أعلنت وزارة الداخلية السعودية، الخميس الماضي، مقتل عريف من حرس الحدود السعودي، وإصابة 10 آخرين في مركز الحصن، في منطقة عسير (جنوب السعودية)، نتيجة إطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية، وذلك في اليوم الثامن من عمليات "عاصفة الحزم" العربية ضد المسلحين الحوثيين.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، في تصريح أوردته وكالة الأنباء السعودية، الخميس الماضي، أنه "تعرض رجال حرس الحدود في إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة في مركز الحصن في منطقة عسير، لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية، ما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية".
وأضاف أنه نتج من تبادل إطلاق النار "مقتل العريف سليمان علي يحيى المالكي، وإصابة 10 من رجال حرس الحدود بإصابات غير مهددة للحياة، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة".
وذكرت وزارة الدفاع أن قوات تحالف "عاصفة الحزم"، واصلت الخميس الماضي، حملتها الجوية ضد مواقع الجماعات المسلحة الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ونفت الوزارة ما يتردد عن سيطرة الحوثيين على قصر "معاشيق" الرئاسي في عدن، ووصفت الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة بأنه هادئ، ما عدا الاشتباكات بين اللجان الشعبية والمقاومة وبين جيوب حوثية معزولة داخل المدينة.
وأوضح المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد حسن عسيري، خلال بيان صحافي عن اليوم الثامن للعمليات الجوية، في قاعدة الرياض الجوية، أن الغارات استهدفت جميع القوات الحوثية والموالية لصالح التي انسحبت تحت الضغط من شبوة والضالع، وتزمع التحرك صوب عدن.
وأكد أن الأوضاع في محيط عدن مستقرة، ولكن تدور داخلها اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية والمقاومة من الجيش الموالي للشرعية، وبين عناصر حوثية وجنود موالين للحوثيين يحاولون السيطرة على مراكز حكومية.
وشدد على أن رغبة الحوثيين في إحداث ضجة إعلامية أكثر من رغبتها في تحقيق نصر على الأرض، واصفًا ما يبدر من تلك العناصر بأنه محاولات يائسة من فئة معزولة وسط المدينة، ومؤكدًا أن قوات التحالف ستمنع تلك الجماعات من التقدم صوب المباني الحكومية هناك.
بينما أكد سفير السعودية لدى واشنطن، عادل الجبير، عدم وجود أيّة قوات برية سعودية في عدن ومحيطها.
وعرض عسيري مقطعًا مصورًا يظهر غارة جوية استهدفت عَقَبَة القَندع المفضية إلى عدن، بهدف قطع طرق الإمداد عن الحوثيين.
وأشار إلى استهداف معسكر في صعدة تستخدمه الجماعات الحوثية لمحاولة تجميع شتاتها، وأكد استهداف موقع لصواريخ سام - 3، وموقع للدفاعات الجوية تم تدمير راداره.
وأضاف أنه تم استهداف أحد مراكز القيادة، الذي أكدت معلومات استخبارية لقوات التحالف وجود قيادات حوثية داخله، إضافة إلى استهداف مستودعات تجهيزات ومواد عسكرية.
ووصف العميد الركن عسيري تصرفات الحوثيين بأنها "عشوائية"، بسبب الضغوط القاسية التي يتعرضون لها.
وأشار إلى إطلاقهم سجناء من تنظيم "القاعدة" من سجون يمنية، معتبرًا أن ذلك يعكس عبثيتهم تجاه المجتمع اليمني، وعملهم على إحداث فوضى في البلاد.
وأكد أن قوات التحالف ستعمل على حماية الشعب اليمني من هذا النوع من الجماعات الحوثية التي تتبنى "عقيدة منحرفة تسعى لفرضها بالقوة على المجتمع اليمني"، واصفًا الحوثيين وتنظيم "القاعدة" بأنهما "وجهان لعملة واحدة".
وأكد استخدام الطيران العمودي، الخميس الماضي، لتمشيط الشريط الحدودي السعودي قبالة اليمن، بينما يستمر فرض الحصار البحري على موانئ اليمن كافة لحرمان الحوثيين من الحصول على أي دعم.
وشدد على أن تحالف عملية "عاصفة الحزم" ماضٌ في تنفيذ خطته القتالية على الوجه الأكمل، وأن قوات التحالف لم تقصف أيّة مجمعات سكانية أو تجمعات مدنية، والمحققون على الأرض من طرف الحكومة الشرعية اليمنية تأكدوا من أن الجماعات الحوثية هي التي استهدفت مصنعًا للألبان ومعسكرًا.
وذكر أن التحالف يعتبر الجيش اليمني جزءًا منه، منتقدًا القنوات التلفزيونية التي أكد أنها تنشر أخبارًا غير موثوق فيها عن وقائع الحملة الجوية، وأن التحالف لم يحجب معلومة عن أحد.
وقلّل وزير الخارجية اليمني بالوكالة، رياض ياسين، من أهمية الهجوم على القصر الرئاسي في عدن، معتبرًا أن قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح استهدفته لإشاعة البلبلة بين أبناء عدن.
وأضاف "القصر الرئاسي مقفل، ولا يوجد فيه أحد، وأن استهدافه لا مبرر له، القوات التابعة لصالح تستخدم الأسلحة التي منحتها إياهم أميركا لمكافحة التطرف في وقت سابق، لإرهاب المواطنين في عدن واليمن، علي صالح خان الحوثيين، لذلك يريدون قتله، وهو الآن يتخفى هنا وهناك، وهناك احتمال كبير أن صالح هرب خارج اليمن".
واعتبر أن هجوم المتمردين الحوثيين على مركز حصن الحدود السعودية، الخميس الماضي، دليل على التخبط الذي تمر به جماعة الحوثي، مضيفًا: صالح والحوثيون لا يراعون عهدًا أو حرمة مسلم، ويهدفون إلى قتل الأبرياء وذبحهم.
وعلى صعيد آخر، ذكر رئيس وزراء باكستان نواز شريف أن باكستان تقف إلى جانب السعودية، وسترد بالقوة على أي عدوان يستهدف أمنها.
جاء ذلك خلال اجتماع عالي المستوى ترأسه شريف أمس في إسلام آباد، بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين؛ لمناقشة موقف باكستان من المشاركة عسكريًا في عملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه أنه على اتصال مستمر مع القيادة السعودية في شأن الأزمة اليمنية، وأنه قرر مناقشة المشاركة العسكرية لباكستان في عملية "عاصفة الحزم" مع جميع الأحزاب السياسية الباكستانية خلال جلسة مشتركة للبرلمان الوطني الباكستاني، الاثنين المقبل.
واستنكر رئيس الوزراء الباكستاني تمرد عناصر لا تمثل الدولة والشعب على الحكومة المنتخبة في اليمن، داعيًا إلى ضرورة بذل جهود على مستوى الأمة الإسلامية لمعالجة الخلافات الداخلية التي تهدد أمن الدول الإسلامية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر