أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن محاربة التطرف والإرهاب مسؤولية العالم أجمع، وأن دول التحالف العربي حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن تحت قيادة حكومته الشرعية، مؤكداً أن دول مجلس التعاون تدعم الحل السلمي ليتمكن اليمن "العزيز" من تجاوز أزمته ويستعيد نشاطه في التنمية.
وطالب الملك سلمان، في كلمة افتتح بها أعمال القمة الخليجية الـ 36 المنعقدة في الرياض، أمس الأربعاء، دول العالم أجمع بتحمل المسؤولية المشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره مؤكداً أن الإرهاب يرفضه ويمقته الدين الإسلامي الحنيف لأنه دين الاعتدال.
وقال: "إن على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره، وأضاف "لقد بذلت المملكة الكثير في سبيل ذلك، وستستمر في جهودها بالتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الشأن، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له وأن ديننا الحنيف يرفضه ويمقته فهو دين الوسطية والاعتدال". وأضاف أن "منطقتنا تمر بظروف وأطماع بالغة التعقيد، وتنعم دول مجلس التعاون الخليجي بالأمن والاستقرار".
وحذر الملك سلمان "مع ما تنعم به دولنا من أمن واستقرار وازدهار، فإن منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، وأن الأمر يتطلب منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم، ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها، وفي مقدمة ذلك قضية فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وبالنسبة لليمن، نبه الملك سلمان: إلى أن "دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السلمي، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية". وفي الشأن السوري تابع الملك سلمان القول "إن المملكة تستضيف المعارضة السورية دعماً منها لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية وفقاً لمقررات "جنيف 1". ودعا الملك سلمان قادة التعاون الخليجي إلى تقييم إنجازات المجلس بمناسبة مرور 35 عاماً على إنشائه "يأتي لقاؤنا اليوم بعد مرور خمسة وثلاثين عاما من عمر مجلس التعاون، وهو وقت مناسب لتقييم الإنجازات، والتطلع إلى المستقبل، ومع ما حققه المجلس، فإن مواطنينا يتطلعون إلى إنجازات أكثر تمس حياتهم اليومية".
وأعرب عن ثقته بأنه سيتم بذل قصارى الجهد للعمل لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز مسيرة التعاون والترابط بين دولنا ورفعة مكانة المجلس الدولية وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين والعمل وفق سياسية خارجية فاعلة تجنب دول المجلس الصراعات الإقليمية، وتساعد على استعادة الأمن والاستقرار لدول الجوار واستكمال بناء منظومة دفاعية وأمنية مشتركة بما يحمي مصالح دول المجلس وشعوبه ومكتسباته". وأعلن الملك سلمان عن الجلسة المغلقة لاجتماعات الدورة الـ36 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
من جانبه، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إن وتيرة الإرهاب قد تصاعدت مؤخراً تحت ذرائع وشعارات زائفة "فالعمليات الإجرامية التي استهدفت بلدانا عديدة تقدم الدليل تلو الدليل على أن هذه الآفة المقيتة عابرة للحدود، وأن خطرها محدق بكل الشعوب والأقطار دون أي تمييز بين ضحاياها بسبب اللون أو العرق أو الدين أو المذهب".
وحول مسيرة العمل الخليجي، أكد الشيخ تميم ثقته بمجلس التعاون بالتعامل مع التحديات التي تواجهه بفضل تضامن وتعاون دوله في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، من أجل حماية المجتمعات الخليجية والحفاظ على مكتسباتها وتحقيق تطلعات الشعب الخليجي وترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار في دوله.
وفي الشأن الفلسطيني طالب الشيخ تميم المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، مشيرا إلى أن استمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما يقوض المساعي لإحلال السلام العادل في الشرق الأوسط.
وتناول الشيخ تميم الأزمة السورية مشدداً على ضرورة العمل والسعي الجاد إلى تنفيذ مقررات جنيف "1" التي تلبي تطلعات الشعب السوري وآماله وتحفظ كرامة المواطنين وحقهم في ممارسة إرادتهم الحرة.
وحول الملف اليمني أكد الشيخ تميم ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني في يناير/كانون الأول 2014 وإعلان الرياض في مايو/أيار 2015 وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وفي الشأن العراقي شدد أمير قطر على أهمية أمن العراق واستقراره ووحدته الوطنية وسلامة أراضيه داعياً إلى دعم ومساندة العراق في حربه على الإرهاب الذي بات يهدد أمنه واستقراره وكيانه لإرساء أسس الدولة الوطنية القائمة على المواطنة المتساوية للعراقيين جميعاً بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والدينية والقومية.
وفي الشأن الليبي أكد الشيخ تميم التطلع إلى أن يتمكن الليبيون من تجاوز الصعوبات الراهنة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والمضي في عملية سياسية تحقق الوحدة والاستقرار واستتباب الأمن للشعب الليبي.
وقال الشيخ تميم في تصريح لدى وصوله الرياض، أمس الأربعاء، "يسرني أن أتوجه بخالص تحياتي وتحيات الشعب القطري إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مقرونة بأطيب تمنيات الخير له ولشعب المملكة الشقيق".
وأضاف "كما يسرني أن أحيي إخواني قادة دول مجلس التعاون المشاركين في أعمال هذه الدورة التي يحدونا الأمل بأن تسفر عن نتائج في مستوى التحديات بالغة الخطورة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وتسهم في تعزيز مسيرة المجلس وفي تحقيق أهدافه المنشودة". وسأل في ختام تصريحه الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع وأن يكلل أعمالهم بالتوفيق والنجاح لما فيه خير ومصلحة شعوب الخليج العربي والأمتين الإسلامية العربية.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني مضي قادة دول المجلس في تحقيق آمال وتطلعات أبناء الخليج.
وقال الزياني، في كلمته أمام القمة، إن قرارات المجلس الأعلى بشأن المشاريع الإستراتيجية المشتركة والتشريعات الموحدة من أجل التكامل في كافة الميادين وتوسيع مجالات التعاون والتنسيق المشترك فيما بين دول المجلس وكذلك مع الدول الصديقة والشقيقة يتم تنفيذها ومتابعتها من المجلس الوزاري والأمانة العامة للمجلس.
وأوضح الزياني أن القمة الخليجية في الرياض تنعقد في ظل أوضاع إقليمية مضطربة وتحديات بالغة الأهمية تتطلب اليقظة والعمل الجاد والحثيث حفاظاً على مكتسبات وإنجازات هذه المنظومة، مؤكداً تطلع دول المجلس إلى المزيد من التكامل والتضامن والتلاحم لتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس.
وأشار إلى أن المجلس الوزاري لمجلس التعاون أنهى في دورته التحضيرية واجتماعه التكميلي مناقشة كافة الموضوعات والملفات والتقارير وأوصى برفع ما تم التوصل إليه من نتائج إلى المجلس الأعلى للتوجيه وإصدار القرارات اللازمة بشأنها.
وأعرب عن خالص التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ترؤسه الدورة الحالية للمجلس الأعلى والتهنئة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ما تميزت به رئاسته للدورة الـ 35 للمجلس الأعلى.
ومن جانبه، أكد العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة أن الاجتماعات الأخوية لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعد فرصة سانحة لتبادل الرؤى والتشاور في كل القضايا والموضوعات التي تهم دول المجلس وتحقيق كل ما يعود بالخير على شعوبه والبحث الهادف إلى ترسيخ أمن واستقرار المنطقة في ظل المتغيرات والتطورات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأن هذه التحديات تحتم على الجميع انسجاماً وتنسيقاً عالمياً في التحرك الخليجي تعزيزاً للتعاون المشترك، وعملاً دؤوباً لتفعيل وتطوير دور مجلس التعاون، على نحو يستشعره المواطن الخليجي في تحقيق آماله وتطلعاته في التقارب والتلاحم والتعاون، ويسمو به إلى التكامل والاتحاد.
وقال في تصريح لدى وصوله أمس الأربعاء إلى الرياض: "يسرنا ونحن نصل إلى السعودية الشقيقة، أن نعرب عن سرورنا البالغ للالتقاء مجدداً بأخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمشاركة في أعمال الدورة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، والعمل مع إخواننا قادة دول المجلس لإنجاز المزيد من الخطوات لدعم المسيرة المباركة التي ننتهجها نحو التكامل الخليجي في جميع المجالات، تحقيقاً لآمال شعوبنا ومواكبة لمعطيات الحاضر واستجابة لتطلعات المستقبل".
وأضاف قائلاً: "إننا على ثقة بأن أعمال هذه الدورة التي تستضيفها السعودية ستحقق الأهداف المرجوة وستصل إلى الغايات المنشودة في تعميق العلاقات بين دول المجلس على مختلف الصعد والمستويات تعزيزاً لمصالحنا المشتركة، وذلك بفضل حكمة وحنكة إخواننا قادة دول المجلس النافذة، وبصيرتهم الثاقبة والتي حصنت دولنا وحافظت على استقرارها وأمنها وجنبتها الكثير من المخاطر".
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إن شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تتطلع بأمل إلى نتائج القمة الخليجية الـ 36.
وأضاف الغانم أن قمة الرياض "تعتبر إحدى المحطات المهمة التي من شأنها أن تراكم لبنة جديدة في البنيان الخليجي"، معرباً عن ثقته بحكمة قادة دول المجلس في الخروج بنتائج من شأنها تعزيز مسيرة التعاون الخليجي.
وأفاد بأن الكويت ممثلة بالأمير الشيخ صباح الأحمد ستظل على دأبها داعماً قوياً وركناً أساسياً في منظومة العمل الخليجي المشترك. وأضاف أن: "القمة الخليجية تنعقد وسط ظروف ومستجدات اقليمية ودولية بالغة الدقة ولذلك تعول شعوب الخليج على حكمة قياداتها في الخروج بدول الخليج من تلك التقلبات السياسية وهي أكثر أماناً واستقراراً وازدهاراً".
أكد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان أن المرحلة الراهنة شهدت العديد من المستجدات التي ألقت بظلالها على الساحتين الاقليمية والدولية.
وقال، في تصريحات لدى وصوله الرياض أمس الأربعاء، للمشاركة في مؤتمر القمة السادسة والثلاثين لقادة مجلس دول التعاون: "أتشرف بالمشاركة في مؤتمر القمة نيابة عن السلطان قابوس بن سعيد بترؤس وفد سلطنة عمان في القمة". ونقل تحيات قابوس إلى إخوانه القادة وممثليهم، مقرونة بالتمنيات الطيبة للمؤتمر بالتوفيق في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأوضح أن المرحلة الراهنة شهدت العديد من المستجدات التي ألقت بظلالها على الساحتين الإقليمية والدولية، إلا أنه بفضل الجهود المبذولة من دول المجلس كافة فإن مسيرة مجلس التعاون حفلت بالعديد من المنجزات التي يسعى الجميع إلى المحافظة عليها أخذا في الحسبان التعاطي مع المتغيرات والظروف غير المؤاتية التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي ومالها من تأثيرات مباشرة على المنطقة، مبينا أن إعطاء مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المزيد من التطوير الهادف إلى الارتقاء بمعدلات النمو التي ستسهم بشكل أكبر لتحقيق ما تصبو إليه دول المنطقة وشعوبها من نماء واستقرار.
أكاديميون": القمة تبلور رؤية مشتركة لمواجهة التحديات
أكد أكاديميون خليجيون ويمنيون أن القمة الـ 36 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض جاءت لتبلور رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز أطر الشراكة بين دول المجلس.
وأكد الأكاديمي السعودي المتخصص في العلوم السياسية صالح عبدالعزيز الثنيان، أن القمة الخليجية الحالية تكتسب أهمية بالغة كون توقيت انعقادها يتزامن مع تصاعد التطورات سواء في الساحة الاقليمية أو الدولية، معتبراً أن القمة خلصت إلى استشعار مشترك لدى قادة دول مجلس التعاون بأهمية توحيد الموقف والنأي عن أي تباينات جانبية لتعزيز قدرات دول المجلس على مواجهة التحديات الراهنة والخطيرة، والتعامل مع المستجدات الطارئة وفق رؤية تتسق مع مصلحة الأمن القومي لدول الخليج.
واعتبر الأكاديمي اليمني المتخصص في علم الاجتماع السياسي عبد الرحمن ثابت علي المقرمي، أن القمة الخليجية عززت من استمرار الدعم المقدم من دول مجلس التعاون للشرعية اليمنية، معتبراً أن التشديد على ارتكاز الحل السياسي في اليمن على تنفيذ الانقلابيين للقرار الدولي "2216" رسخ من القناعات بأن دول المجلس مصممة على مواصلة دعم الشرعية في اليمن ومناهضة الانقلاب المسلح والتصدي بحزم للأطماع الإيرانية.
من ناحيته، اعتبر الأكاديمي العماني المتخصص في الشؤون السياسية عبد الرحمن علي الحداد أن القمة الخليجية ومخرجاتها عززت من وحدة الموقف المشترك بين كافة دول مجلس التعاون الخليجي حيال التعامل مع المستجدات الطارئة والخطيرة في المنطقة، مشيرا إلى أن الأمانة العامة لمجلس التعاون تستضيف مؤتمراً للمعارضة السورية بالتزامن مع انعقاد القمة وهو يعزز من الدور المحوري لدول مجلس التعاون في رسم خارطة التسويات للأزمات المتفاقمة في المنطقة ويؤكد حضورها المؤثر كلاعب فاعل في الساحتين الإقليمية والدولية.
الإمارات تشارك في المعرض المصاحب للقمة
تشارك دولة الإمارات في فعاليات المعرض المصاحب للقمة الـ 36 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انطلقت أمس، وتنظمها وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية.
ويمثل الدولة المجلس الوطني للإعلام، فيما تهدف المشاركة إلى التعريف بإنجازات وملامح النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها الدولة من خلال الإصدارات والنشرات الإعلامية المعروضة في الجناح، بجانب ما يشهده الإنتاج الفكري والثقافي فيها خلال السنوات الماضية.
وافتتح المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام في قاعة مكارم في فندق الماريوت في مدينة الرياض، الدكتور عبد المحسن بن فاروق إلياس وكيل وزارة الثقافة والإعلام الخارجي السعودي نيابة عن عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة السعودي، بحضور عدد من مسؤولي الوزارة والإعلام في دول مجلس التعاون وعدد من الجمهور.
ويهدف المعرض المصاحب للقمة الخليجية الـ 36 إلى تعريف الجمهور بجهود مجلس التعاون الخليجي في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية إضافة، إلى إنجازات ودور وكالات الأنباء ووزارات وهيئات الإعلام في دول مجلس التعاون، من خلال توزيع وعرض الكتب والكتيبات والمنشورات والمطويات والصور والأفلام.
وتفقد الدكتور عبد المحسن بن فاروق الياس خلال جولة داخل أجنحة المعرض ما تضمنته من إصدارات وكتيبات ووثائق تبرز مسيرة التكامل بين دول المجلس وإنجازاتها في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وجهودها في توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي.
يشارك في المعرض بجانب دولة الإمارات أجنحة لكل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الكويت ودولة قطر، إضافة إلى جناح للأمانة العامة لدول مجلس التعاون وجناح جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج.
كما افتتح إلياس "المركز الإعلامي" التابع للمعرض المصاحب للقمة الـ 36، واطلع خلال جولته فيه على إمكاناته في التحرير الصحفي والإخباري والتلفزيوني المجهزة بكل وسائل الاتصال الحديثة واستوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي المباشر. إضافة إلى شاشات تلفزيونية لنقل وقائع وفعاليات القمة وغيرها من التجهيزات القائمة المتكاملة لمساعدة أكثر من 300 صحفي وإعلامي في إعداد وإرسال الأخبار والتقارير المتعلقة بالمعرض والقمة، مرحباً بالوفود الإعلامية والضيوف المشاركة في متابعة وتغطية فعاليات المعرض والقمة.
وافتتح وكيل وزارة الثقافة والإعلام الخارجي السعودي "معرض الصور" الذي تشارك فيه دول مجلس التعاون والصحف الخليجية، كصحف الجزيرة والرياض والمدينة ومكة والوطن وعكاظ واليوم والشروق. وتضمن العديد من الصور التي ترسم ملامح النهضة الحضارية لدول المجلس وتبرز الإنتاج الفكري والأدبي والثقافي الخليجي المشترك.. وتحتوي على أشهر المعالم السياحية والثقافية والسياسية والاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى لوحات للصحف تحتوي على أهم الأخبار والتقارير السياسية والاقتصادية والثقافية منذ عام 1964 وحتى يومنا هذا.
وقال إلياس، في تصريح صحفي، إن المشاركة تأتي مساهمة من المملكة العربية السعودية في هذا المعرض المصاحب للقمة الخليجية الـ 36 في الرياض كجزء بسيط من الإنتاج والإسهام الفكري والثقافي والأدبي.
وأشار إلى حرص وزارة الثقافة والإعلام السعودية على تنظيم المعرض لإتاحة الفرصة للجمهور ليعيشوا أجواء مؤتمر القمة الخليجية ولتسهيل إطلاعهم على مكونات المعرض وحصولهم على الكتيبات والمنشورات التي يتم توزيعها على الجمهور حول إنجازات دول مجلس التعاون.
وأكد أن المعرض هو أول الفعاليات المصاحبة للقمة الخليجية الـ 36، حيث تم افتتاحه كبداية لاجتماعات دول مجلس التعاون لدول الخليج. وأوضح أن المعرض مشترك لأجهزة الإعلام الخليجية ووكالات الأنباء والتلفزيون الخليجي المشترك والإنتاج البرامجي المشترك. مشيراً إلى أنه يمثل كل الأعمال التي أنتجتها هذه المؤسسات خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن المعرض يمثل فرصة لأبناء دول مجلس التعاون للالتقاء والتعرف إلى خصوصية كل بلدان المجلس ومنجزاتها بجانب ما يقدمه من لمسات اجتماعية وثقافية وتراثية تبرز الطابع الذي تتميز به دول الخليج العربية. وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام الخارجي السعودي أن المملكة تؤمن بأن العمل الخليجي المشترك هو أساس وركيزة من ركائز الإعلام السعودي والخليجي والدولي.
وأعرب عن تمنياته أن يحقق اجتماع قادة دول مجلس التعاون المنعقد في الرياض الأهداف المرجوة بما يخدم مصلحة الشعوب في المنطقة.. متمنياً المزيد من التوفيق والتقدم والإنجازات تضاف إلى سجل المجلس الحافل ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وبدأ وكيل وزارة الثقافة والإعلام الخارجي السعودي جولته في المعرض بجناح دولة الإمارات واستقبله المشرفون على الجناح من وكالة أنباء الإمارات.. فيما جذب الجناح لفيفاً من الزائرين من الوفود الخليجية والإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب، بجانب مسؤولين ودبلوماسيين وإعلاميين وطلاب مدارس والجامعات.
وتوقف الضيوف عند معروضات الجناح واستمعوا لشرح عن محتوياته.. منوهين بالمعروضات والجهد المبذول وحرصوا على التقاط الصور التذكارية.
وحظي فيلم "724" "seven twenty four" الذي أنتجه المجلس الوطني للإعلام والحاصل على العديد من الجوائز، باهتمام كبير من رواد المعرض ويسرد خلال 10 دقائق النهضة الحضارية لدولة الإمارات بلمسة حديثة وما حققته من إنجازات قياسية خلال مدة زمنية قصيرة في المجالات كافة.. فيما تم إهداؤهم نسخاً منه.
وكان لجناح وكالة أنباء الإمارات الحضور البارز إذ تضمن العديد من الصور والكتب والأفلام التي توضح مسيرة الإعلام وتاريخه في الدولة، إضافة إلى دور الوكالة محلياً وإقليمياً وعالمياً منذ نشأتها، فيما تضمن معرض الصور التابع للجناح أهم وأشهر معالم الدولة وإنجازاتها الحديثة وعلاقاتها المتينة مع الدول الأخرى إقليمياً ودولياً.
وقال جمال ناصر الصويدر المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، في تصريح له بهذه المناسبة إن مشاركة الدولة في المعرض المصاحب للقمة الخليجية، تأتي في إطار حرصها على وجودها الفاعل في مختلف المحافل العربية والدولية.
وأشار إلى أن المعرض يعد ملتقى مهماً وحيوياً لعرض منجزات دول الخليج العربية في المجالات المختلفة وإبراز الملامح المميزة لكل دولة.. إضافة إلى تسليط الضوء على مشاريع النهضة والإنجازات الحضارية في كل دولة خليجية. وأعرب عن شكره للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على استضافتها المعرض والقمة الخليجية الـ 36.
وأكد حرص دولة الإمارات على المشاركة في المعرض لما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات ودية وأخوية على المستويات كافة.. مشيراً إلى أن القمم الخليجية ذات طابع سياسي واقتصادي بالدرجة الأولى، وأن القرارات التي تؤخذ خلالها تكون مصيرية ولها أهميتها وثقلها على المستوى السياسي التي يحسب لها حساب على المستوى العالمي.
وقال الصويدر إن هناك آمالاً تراود المواطن الخليجي مع كل قمة بأن يكون هناك اندماج أكبر بين دول الخليج العربية بحيث يستفيد منها المواطن الخليجي بشكل مباشر.
من جانبه، أوضح سالم النعيمي مدير إدارة التغطية الإعلامية في وكالة أنباء الإمارات، أن الإقبال الكبير الذي شهده جناح الدولة يعكس معالم النهضة الحضارية والإنتاج الفكري والثقافي للدولة.
وأشار إلى أن المعرض ضم العديد من الكتب والمطويات التي توثق لمسيرة دولة الإمارات الحضارية منذ آلاف السنين وحتى قيامها في عام 1971.. ومنها كتب "زايد عن قرب" و"شهادات تبقى" و"صير بني ياس" و"وليمة من التمور" و"الطبيعة في الإمارات" و"كوكب البحار" و"مرايا الزمان"، فضلاً عن العديد من الكتب الصادرة باللغة الإنجليزية والفرنسية والأقراص المدمجة باللغتين الإنجليزية والعربية والملصقات الإعلامية.. لافتاً إلى أهمية المشاركة في المعارض الإعلامية الدولية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر