الرياض ـ سعيد الغامدي
يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعًا في الرياض، السبت، برئاسة وزير الخارجية السعودي، ورئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون عادل الجبير. ووصف الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني الاجتماع بأنه استثنائي يأتي "لدرس تداعيات الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية". فيما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان، مساء الخميس، أن بلاده قدّمت احتجاجًا للأمم المتحدة على استهداف سفارتها في صنعاء من جانب مقاتلات سعودية.
وقطعت السعودية العلاقات الديبلوماسية مع إيران بعد الاعتداء، وتضامنت مع المملكة دول خليجية وعربية وإسلامية. وفيما قررت البحرين قطع العلاقات مع طهران، استدعت الإمارات السفير الإيراني وسلّمته مذكّرة احتجاج، واستدعت الكويت وقطر سفيريهما لدى إيران، فيما أعربت عُمان عن «بالغ أسفها» للهجوم على مقري البعثة الديبلوماسية السعودية.
ويأتي الاجتماع الوزاري الخليجي عشية الاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة الأحد، بناء على طلب السعودية لإدانة الانتهاكات الإيرانية والاعتداء على سفارتها وقنصليتها، وتجديد رفض التدخُّلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. حيث نفت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء الخارجية التركية السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بيكدلي.
واتهم إمام صلاة الجمعة في طهران محمد إمامي كاشاني "المتغلغلين" بالهجوم على السفارة السعودية في طهران بمساعدة «عناصر جاهلة» هدفها إيجاد الأرضية المناسبة لقطع العلاقات مع الرياض. كما دان الهجوم على السفارة الذي نفّذه «مجرمون» مطالبا بمحاكمتهم، معتبرًا أن السعودية كانت منذ البداية ترغب في قطع العلاقات.
وأدان خطيب الجمعة في مدينة مشهد أحمد علم الهدي مهاجمة القنصلية السعودية في المدينة، معتبرًا ذلك «خطوة تتعارض مع مصالح النظام الإيراني، موضحًا "من يعتدي على المقار الديبلوماسية يُعتبر معتديًا على مسؤوليات النظام السياسي في إيران".
وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان، مساء الخميس أن بلاده قدّمت احتجاجًا للأمم المتحدة على استهداف سفارتها في صنعاء من جانب مقاتلات سعودية. وقال القائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء مرتضى عابدين أن صاروخًا سقط قرب مبنى السفارة، وأصاب المباني بأضرار بالغة، مشيرًا إلى إصابة حارس بشظية.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية بيانًا للتحالف العربي جاء فيه، "بعد المراجعة والتحقُّق ثبُت كذِب المزاعم وأنه لم تُنفّذ أي من العمليات في محيط السفارة (الإيرانية) أو قربها، كما تأكَّدَ لقيادة التحالف سلامة مبنى السفارة وعدم تعرُّضه لأضرار». وأضاف: «تودّ قيادة التحالف لفت كل البعثات الديبلوماسية في صنعاء إلى ضرورة عدم إتاحة الفرصة لعناصر الميليشيا باستخدام مباني البعثة العاملة أو التي أُخليت في أي عمل عسكري، لأن ذلك يعد مخالفة وانتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية ويعرّض المواطنين وممتلكاتهم للخطر".
ونفت وزارة الخارجية اليمنية أيضاً تعرُّض مبنى السفارة الإيرانية للاستهداف والقصف، وحمّل مصدر مأذون له في وزارة الخارجية اليمنية «ميليشيات الحوثي و (الرئيس السابق على عبدالله) صالح مسؤولية حماية كل مباني البعثات الديبلوماسية والمنظّمات الدولية باعتبار تلك الميليشيات غاصبة للعاصمة صنعاء بقوة السلاح».
وأبلغت الحكومة الكويتية نائب وزير الخارجية الإيراني الذي توقّف في الكويت الخميس، سخطها من الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد.
وأصدر 60 ناشطا ونائبا وإعلاميا كويتيا بيانًا تضامنوا فيه مع السعودية في إجراءاتها ضد إيران، وهاجموا «التطاول على المملكة». وتبنّت المعارضة الكويتية الموقف الداعم للسعودية والبحرين، كما قال رئيس مجلس الأمة (البرلمان) السابق أحمد السعدون، إن دعم السعودية من جانب دول الخليج والكويت خصوصًا هو «قضية وجود».
وأضاف، "منذ فترة طويلة ودول الخليج مستهدفة، خصوصًا السعودية لما تمثله من ثقل في العالم الإسلامي وفي دول مجلس التعاون ومنظمة أوبك". وذكّر بـ "ما تحمّلته السعودية من أعباء خلال فترة الغزو" العراقي للكويت.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر