قصف مسلحو جماعة الحوثيين أحياء سكنية في مدينة مأرب، بعد ساعات من قبول الحكومة الشرعية اليمنية مفاوضات مباشرة مع الجماعة، ما أوقع عشرات الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف المدنيين.
وأدت الغارات الجوية المتواصلة التي شنّها طيران التحالف على مواقع جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم، في اليومين الماضيين إلى تدمير ثلاثة مستودعات ضخمة للأسلحة والذخائر في صنعاء، ما تسبّب بانفجارات استمرت ساعات، في حين تطايرت شظايا القذائف الصاروخية إلى الأحياء المجاورة. وأرسل التحالف مزيدًا من التعزيزات إلى محافظة مأرب.
وطاولت الغارات مواقع للجماعة في محافظات تعز ومأرب وحجة وصعدة، وعلى طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي، وأكدت مصادر المقاومة الشعبية الخميس مقتل 20 مدنيًا في قصف قوات الحوثيين مبان سكنية وسط مدينة مأرب تحيط بها جبهات قتال منذ خمسة أشهر.
وجاءت تلك التطورات الميدانية غداة إعلان الحكومة اليمنية الشرعية موافقتها على مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع جماعة الحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح، من أجل التوصل إلى آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم "2216" الذي نص على إنهاء انقلاب الجماعة، وسحب مسلحيها من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رحب في بيان بالتزام الحكومة والأطراف الأخرى اليمنية المحادثات المرتقبة الأسبوع المقبل والتي قال إنها تهدف إلى خلق إطار للاتفاق على آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم "2216"، ووقف النار واستئناف عملية الانتقال السياسي السلمي، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وفي حين أكدت مصادر عسكرية أن القوات الموالية للحكومة الشرعية ومعها قوات التحالف التي احتشدت شرق مأرب، باتت جاهزة لبدء عملية واسعة لطرد الحوثيين من مأرب والجوف وتحرير صنعاء، استيقظت العاصمة الخميس على دوي انفجارات ضخمة، نجمت عن غارات لطيران التحالف استهدفت كما يبدو مستودعات ضخمة للأسلحة والذخائر تابعة للواء الرابع المدرع خلف مبنى التلفزيون الحكومي شمال غربي صنعاء.
وأثارت الانفجارات التي استمرت ساعات، هلعا في صفوف المدنيين، خصوصًا بسبب تطاير قذائف صاروخية باتجاه أحياء سكنية في مناطق الجراف وصوفان والنهضة وجولة عمران.
وذكرت مصادر أمنية أن جزءًا من الحريق الضخم والانفجارات كان ناجمًا عن تدمير المخازن الرئيسة لقنوات التلفزيون الحكومي الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وشن طيران التحالف ليل الخميس غارات على مواقع للحوثيين ومعسكرات يسيطرون عليها، أدت إلى تدمير مخزنين آخرين للأسلحة والذخائر، أحدهما في معسكر الحفا في منطقة نقم شرق العاصمة، والثاني في معسكر ما كان يعرف بالفرقة الأولى المدرعة في شمال غربي صنعاء.
إلى ذلك، أفادت مصادر في مدينة تعز، أن طيران التحالف ضرب مواقع للحوثيين وقواتهم في محيط القصر الجمهوري ومنطقة الكمب، في ظل قصف متبادل واشتباكات شهدتها جبهات القتال في تعز، المستعر منذ أشهر بين الجماعة وقوات المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية.
وطاول القصف الجوي مواقع حوثية في البيضاء وشبوة ومأرب وصعدة وحجة، في وقت أكدت مصادر المقاومة في مأرب أن ثمانية حوثيين قُتلوا الخميس غرب المدينة، خلال مواجهات مع مسلحي المقاومة الشعبية والجيش الشرعي، شاركت فيها مروحيات للتحالف من طراز "أباتشي".
ولا يزال الحوثيون يسيطرون على مناطق بيحان وحريب المتاخمة لمأرب جنوبًا، حيث تستعد قوات التحالف والجيش الشرعي لخوض معركة فاصلة غرب مأرب وشمالها، قبل الزحف إلى صنعاء. وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات موالية للحوثيين في محافظة البيضاء بدأت تتحرك نحو مأرب من الجهة الجنوبية الغربية، في محاولة لتشتيت قدرات المقاومة وقوات التحالف.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بارز في محافظة مأرب أن وحدة عسكرية يمنية مدربة في الخليج وموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، انضمت إلى جبهة القتال في منطقة الجفينة في مأرب.
وشاهد مراسل لوكالة "فرانس برس"، عند نقطة واديا الحدودية بين السعودية واليمن، نحو 40 آلية عسكرية للتحالف تدخل محافظة مأرب، وتنقل الآليات قوات يمنية مدرّبة، بالإضافة إلى قوات من التحالف رفض مسؤولون في الجيش تحديد جنسيات عناصرها.
واستمرت المعارك العنيفة بين المقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها من جهة أخرى حتى صباح الجمعة، في أنحاء متفرقة من المحافظات اليمنية.
وصدت القوات السعودية في الحدود مساء الخميس، أثناء عاصفة ممطرة، محاولات يائسة متقطعة لمسلحين يتبعون لميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح من الاقتراب من الحدود السعودية، ظانين عدم رصدهم أثناء الهجوم وقت العاصفة، قتل فيها عشرة مسلحين في موقعين باتجاه تويلق والطوال، وفر البقية بعد تناقص واضح في عمليات الهجوم وأعداد المسلحين عن الأيام الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر