الدار البيضاء - جميلة عمر
أعلنت إدارة السجون الفرنسية صباح اليوم الأربعاء، أن المغربي ياسين صالحي، الذي سجن بعد ذبحه مديره ومحاولة تفجيره مصنعًا كيميائيًا في منطقة إيزير شرق البلاد، أقدم على وضع حد لحياته مساء الثلاثاء داخل زنزانته التي كان يقبع فيها ضاحية باريس.
وأكدت إدارة السجن الذي كان يوجد به صالحي، أن المغربي، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، كان مسجونًا في زنزانة انفرادية، وأنه لم تبد عليه أي مؤشرات على أنه قد يقدم على الانتحار، لكنه فعلها وأنهى حياته. وحسب نفس المصدر، فإن صالحي انتحر شنقا، واستعان بأغطية سريره، التي لفها على شكل حبل ربطه على قضبان الزنزانة وتدلى منه، وأنه قد لفظ أنفاسه الأخير في حدود الساعة التاسعة وربع ليلًا.
وكشف وزير الخارجية الفرنسية، برنار كازنوف، مباشرة بعد اعتقال الصالحي يونيو/ حزيران الماضي، أنه يحمل بطاقة ( س) ما يؤكد ميولاته المتطرفة، بحيث سبق اعتقاله بسبب التطرف والتشدد الديني، سنة 2006 ورفع عنه التصنيف، والدليل هو عدم تجديده للبطاقة سنة 2008. وكان القضاء الفرنسي وضع صالحي في السجن المؤقت بعدما وجهت إليه رسميًا تهم ارتكاب جريمة قتل على علاقة بتنظيم إرهابي وخطف واحتجاز حرية بهدف الشروع في القتل وتدمير ممتلكات وارتكاب أعمال عنف متعمدة.
واعترف صالحي أمام المحكمة بجريمته، نافيًا أن يكون الأمر له علاقة بالدين، مؤكدًا أنه ارتكبها لأسباب شخصية بحتة، ليس لها أي علاقة بمعتقداته الدينية رغم تنفيذها على طريقة المتشددين، غير أن النيابة العامة أكدت أن للجريمة دوافع إرهابية. وكان صالحي ذبح رب عمله وعلق رأسه على سياج وأحاطه بعلمين إسلاميين، والتقط صورًا معها، وهي الصور التي أرسلها إلى صديق له متشدد فرنسي موجود في سوريا، طالبًا منه أن يرسلها إلى تنظيم "داعش" ليبثها على قنواتهم.
وأكد وزير الداخلية في تصريح له لوسائل الإعلام ،أن ياسين صالحي، من أب جزائري وأم مغربية، وهو أب لثلاثة أبناء، له علاقة بالتيار السلفي، مع العلم أن سجله القضائي فارغ.
ويتذكر إمام مسجد بونتراليه ناصر بن يحيى أن ياسين صالحي "كان شابًا هادئًا، لم يكن عصبي المزاج. كانت تسرني رؤيته في المسجد، كان مريحًا". وأعرب عن "صدمته الشديدة" لما يؤخذ على هذا الشاب المتهم بأنه أقدم خلال الهجوم على قطع رأس رب عمله الذي يبلغ عامه الخمسين من عمره.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر