لندن - ماريا طبراني
تواجه بريطانيـا تهديدًا من 70 متطرفًا والذين عادوا إلى وطنهم من القتال ضمن تنظيم داعش في سورية والعراق ويخططون في الوقت الحالي إلى شن هجمات على مناطق في بريطانيـا وفقًا لتحذيرات مسؤول بارز في الحكومة, وحذر المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب سكوت ويلسون خلال حديثه عن المخاطر التي تشكلها الجماعة الإرهابية من أن تنظيم داعش ليس من الممكن القضاء عليه قريبًا، مؤكدًا على أنه سوف يهدد الأمن القومي لبريطانيا لفترة طويلة جدًا, أشار إلى أن نسبة الخمس من عدد 350 متطرفاً بريطانياً والذين عادوا إلى المملكة المتحدة هم متطرفون شديدو الخطورة، ومشتبه في تآمرهم ورغبتهم في تنفيذ هجمات أو نشر الدعاية المتطرفة، فضلاً عن الإشتباه في سعيهم نحو تجنيد مقاتلين جدد لتنظيم داعش مع تخطيطهم لتنفيذ مزيد من الهجمات في أوروبـا.
وتشير التقديرات إلى أن ما يزيد عن 800 من المتطرفين البريطانيين سافروا إلى سورية والعراق من أجل الإنضمام إلى تنظيم داعش, أما العائدون منهم، فيخضعون لرقابة الأجهزة الأمنية والشرطة، أو يشار إليهم بالمنع وفقًا لبرنامج مكافحة الإرهاب, وصرح السيد ويلسون بأن تنظيم داعش قد قام بتطوير شبكة دعم لا يملك تنظيم القاعدة إلَّا أنَّ يحلم بها، وذلك خلال حديثه على هامش معرض إكسبو Expo للأمن ومكافحة الإرهاب.
وكانت داعش قد أعلنت مسؤوليتها عن الأحداث الدامية التي وقعت في باريس خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي وراح ضحيتها 130 شخصًا، فضلاً عن هجمات باريس الشهر الماضي والتي أسفرت عن مقتل 32 شخصًا. وعلى مدار عدة أشهر، فإن الجماعة الإرهابية تستهدف بريطانيـا، فيما حذر قادة الأمن الدولي في وقتٍ سابق هذا الأسبوع من أن الإرهابيين في تنظيم داعش يخططون لشن هجمات بإستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية.
ومن بين هؤلاء المتورطين في هجمات باريس وبروكسل كانوا مواطنين من أوروبـا، والذين سافروا إلى سورية، بينما تظاهر واحد منهم على الأقل بأنه من اللاجئين كجزء من أزمة المهاجرين في العام الماضي، والتي شهدت فرار أكثر من مليون شخص إلى أوروبا.
وشدد خبراء أمن بريطانيون من أنه وعلى الرغم من كون بريطانيـا ليست جزءًا من منطقة "شنغن" للحدود التي لا تحتاج إلى تأشيرة في عبورها، إلَّا أنَّ أمن حدودها ليس بمنأى عن المخاطر. وذكر مفوض شرطة العاصمة البريطانية السابق والمراجع المستقل لقوانين الإرهاب وقائد الشرطة السابق من أن الضوابط بشأن المهاجرين إلى أوروبـا غير كافية، وينبغي تشديد الإجراءات الحدودية من أجل تحقيق الأمن للبريطانيين, ودعا قادة الأمن إلى ضرورة قيام الحكومة البريطانية بمراجعة التأمين على الحدود في بريطانيـا، بصرف النظر عن نتيجة إستفتاء بقاء المملكة المتحدة ضمن الإتحاد الأوروبي والمقرر إجراؤه في حزيران / يونيو.
وتحدث كل من حلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوروبي في وقتٍ سابق هذا الأسبوع خلال معرض إكسبو expo بأن هناك مخاوف من إستعانة المتطرفين في تنظيم داعش بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية وكذلك النووية لشن هجمات داخل أوروبا, كما تناول المؤتمر أيضًا مناقشة كيفية قيام التنظيم بمحاولة زرع قنابل في أجساد البشر وإختراق السيارات من دون طيار، فضلاً عن التخطيط لإستهداف السائحين خلال قضائهم للعطلة داخل المنتجعات الأوروبية.
وذكرت تقارير من وسائل الإعلام الألمانية بأن تنظيم داعش يقوم بإرسال المتطرفين للتظاهر ببيع المرطبات قبل أن يقوموا بتفجير الأحزمة الناسفة وزرع القنابل أسفل الرمال في منتجعات إسبانيـا وفرنسا وإيطاليا, وقالت صحيفة بيلد BILD الألمانية بأن من بين الخطط إستخدام أسلحة آلية في المناطق المكتظة بالمصطافين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر