شدَّدت القوات الحكومية السورية مدعومة بمسلحين غالبيتهم من مجموعات "الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي حصارها على مدينة "القريتين"، في وقت تكبدت فيه خسائر كبيرة جراء هجوم تنظيم "داعش" بعربات مفخخة على بعض المواقع في محيط المدينة الواقعة جنوب شرق حمص بحوالي 85 كم.
وتحدثت مصادر عسكرية سورية ظهر اليوم الثلاثاء عن تقدم جديد في محيط مدينة "القريتين" بعد "إحكام السيطرة على المزارع الجنوبية والنقطة 861 في محيط المدينة عقب اشتباكات عنيفة مع "داعش".
وأكدت مصادر ميدانية من محيط المدينة في تصريحات خاصة بموقع "المغرب اليوم" أن القوات الحكومية تمكنت خلال الساعات القليلة الماضية من تطويق مدينة القريتين من 3 اتجاهات بعد أن سيطرت على منطقة الحزم الغربية جنوبا ونقطة الراقمي وتلة ظهر الخرنوبي غربا ومنطار الرميلي في الشمال الغربي.
وذكرت المصادر أن "راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة قصف منذ ظهر أمس تجمعات داعش داخل المدينة بعنف بالتزامن مع غارات جوية مكثفة نفذها سلاح السوري والروسي" متوقعة "انهيار تنظيم داعش وتحرير المدينة خلال الساعات القليلة القادمة".
ورد تنظيم "داعش" على القصف العنيف الذي استهدف مواقعة بهجوم معاكس على نقاط للقوات الحكومية في جبل "الحزم" الغربي استخدم فيه 3 عربات مفخخة حيث تمكنت إحداها من الوصول إلى محيط إحدى النقاط وتسبب بمقتل 13 عنصرا من القوات الحكومية التي نجحت في تدمير العربتين الأخريتين قبل وصولهما إلى هدفهما.
وقال مصدر عسكري أن “الطيران الحربي السوري نفذ طلعات ضد تنظيم داعش ومحاور تحركهم بريف تدمر الشرقي أدت إلى تدمير آليات للتنظيم بعضها مزود برشاشات ثقيلة وأسلحة وعتاد حربي كان بحوزتهم، ولفت المصدر إلى أن الطلعات الجوية على تجمعات تنظيم “داعش” جنوب قرية طفحة في ناحية جب الجراح شرق مدينة حمص بحوالي 80 كم أسفرت عن “تدمير أوكار وتحصينات وآليات والقضاء على أعداد منهم”.
وفي الريف الجنوبي الشرقي أوضح المصدر أن الطيران الحربي السوري “دمر آليات وأوكار"الإرهابيين" في قرية البصيري ومحيط مدينة القريتين” على بعد نحو 85 كم عن مدينة حمص.
ويحتجز تنظيم “داعش” الإرهابي منذ السادس من آب الماضي العديد من أهالي مدينة القريتين ويرتكب بحقهم الجرائم ويفرض عليهم أفكاره الظلامية التكفيرية ويعتدي على أماكن العبادة حيث قام إرهابيوه في 21 من الشهر ذاته بهدم دير مار اليان على الأطراف الغربية للمدينة بالجرافات وتدميره بشكل كامل.
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية أن تنظيم “داعش” قام بسحب عناصره بالكامل من شرق تدمر باتجاه بلدة السخنة التي تبعد عن مدينة تدمر نحو 70 كم حيث لاحقهم الطيران الحربي والمروحي الروسي والسوري بغارات مكثفة عل ارتالهم المنسحبة.
الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في محيط مدينة القريتين وتلالها بريف حمص الجنوبي الشرقي ترافق مع تنفيذ طائرات حربية روسية وسورية المزيد من الغارات، ليرتفع إلى 29 على الأقل عدد الغارات المنفذة منذ صباح اليوم على مناطق في المدينة ومحيطها، بالإضافة لقصف مكثف ومستمر من قبل قوات النظام على الأماكن آنفة الذكر، وسط سماع دوي انفجار في منطقة جبل جبيل غرب القريتين، ناجم عن تدمير عناصر التنظيم لمدافع لقوات النظام، ما أدى لخسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وفي حماة وسط سورية أحبطت فصائل المعارضة المسلحة محاولة تسلل للقوات الحكومية قرب حاجز تل قرية الحماميات العسكري غرب مدينة كفرزيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماة الشمالي.
وقالت مصادر اعلامية "أن القوات الحكومية حاولت التسلل من حاجز تل الحماميات باتجاه نقاط تمركز جيش النصر التابع للجيش السوري الحر شرقي التل، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهما سقط خلالها عدد غير معروف من الجرحى في صفوف الطرفين، من دون أن تحرز القوات أي تقدّم، على حد قوله.
وأضافت المصادر أن القوات الحكومية استقدمت تعزيزات عسكرية إلى حاجز التل من بلدة كرناز غرب الحماميات تحسّباً لأي محاولة تقدّم أو هجوم مفاجئ لفصائل المعارضة على الحاجز، على حد وصفه. وتستعد القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها لاقتحام مدينة السخنة 60 كم شمال شرق تدمر، على طريق تدمر/ دير الزور، التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح صحافي إن قوات الجيش السوري تنوي في وقت قريب استعادة السيطرة على مدينة السخنة شرقي تدمر، بالإضافة إلى بعض الأراضي في محافظة دير الزور وطرد ما بقي من مسلحي تنظيم داعش في ريف حمص من خلال الهجوم المكثف على بلدة القريتين ومن 3 محاور.
وقال مصدر عسكري سوري: إن وحدات من الجيش فرضت سيطرتها على منطقة الحزم الغربية ونقطة الراقمة الاستراتيجية وتلة ضهر الخرنوبي في محيط مدينة القريتين الواقعة جنوب شرق حمص بنحو 85 كم. لافتا إلى أن وحدات الجيش قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم "داعش" في منطقة منطار الرميلي ودمرت خطوط امداد وتحركات التنظيم داخل المدينة.
وتعد سيطرة القوات الحكومية على مدينة تدمر عدا عن كونها ذات دلالة عالمية باعتبارها من المدن المدرجة على لائحة التراث العالمي (وهي صلة المواصلات بين المحافظات السورية)- منطلقا للتقدم نحو الرقة ودير الزور.
وفي حلب أيضا جددت القوات الحكومية السورية قصفها المدفعي والصاروخي على الريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سورية وسط اشتباكات مع فصائل المعارضة السورية المسلحة. وقالت مصادر إعلامية معارضة إن " قوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في بلدتي نبل والزهراء استهدفت بلدات عندان وحيان وبيانون بقذائف مدفعية، في ما ردّت فصائل المعارضة باستهداف تجمعات قوات الحكومية في بلدة الطامورة بقذائف مدفع (جهنم)، وسط أنباء عن سقوط إصابات في صفوفها، وسط محاولة من القوات الحكومية التقدم باتجاه بلدة عندان، وأنها تحشد قواتها في بلدتي نبل والزهراء إضافة إلى جلب تعزيزات عسكرية إلى المنطقة تمهيدا لعمل عسكري وشيك".
وفي ريف حلب الشرقي كثفت طائرات التحالف الدولي قصفها على مدينة منبج المعقل الأهم لتنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، وأن عددا من مقاتليها سقطوا بين قتيل وجريح في المدينة التي تبعد حوالي 80 كم شرق مدينة حلب وتشهد حالة استنفار بعد الغارات على مواقع تنظيم داعش في المدينة ومحيطها، فقد قُصفت كل من قرية السعدية ومركز الزراعة الواقع على طريق جرابلس.
وقصف طائرات التحالف الدولي أمس كلا من مشفى الحكمة الذي كان تنظيم داعش يستخدمه مقرا له في المدينة، وكلية الاتحاد الواقعة غربي المدينة على الطريق الدولي الذي يصل منبج بمدينة حلب، بالإضافة فندق منبج وسط المدينة.
من جهته نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات تدور في محيط منطقة أعزاز في ريف حلب الشمالي، بين قوات سورية الديمقراطية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين، في ما دارت بعد منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الوحدات بمدينة حلب.
ونقل المرصد أن عبوة ناسفة انفجرت على الطريق الواصل بين بلدتي تلمنس وجرجناز بريف مدينة معرة النعمان الشرقي. وفي دير الزور أعدم تنظيم داعش عبد الرحمن محمد السعيد، ومحمد فاتح الكنعان وصادر أملاكهم في بلدة الزباري بتهمة الردة؛ بحجة تشكيل مجموعات لقتال التنظيم في دير الزور.
إلى ذلك تلقى وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان اعرب خلاله عن "شكره للحكومة الإيرانية والقوات المسلحة الإيرانية على دعم سورية في حربها على الإرهاب التكفيري" .
واكد الوزير السوري أن الدعم الذي قدمه أصدقاء سورية وخاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعب دورا مؤثرا في تحقيق النصر على إرهابيي “داعش” في تدمر، وأن إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر خطوة أساسية في الانتصار النهائي على الإرهاب التكفيري ورعاته وداعميه.
وقدم الوزير الإيراني خلال الاتصال التهنئة للشعب والحكومة السورية بالانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش العربي السوري وخاصة استعادة مدينة تدمر الأثرية. وجدد العميد دهقان “دعم بلاده المتواصل لسورية في مواجهة الإرهاب” مبينا أن الانتصار في تدمر نتيجة إيمان ووحدة وصمود الشعب والحكومة والقوات المسلحة والدفاع الشعبي في سورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر