الدار البيضاء ـ جميلة عمر
لم يمر على الحوار الذي دار بين الأساتذة المتدربين والحكومة 24 ساعة, و الذي أفضى إلى حل الأزمة التي دامت لأكثر من خمسة أشهر، حتى إنقلب الأساتذة على الإتفاق الذي تم إبرامه مطالبين بتوظيفهم في أيلول/سبتمبر المقبل, وأوضح مصدر مطلع من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين أنه من المقرر أن يعرض الأساتذة المتدربون هذا المطلب الجديد في لقاء اليوم مع ممثلي الحكومة، وبحضور النقابات وممثلي المبادرة المدنية لحل إشكالية الأساتذة المتدربين، من أجل تدارس المعطيات التقنية الكفيلة بترجمة الاتفاق على أرض الواقع, و قال منسق المبادرة الوطنية لحل إشكالية الأساتذة المتدربين, عبد الرحيم العلام, إن هذا المطلب الجديد لا علم له به، ولا يمكن أن يكون، أما إذا كان صحيحًا مضيفًا " لكل حادث حديث".
وكان الحوار الذي جمع مساء أول أمس الأربعاء بين والي الرباط سلا القنيطرة عبد الوافي لفتيت وممثلي الأساتذة المتدربين بحضور المبادرة المدنية تكللت بالنجاح, ووافقت الحكومة ، على توظيف الأساتذة جميعا شريطة العودة إلى مقاعد الدراسة وتعليق الأنشطة الاحتجاجية، الأمر الذي إستجاب له أعضاء التنسيقية الوطنية للأساتذة.
وبعودة الأساتذة المتدربين للمعاهد، على وعد توظيفهم في كانون الثاني/يناير المقبل، بعد انتهاء فترة التكوين، تسقط دعوات تنظيم مسيرات احتجاجية واسعة التي كانت ستنظم اليوم الخميس، والتي كانت رئاسة الحكومة والداخلية قد حذرت من تنظيمها بعد وصفها بــ "خرق القانون" و "المس بالأمن العام".
ووقع الطرفان على محضر نتائج هذا الحوار بعد مناقشة عدد من النقاط والتفاصيل أهمها تشكيل لجنة تقنية بين وزارة التربية الوطنية ووزارة المالية لتفعيل نتائج المفاوضات, ويقضي الإتفاق على أن يستآنف الاساتذة المتدربين من الان الدراسة، حيث سيتم إجراء تكوين نظري فيما تبقى من السنة خلال الاشهر الثلاثة أيار/مايو , وحزيران /يونيو, وتموز/يوليو 2016، كما سيتم إستئناف الدراسة في شقها التطبيقي خلال أيلول/سبتمبر وتشرين الأول /أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2016, لكن ورغم نجاح الإجتماع ، خرج أساتذة الغد ليؤكدوا أن ما جاء في نتائج حوار أمس ليس "حلا نهائيا للملف".
وقال الأساتذة المتدربون، في أول بيان رسمي لتنسيقيتهم الوطنية عقب اجتماع أمس، الذي جمعهم بوالي الرباط، إنه "تعليقنا للاحتجاج النضالي المزمع تنظيمه ابتداء من يوم الخميس 14 نيسان/أبريل 2016، هذا لا يعني إلغاء الإنزال الوطني".
ودعا المصدر ذاته الأساتذة المتدربين إلى "المزيد من الصمود والتأهب والاستعداد التام لمواصلة المعركة في حالة عدم الاستجابة الفعلية لمطالبنا العادلة والمشروعة"، نافيا أن يكون ملف "أساتذة الغد"، "قد تم حله نهائيا".
وجدد الأساتذة المتدربون دعوتهم إلى "كافة الإطارات النقابية والسياسية والحقوقية وكافة الجماهير الشعبية إلى المزيد من الدعم والتضامن".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر