انتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، بشكل مكثف في شوارع مدينة القدس وبلدتها القديمة، وعلى مداخل الأحياء المقدسية، وذلك بعد إقرار المجلس الوزاري المصغر في الحكومة لإسرائيلية (الكابينيت)، فرض إغلاق على الأحياء العربية، وإخضاع المواطنين المقدسيين للتفتيش عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها.
وأفادت مصادر مقدسية في قرية العيسوية وجبل المكبر، بأنَّ قوات الاحتلال اقتحمت القريتين في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء وداهمت الشوارع ونفذت حملة اعتقالات طالت 12 مقدسيا، وهم: سمير عبيد، وإبراهيم عبيد، وجمال عمران داري، ومحمد مصطفى داري، وأكرم مصطفى داري، ومدحت عبيد، وسمير محمد عبيد، ورمزي أحمد عويسات، وأياد عطا عويسات، وإيهاب شفيق ابودهيم، ونادر ناجي عويسات، ومحمود عويسات.
كما اعتقلت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء فتاة من مخيم شعفاط شروق مزعرو (15 عاما)، و4 فتية من قرية الطور وسلوان.
وأكد رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، أن قوات الاحتلال اعتقلت مساء أمس 5 شبان من "رعنانا" شرق تل أبيب عرف منهم: صلاح الباسطي، ومجد الباسطي، وطارق عابدين.
وتقوم قوات الاحتلال بإجراء تفتيش للعديد من الشبان خلال سيرهم في شوارع المدينة، بخاصة في منطقة شارع رقم 1، ومنطقة مستوطنة التلة الفرنسية، ومحطات القطار الخفيف والحافلات وشوارع القدس القديمة، كما تقوم بإيقاف المركبات دون سبب وتشرع بتفتيشها بعد تحرير هوية الركاب، كما تقوم بإخضاع الشبان إلى تفتيش جسدي خلال سيرهم بالشوارع وتجبرهم على رفع ملابسهم خلال ذلك، تحت تهديد السلاح.
وأوضح عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية محمد أبو الحمص أن سلطات الاحتلال نصبت حواجز العسكرية على مداخل قرية العيسوية وفي الطور، وقامت بتحرير مخالفات عشوائية استفزازية للمواطنين دون سبب، إضافة أي تهديدهم وشتمهم.
وأضاف أبو الحمص أن قوات الاحتلال تتعمد تفتيش طلبة المدارس والشبان بشكل مهين في محاولة لاستفزازهم، وذلك يأتي انسجاما مع تصريحات وزراء حكومة الاحتلال، حيث أصبح المقدسي هدف للاحتلال.
وباشرت الشرطة الإسرائيلية بتطبيق قرارات "الكابينت" على بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية، حيث باشرت بوضع الحواجز الشرطية على عدد من الطرقات المؤدية لبدلة جبل المكبر، وتمنع السكان من المغادرة أو الدخول عبر هذه الطرقات بسياراتهم أو المارة، في حين بقيت بعض الطرق مفتوحة لسكان البلدة وفقا لما نشره موقع صحيفة "يديعوت احرونوت"، وهذا ما ستباشر الشرطة بتطبيقه في باقي الأحياء الفلسطينية والبلدات التي تصفها إسرائيل "البؤر الساخنة"، وتركت لقيادة الشرطة وأمن الإسرائيلي تقدير وتحديد هذه المناطق التي سيتم إغلاقها.
هذا وواصلت مجموعات المستوطنين اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمه اليوم حوالي 40 مستوطنا عبر باب المغاربة بحراسة من شرطة الاحتلال، في ظل منع حوالي 60 سيدة مدرجة أسماؤهن "بالقوائم السوداء" من دخول الأقصى.
ومع نهاية الأسبوع الثاني للمواجهات التي اشتعلت في الأراضي الفلسطينية، مازال الشعب الفلسطيني ينتفض نصرةً للمسجد الأقصى المبارك، ورفضًا للانتهاكات اليومية المتواصلة بحق الفلسطينيين، تميزت بالغضب الشعبي والعمليات النوعية التي أنهكت الصهاينة وخلقت الرعب في صفوفهم.
وبلغت حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية الشهر الجاري أسفرت عن 30 شهيدًا من بينهم 7 أطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى مساء أمس، فيما بلغ عدد القتلى "الإسرائيليين" 7 قتلى وأصيب نحو 99 آخرين في عمليات طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيون في القدس و الضفة الغربية، منذ اندلاع انتفاضة القدس.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي والاعتداءات بالضرب والإصابات بالحروق نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية منذ بداية أكتوبر بلغت حوالي 1400 إصابة، منها 350 بالرصاص الحي و650 بالرصاص المطاطي، فيما أصيب الآلاف بالاختناق نتيجة الغاز السام.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تسجيل 150 اعتداء بالضرب على المواطنين والأطفال من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، حيث أصيب 200 طفل منهم 90 بالرصاص الحي و55 بالرصاص المطاطي، منذ بداية الشهر الجاري، فيما أصيبت 40 امرأة منهن 3 بالرصاص الحي و4 بالمطاط و13 اعتداء بالضرب، و20 اختناقا بالغاز السام.
وأصيب أمس الثلاثاء، 21 مواطنًا بالرصاص الحي والمطاطي، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، 5 بالرصاص الحي والمطاط في بيت حانون، إحداها خطيرة، و إصابتان بالرصاص الحي و6 بالمطاط في رام الله، فيما أصيب 3 مواطنين بينهم طفل بالرصاص الحي، و6 بالمطاط، إضافة إلى إصابة مواطن طعنا بالسكين من قبل مستوطن في بيت أمر.
وذكرت القناة العبرية السابعة أن 7 "إسرائيليين" قتلوا، و أصيب نحو 99 آخرين في عمليات طعن و إطلاق نار نفذها فلسطينيون في القدس والضفة الغربية، منذ اندلاع انتفاضة القدس، حيث وقعت أمس خمسة عمليات تنوعت بين طعن ودهس وإطلاق نار متزامنة في القدس ورعنانا شمال تل أبيب .
العملية الأولى، التي أعلن عنها الاحتلال في رعنانا أدت لإصابة المنفذ فقط , ويليها مباشرةً كانت عمليتان في القدس, إحداهما نفذهما شابين في حافلة, قام أحدهما بإطلاق النار, والأخر قام بعملة الطعن غرب القدس, ما أدى لاستشهاد احد المنفذين وإصابة الآخر بحالة خطيرة.
وأدت العملية إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 26 بينهم 7حالة خطيرة، وتزامنت معها عملية طعن في القدس أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 4 آخرين واستشهاد المنفذ، أما عن العملية الرابعة فكانت عملية طعن في رعنانا مجددًا وأدت لإصابة شاب إصابة طفيفة, وفرار المنفذ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر