الناظور- كمال لمريني
تحتضن أسبانيا مجموعة من الأطفال القاصرين المغاربة الذين يتوزعون بين مجموعة من المدن الأسبانية بما فيها مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين.
وذكرت وكالة الأنباء الأسبانية "ايفي"، في تقرير لها، أن 2200 قاصرًا مغربيًا يتواجدون في اسبانيا، إذ يتواجد في مركز الرعايا في مدينة مليلية المغربية المحتلة 450 طفلًا، وفي سبتة السليبة 200 طفلًا، والباقون يتوزعون على منطقة أندلسيا.
وينحدر أغلب هؤلاء القاصرين من أسر تعاني ظروفًا اجتماعية واقتصادية مزرية، بسبب شدة الفقر والتفكك الأسري، وأن غالبيتهم من الذكور.
وأوصى التقرير بضرورة اتجاه السلطات الاسبانية نحو التفكير في خطة لإعادة هؤلاء القاصرين إلى المغرب، احتداءً بموقف السويد، التي قررت ترحيل 800 قاصر مغربي من أراضيها، بعد مناقشتها مع السلطات المغربية لإمكانية تمويلها لمشاريع إنشاء مأوى لاستقبالهم وتدريسهم في المغرب.
وأنفقت بلدية مدريد مبلغ 3 ملايين يورو لتمويل بناء ملاجئ في طنجة ومراكش، لكن المغرب لم يلتزم بفتحها في وجه القاصرين المشردين، بدعوى عدم استطاعة الدولة توفير شروط الإقامة والمأكل والتكوين لنزلائها. وأشارت الوكالة إلى أن القاصرين المغاربة المتواجدين في مراكز الإيواء الإسبانية، لا يفكرون في العودة إلى المغرب، لأنهم يجدون فيها الترحيب وحسن المعاملة، الأمر الذي لا يتوفر لهم في تلك المتواجدة في بلدهم، حيث يعامل نزلائها بطريقة لا إنسانية، وذلك بشهادة عدة تقارير أنجزتها منظمات حكومية وغير حكومية، هذا إضافة إلى كون الملاجئ الإسبانية تفتح المجال لنزلائها بالدخول والخروج في أي وقت يشاءون، كما أنهم ينعمون بحرية التنقل داخل إسبانيا وكذا منطقة "شنغن" بأسرها.
وبينت الوكالة، أن الأطفال الموجودين في مدينتي سبتة ومليلية، هدفهم الأساسي هو الوصول إلى إسبانيا، عن طريق التسلل بطرق خطيرة أسفل الشاحنات التي تقصد السفن المغادرة لميناء المدينتين نحو الضفة الأخرى، لدرجة أن الشرطة أحدثث جهازًا تابعًا لها أسمته “Operación Feriantes”، اختصاصهُ فقط هو رصد المتسللين منهم.
وختمت "ايفي" تقريرها بالقول، إن أغلب هؤلاء القاصرين يعيشون ظروفًا اجتماعية صعبة، لعدم تلقيهم أي تعليم أو تكوين، الشيء الذي يدفعهم غالبًا لامتهان السرقة وإدمان المخدرات، مما يقودهم مباشرة إلى التشرد، نظرًا لكونهم يفقدون الحق في الرعاية بالملاجئ حين يستوفُون سن ال 18.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر