وهو يعمل ضمن الفريق الفرقة الوطنية بالشخص الهادئ والكتوم، وصاحب الابتسام التي تسطع من عينيه. وباجتهاداته وحنكته في حل الملفات الصعبة أصبح الساعد الأيمن لرئيس الفرقة الوطنية، السيد يونس جمالي ، أحيلت عليه ملفات ذات العيار الثقيل المتعلقة بالاختلاسات العامة كملف العفورة والسليماني ، وقبلها الاختلاسات التي طالت الأبناك، مثل البنك الوطني للإنماء الاقتصادي،وغيرها من الملفات التي تحمل بين صفحاتها الملايين ، وقد تصل إلى الملايير، لا يترك ملف حتى يحال عليه ملف آخر، وخلال سنة 2004 تم تعيين رئيس الفرقة الوطنية يونس جمالي مديرا للشؤون القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، ليحل عبد الحق الخيام رئاسة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وفي ظل ولايته ـــ أي الخيام ــ ، سلط الضوء بشكل خاص على الفرقة الوطنية، حيث ارتبط عهده بالقضايا المرتبطة بمحاربة الإرهاب والتطرف على وجه التحديد، بحيث تم تفكيك العديد من الخلايا، بتنسيق مع مصالح الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني. و إلى جانب ملفات الإرهاب اهتم بملفات الاتجار الدولي في المخدرات ، من بينها قضية بارون المخدرات الشريف بن الويدان.
وفي يناير 2015 تمت ترقيته إلى مرتبة والى أمن على سن السابعة والخمسين ، وهي الترقية التي سبقت تعيينه على رأس المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا.
مهمة جديدة جعلته يترأس نخبة من الشرطة الذين عهدت لهم حماية أمن البلاد..عناصر تلقوا تكوينا وتدريبا عاليا من أجل التصدي الاستباقي لكل أشكال التطرف والإرهاب، وتهريب الأسلحة، المخدرات، الرشوة، التسمم، وغسل الأموال.
وتمكنت عناصر وحدته في فترة وجيزة إحباط عدد من الخلايا المرتبطة بتنظيم داعش ،والتي كانت تتأهب لاغتيال شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية مغربية "باسم داعيش". لتتمكن هذه العناصر التي يترأسها الخيام أن تحقق نجاحا باهرا في التصدي للتهديد المتطرف الذي يستهدف المغرب، وجيرانه أيضا، وهذا أعطى لشخصية عبد الحق الخيام مساحة كبيرة من الاهتمام وطنيا وإقليميا ودوليا، كما أصبحت عدد من الدول الأوروبية والإفريقية تستنجد بالمكتب الذي يديره " البسيج"، وهذا ما وقع الثلاثاء حين رفعت بلجيكا من درجة تعاونها مع " البسيج" إلى مستويات غير مسبوقة، عبر طلب سير ذاتية لمغاربيين مشتبه في ولائهم لتنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وحسب مصادر مطلعة ، أن بلجيكا باتت تطلب نجدة السلطات الأمنية المغربية لوضع اليد على القنابل المتفجرة، التي حولت بروكسيل إلى عاصمة للحزن بعد تفجيرات مطار" زفنتم ومترو" الأنفاق، وعلاقة بموضوع بالقنابل المتفجرة، سبق لعبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، أن صرح بانه يشعر بالقلق، لأن بلجيكا وفرنسا لا تقومان بما يكفي من إجراءات لمواجهة الخلايا النائمة لديهما، مؤكدا أن بلجيكا آخذة في التحول إلى داعش أوروبا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر